باريس في انتظار «توت عنخ آمون»

تــــوت عنــخ آمـــون
تــــوت عنــخ آمـــون

بعد أكثر من 50 عاما تسافر مقتنيات الفرعون الذهبى الملك «توت عنخ آمون» إلى فرنسا مرة أخري، من خلال معرض «كنز الفرعون» الذى يقام فى الفترة من 23 مارس وحتى 15 سبتمبر، فى قاعة العرض «جراند هول دو لافيليت» بباريس.

ويعد المعرض الحدث الذى ينتظره الملايين من الشعب الفرنسى منذ شهور، حيث كان حديث الصحف الفرنسية لفترة طويلة، والتى اعتبرته افضل معرض بالعالم فى عام 2019، كما أوصت بضرورة زيارته، خاصة ان كنوز الفرعون الذهبى تعرض فى فرنسا بعد 50 عاما على معرض القرن الذى تم تنظيمه عام 1967 فى قصر «لو بوتى باليه» وكان يضم 45 قطعة أثرية من كنوز «توت» واستقطب وقتها اكثر من مليون ونصف زائر.

والاحتفاء بالمعرض بعد سنوات من غياب «توت» عن عاصمة النور يأتى ايضا بالتزامن مع الاحتفالات بالعام الثقافى المصرى الفرنسى 2019، حيث تقام بهذه المناسبة عدد كبير من الانشطة والفاعليات الثقافية بين البلدين.

ويضم معرض الفرعون الذهبى 166 قطعة أثرية من كنوز مقبرة الملك «توت» من بينهما 50 قطعة أثرية تعرض لأول مرة خارج مصر، والقطع المعروضة من بينهما قطع مكررة عبارة عن تماثيل «أوشابتي» وقطع من الحلي.

وأشارت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بوزارة الاثار إلى أن معرض الملك «توت» يزور 7 دول مختلفة، وعدد من المدن، والعائد من كل مدينة يزورها 5 ملايين دولار، بالاضافة إلى أنه بعد بيع 400 ألف تذكرة تحصل وزارة الآثار على دولار واحد على كل تذكرة، وبعد 500 الف تذكرة تحصل الآثار على 2 دولار، مشيرة إلى أن أول مدينة زارها المعرض حصلت الاثار إلى جانب الـ5 ملايين دولار على مليون و600 الف دولار من التذاكر الإضافية ونسبة 10٪ من المبيعات الموجودة على هامش المعرض.

وأضافت إلهام أن القيمة التأمينية لمعرض «توت» تعتبر أعلى قيمة تأمينية لمعرض أثري، حيث تخطت الـ 800 الف مليون دولار، موضحة ان عدد الزيارات المتوقعة لا يمكن تحديده إلا من قبل الشركة المنظمة، إلا أن هناك مجهودا كبيرا من جانبهم فى الترويج للمعرض بكل مكان فى فرنسا وفى كل الوسائل الإعلامية، حيث ان اى قطعة من آثار «توت» لها ثقل كبير لديهم بسبب مقبرته وتاريخ اكتشافها.

وأكدت إلهام انه من المتوقع أن يكون للمعرض أثر كبير فى الترويج للسياحة فى مصر، حيث انها ستخلق حالة من الشغف لدى الزوار لمشاهدة باقى القطاع الاثرية الخاصة بـ«توت» والتى يزيد عددها عن الـ 5 آلاف قطعة، كما أن الكتالوج يتحدث عن مصر وتاريخها وآثارها، بالإضافة إلى أنه سيكون ايضا دعاية للمتحف المصرى الكبير الذي يشير إليه أيضا.

وأوضحت إلهام أن المعارض لها أهداف اقتصادية وسياسية وتعليمية  وثقافية، والاستفادة الاقتصادية فى أنها تعود بالنفع على جهات عدة وليس الآثار فقط، مثل الاطراف التى تشارك فى عمليات التأمين والتغليف والطيران، موضحة أن الدول الاوروبية والغربية تتبادل إقامة المعارض المؤقتة فيما بينها ولكن دون أن يكون هناك قيمة مالية لهذه المعارض، عكس المعارض المصرية التى تشترط مقابلا ماديا، ومع ذلك يكون هناك إقبال وطلب كبير عليها وهو ما يعكس اهتمامهم بالآثار المصرية.

وأشارت إلهام إلى أن العلاقات الثقافية والسياسية بين الدولتين قوية خاصة أنه توجد فى مصر بعثات فرنسية هامة إلى جانب المركز الثقافى الفرنسى ومعهد الدراسات الشرقية.

وتعتبر فرنسا هى المحطة الثانية لمعرض «كنوز الفرعون» حيث يزور عددا من الدول من بينهم: أمريكا، وأستراليا، وكوريا الجنوبية، وبريطانيا، وكندا، واليابان، وعرض لأول مرة في مركز كاليفورنيا للعلوم بلوس انجلوس.