حكايات| «شنوان».. قرية تكافح البطالة بـ «السعف»

صناعة وإعداد الأقفاص والكراسى من جريد النخيل
صناعة وإعداد الأقفاص والكراسى من جريد النخيل

 النخيل كنز متعدد الفوائد، وخاصة فى السعف والجريد، وتتميز العديد من المحافظات بتعدد استخدامها للخامات المستخرجة من شجر النخل، وتكفى الإشارة إلى قرية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، فهى مشهورة بالورش المنزلية المتخصصة فى صناعة وإعداد الأقفاص والكراسى من جريد النخيل.

 

بسطاء قرية شنوان تخصصوا فى تصنيع الجريد ليكسبوا قوت يومهم ورزق أبنائهم، لتعيش القرية بأكملها على تلك الصناعات، والتي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، فلا يخلو منزل فيها من وجود ورشة متخصصة فى تصنيع أقفاص الخضراوات والفاكهة والخبز وكذلك الكراسى .

 

صناعة الأجداد
وداخل إحدى الورش يقول لنا رضا السيد إنه ورث هذه الصنعة أبا عن جد، ويعمل بها منذ ربع قرن من الزمان، مشيرا إلى أنهم يشترون المواد الخام من الصعيد وعدد من قرى الجيزة، مؤكدا أن مهنتهم أصبحت مربحة اقتصاديا لكثرة الطلب على منتجات الجريد، وخاصة من الكافيهات والمناطق والقرى السياحية، موضحا أن نظام العمل يتم بالإنتاج فكل واحد منهم له معدل إنتاج يلتزم به وفى النهاية يتم تجميع المنتج النهائى من أقفاص وكراسى وعياشات للفاكهة والخضراوات وبيعه وتسويقه إما عبر التجار أو المشاركة فى المعارض الكبرى والتي توفرها الدولة للخريجين والحرفيين.

 

فيما يوضح توفيق محمد صنايعي - 32 سنة - أنه لم تعد هناك صعوبات فى التسويق كما كان الحال فى الماضى مع كثرة وتنوع منافذ التسويق وانتشار المعارض التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية أو وزارة الصناعة والتجارة أو التى تنظمها الغرف التجارية.

 

مواجهة البطالة
ويؤكد سيد البنبى - صاحب ورشة ـ أنها من المهن التراثية بالقرية وتتوارثها الأجيال، ويتوجه الشباب لها لتعلم فنونها وإتقانها من قبيل مواجهة أزمة البطالة وقلة الدخل فلا يكاد يخلو بيت من كوخ أو ورشة للعمل بصناعة منتجات الجريد.

 

ويوضح محمد أحمد السيد - صاحب ورشة - أن مراحل صناعة منتجات الجريد تبدأ بتقطيع الجريد الأخضر واستخدام «اللقط» الذى يستخدم فى ثقب الجريد حيث يتم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام هى «المخ» وهو الجزء السفلى و«التونى» وهو الجزء الأوسط، و«الطوالى» وهو أطراف الجريدة ولكل من هذه الأجزاء استخدام يختلف عن الآخر فيما يتم تصنيعه، مشيرا إلى أن لكل من الجريد الأخضر أو الجريد الجاف استخداما مختلفا، مؤكدا أن موسم الشتاء يعد هو الأكثر ربحا عن موسم الصيف لإقبال تجار الفاكهة على شراء الأقفاص، كما أن تلقيح النخيل يكون صيفا ويندر بيع منتجاته فى ذلك التوقيت.

 

سيوة والنخيل
أما فى محافظة مطروح، وعلى وجه الخصوص واحة سيوة المشهورة بنخيلها بعدد يصل إلى مليون و200 ألف نخلة، وخوفا على تلك المهن البيئية التى تعتمد على النخيل من الاندثار واستغلالها، يتم تنفيذ المشروعات المتوسطة والصغيرة، وكما يوضح المهندس تامر سعيد السكرتير العام للمحافظة فقد قام مركز سيوة أحد مراكز مطروح الثمانية بتنفيذ برنامج تدريبى للشباب على منتجات النخيل من سعف وجريدة وليف، بمركز تطوير الصناعات البيئية والحرفية بسيوة لمدة 44 يوما، وتضمن التدريب على أعمال الكراسى والطاولات من جريد النخيل وأعمال السعف من سعف النخيل وأعمال الحبال من ليف النخيل.