البرلمان البريطاني يصّوت اليوم على مواجهة «المجهول» بشأن «بريكست»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

منيت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بهزيمتها الثانية في مجلس العموم البريطاني (البرلمان)، وانقادت معها بلادها نحو مصيرٍ مجهول، وذلك بعد أن دخلت مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باتفاقٍ مع بروكسل طريقًا مسدودًا أمس الثلاثاء.

هذا المصير ربما يصبح واقعًا اليوم الأربعاء 13 مارس، حينما يصوّت نواب البرلمان البريطاني لاحقًا على مسألة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون التوصل لاتفاقٍ يرسم ملامح الطريق في العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، في مرحلة ما بعد الانفصال.

وصوّت البرلمان البريطاني مجددًا ضد اتفاق الساعات الأخيرة، الذي توصلت إليه "ماي" مع رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر. وكان البرلمان قد أجهض في منتصف يناير الماضي اتفاقًا أبرمته رئيسة الوزراء البريطانية ماي مع القادة الأوروبيين في نوفمبر المنصرم، بأغلبيةٍ ساحقةٍ بلغت رفض 432 نائبًا مقابل موافقة 202 نائبٍ فقط.

خيارات محدودة

الخيارات لم تعد متعددةً أمام البرلمان البريطاني بعد أن رفض للمرة الثانية اتفاقًا أبرمته تيريزا ماي مع القادة الأوروبيين بشأن تسوية الأمور العالقة بين الجانبين، ولعل أبرزها مسألة الحدود المشتركة بين أيرلندا الشمالية، الإقليم ذاتي الحكم في المملكة المتحدة، وجمهورية أيرلندا المستقلة، إحدى بلدان الاتحاد الأوروبي.

ورغم تقليص الفارق لعدد النواب الرافضين لاتفاق ماي مع أوروبا خلال تصويت الأمس، إلا أن هذا لن يجدي نفعًا الآن، خاصةً مع مداهمة ميقات خروج بريطانيا الرسمي من الاتحاد الأوروبي، والمزمع في التاسع والعشرين من شهر مارس الجاري، أي بعد نحو أسبوعين من الآن.

وأمام نواب البرلمان البريطاني خيارٌ آخر، وذلك إن صوّتوا ضد وداع أوروبا من دون اتفاقٍ، وهي التصويت غدًا على مسألة تمديدٍ محدودٍ لموعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

مستقبل غامض

وإن وافق البرلمان البريطاني على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد سلفًا (29 مارس 2019) من دون التوصل لاتفاقٍ، فإن بريطانيا ستواجه مستقبلًا يكتنفه الغموض خاصةً مع المحاذير المتزايدة من خطورة الأمر على بريطانيا في الأيام القادمة.

وزير الأعمال في حكومة ماي، جريج كلارك، قال مطلع شهر فبراير الماضي، إن بلاده ستندم للأبد إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاقٍ، وشدد حينها على البرلمان البريطاني ضرورة التوصل لقرارٍ للحيلولة دون حدوث ذلك.

واليوم سيصوّت البرلمان البريطاني على مسألةٍ حذر منها وزير الأعمال وبشدةٍ، وفي غياب رؤيةٍ واضحةٍ حول اتفاقٍ بين لندن وبروكسل يرضي جميع الأطراف تبدو أن بريطانيا دخلت متاهةً حول مستقبلها، وهي تنتظر من ينتشلها من هذه المتاهة ويرشدها نحو الطريق الصحيح.