بدء التحقيقات في كارثة الطائرة الإثيوبية في فرنسا

كارثة الطائرة الإثيوبية
كارثة الطائرة الإثيوبية

يبدأ محققون في فرنسا ،غدا الجمعة، تحليل بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية بحثا عن أدلة على سبب تحطمها في كارثة خلفت فاجعة لعشرات من أسر الضحايا وتسببت في وقف تحليق أسطول بوينج من ذات الطراز.

وتسبب تحطم الطائرة يوم الأحد بعد إقلاعها من أديس أبابا في مقتل 157 شخصا من 35 دولة في ثاني حادث لطراز بوينج 737 ماكس في ستة أشهر.

وأحدثت احتمالات وجود أسباب مشتركة للحادثتين هزة قوية لقطاع الطيران حول العالم وأثارت مخاوف بين الركاب كما دفعت أكبر شركة مصنعة للطائرات في العالم للإسراع بإثبات أمان الطراز الذي يدر الكثير من الأرباح عليها.

واندفع أقارب بعض ضحايا الطائرة المنكوبة خارجين من اجتماع مع شركة الطيران اليوم الخميس بعد أن أغضبهم عدم الحصول على المعلومات لحظة ورودها، بينما زار آخرون موقع تحطم الطائرة للتعبير عن حزنهم على فقد ذويهم.

ورفعت امرأة ترتدي وشاحا تقليديا أبيض يرمز للحداد في إثيوبيا صورة لشقيقها وهي تقول "لا أستطيع أن أجدك! أين أنت؟".

وأوقفت دول حول العالم بينها الولايات المتحدة، التي ترددت في البداية، تحليق الطائرات من ذات الطراز لكن أغلب شركات الطيران تمكنت من التكيف إلى حد كبير مع الأمر بتغيير الطائرة.

وهناك طلبيات تبلغ نحو خمسة آلاف طائرة من طراز ماكس بما يعني أن التبعات المالية للقطاع ستكون ضخمة.

وبعد ما بدا أنه خلاف بشأن مكان إجراء التحقيق في الكارثة تم إرسال مسجل بيانات الرحلة ومسجل أصوات قمرة القيادة إلى باريس وتسليمهما إلى مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني (بي.إي.إيه) وهي هيئة فرنسية.

من جهتها، قالت الهيئة الفرنسية إن التحليل الفني للبيانات سيبدأ غدا الجمعة وإن التوصل لنتائج مبدئية سيستغرق عدة أيام.

وأوقفت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية أمس الأربعاء تحليق طائرات 737 ماكس بسبب بيانات من أقمار صناعية من موقع الحادث تشير إلى بعض أوجه التشابه "واحتمال وجود ذات السبب" الذي أدى لتحطم طائرة في إندونيسيا في أكتوبر تشرين الأول مما أودى بحياة 189 شخصا.

وقال دانييل إلويل القائم بأعمال مدير إدارة الطيران الاتحادية اليوم الخميس إن الإدارة اتخذت القرار بناء على بيانات ولم تأخذ في الحسبان تأثير ذلك على بوينج.

وقال للإذاعة الوطنية العامة (إن.بي.آر) "إدارة الطيران الاتحادية تتخذ قرارات متعلقة بالسلامة وفقط".

وعلى الرغم من أن بوينج تصر على أن طائراتها آمنة فقد أيدت قرار إدارة الطيران الاتحادية. وهبط سهم بوينج بنسبة نحو 11% منذ حادث التحطم مما يعني انخفاضا يفوق 26 مليار دولار من قيمتها السوقية.

ولم يتضح بعد المدة التي ستبقى فيها طائرات بوينج ممنوعة من التحليق.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي له صلات قوية مع بوينج، إنه يأمل في أن يكون وقف تحليق الطائرات لفترة قصيرة وقال للصحفيين في البيت الأبيض "إنها شركة عظيمة... عليهم أن يحددوا المشكلة بسرعة. يعلمون ذلك. إنهم يتعرضون لضغوط ضخمة".

وقالت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية أمس الأربعاء إن عمليات إصلاح لبرمجيات طراز 737 ماكس الذي تعمل عليه بوينج منذ تحطم طائرة ليون إير في إندونيسيا سيستغرق عدة أشهر حتى يكتمل. وذكر نواب أمريكيون بعد إفادة من مسؤولين بإدارة الطيران الاتحادي أن الطائرات ستظل متوقفة عن التحليق "لأسابيع" على الأقل لحين اختبار برمجيات كمبيوتر محدثة وتركيبها.

ووفقا للقواعد الدولية سيقود إثيوبيون التحقيق لكن الهيئة الفرنسية ستجري تحليل الصندوق الأسود بصفتها جهة استشارية. كما أرسل المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل ثلاثة محققين للمساعدة في التحقيقات.