حوار| د.جمال شيحة: مؤسسة جديدة للصحة بالقارة خلال تولي مصر رئاسة الاتحاد

د.جمال شيحة خلال الحوار
د.جمال شيحة خلال الحوار

- 70 مليون مريض إفريقى بالكبد.. ونشاط كبير لـ «ألبا» الفترة المقبلة


د. جمال شيحة. شعلة متوهجة بالحركة لخدمة القضايا الوطنية فى المجالات الصحية.. لقاءات ومؤتمرات. مصرية ودولية. لا تهدأ لمتابعة أحدث العلاجات فى أمراض الكبد؛ .. بذل الرجل جهودًا جبارة لإبراء أكباد المصريين من آفتها القديمة. فأنشأ جمعية الكبد المصرى بالدقهلية. التى تتابعت فروعها بالمحافظات. وكانت أول المستجيبين لمبادرة الرئيس السيسى بالقضاء على فيروس سي. كما أسهم د. شيحة فى تأسيس الجمعية الإفريقية للكبد «ألبا» التى تضم 43 جمعية من 21 دولة إفريقية. ومقرها القاهرة. وتدعمها مصر بصورة كبيرة حتى قبل رئاستها للاتحاد الإفريقي.. كل هذا بالإضافة إلى عمله عضوا فى لجنة التعليم بالبرلمان. والتى كان يرأسها الدورة السابقة.. الكثير من القضايا الصحية المصرية والإفريقية فى هذا الحوار:

بعد استلام مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي.. ما أوجه المساعدة الطبية التى ستقدمها للأشقاء الأفارقة؟
نحن نقدم الدعم الطبى للأشقاء حتى قبل رئاستنا الاتحاد الإفريقي. ولا يزال هناك الكثير من مجالات التعاون والمساعدة التى يمكن أن تقدمها دولة بحجم مصر للأشقاء فى القارة الإفريقية فى كل المجالات الطبية. وتستطيع مصر أن تساعد إفريقيا على محاور متعددة منها: التوعية والوقاية. فلمصر خبرة كبيرة فى مجال التوعية والوقاية ولديها الكوادر المؤهلة لذلك.. أيضًا صناعة الدواء فى مصر جيدة ومنتعشة ويمكن أن يكون هناك سوق كبير جدًّا للدواء المصرى عالى الجودة ومناسب السعر بالنسبة للأدوية العالمية. المحور الثالث هو محور التدريب الطبى والتعليم المستمر خصوصًا فى التخصصات المطلوبة فى القارة الإفريقية.
«ألبا» الإفريقية
 لجمعية الكبد تاريخ حافل بالتعاون مع الدول الإفريقية من خلال «ألبا» هل سيشهد هذا التعاون نشاطا جديدًا؟

- بالتأكيد جمعية رعاية مرضى الكبد بالدقهلية هى أحد المؤسسين الرئيسيين لـ «ألبا» الجمعية الإفريقية لرعاية مرضى الكبد. وبالتالى تعاون الجمعية مع «ألبا» شيء أساسى لأننا أحد أهم المؤسسين مع أكثر من 43 جمعية أخرى من 21 دولة إفريقية. وجمعية رعاية مرضى الكبد تترأس فى هذه الدورة مجلس الإدارة ومدته أربع سنوات تنتهى بعد أكثر من عامين؛ وأتشرف بأننى رئيس الجمعية الإفريقية لمرضى الكبد وبالتالى فى وجود رئاسة مصرية للاتحاد الإفريقى أتصور أنه سيكون هناك نشاط كبير لـ «ألبا» فى القارة الإفريقية برعاية ودعم مصرى وأدعو كل الجهات المهتمة بذلك فى مصر أن تستثمر وجود جمعية إقليمية غير حكومية بهذا الحجم قياداتها مصرية والسكرتارية الدائمة فى القاهرة. لا بد أن تستثمر الدولة المصرية والحكومة ذلك استثمارا كاملًا خصوصًا خلال 2019 عام رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى يكون النواة لخطط مستقبلية تستمر لسنوات بقيادة «ألبا» قيادة مصرية لعمل اختراق أو نقلة نوعية فى مجال مكافحة الفيروسات الكبدية فى القارة الإفريقية.
 ولكن. ألا ترى أن مساعدة إفريقيا للقضاء على الفيروسات الكبدية تتطلب مجهودات طبية مضاعفة لما يحدث الآن؟
أعتقد أن مشروع إفريقيا خالية من الفيروسات الكبدية فى القارة الإفريقية يمكن أن يكون مشروعا طموحا وجذابا ومهمًّا وهو مطلوب بشدة فى القارة الإفريقية فى هذا التوقيت؛ لأن منظمة الصحة العالمية فى إعلان تاريخى قالت إنه يمكن القضاء على فيروسات الكبد BوC فى العالم كله بحلول 2030. أى بعد حوالى 11 عامًا.
70 مليون مريض
هل هذا يعنى أن حل مشكلة أكباد الأفارقة سهلة رغم أنها الأكبر فى هذا المرض اللعين؟

- بالطبع ليس سهلًا. فحجم المشكلة فى إفريقيا مهول. أكثر من 70 مليون إفريقى يعانون من فيروسات الكبد. حوالى 50 مليونا يعانون من فيروس B وحوالى 20 مليونا يعانون من فيروس C وتقريبا لا يعالج أحد على نطاق واسع أو ضيق إلا فى مصر.. فمصر هى البلد الإفريقى الوحيد مع بعض النشاط والعلاج فى الجزائر وبدرجة أقل فى المغرب فيما عدا ذلك لا يُعالج أحد فى إفريقيا من فيروسات الكبد كمشروعات دول أو مشروعات متكاملة.. والـ 70 مليونا لا أحد يتولى قضيتهم سوى «ألبا» التى تتولاها. وفرصة أن الاتحاد الإفريقى برئاسة مصر وأن «ألبا» برئاسة مصر وأن مصر تمتلك كل الخبرات اللازمة لقيادة مثل هذا المشروع فى إفريقيا. وهناك قرار من الاتحاد الإفريقى فى الاجتماع المنعقد منذ أيام أنهم سينشئون مؤسسة للصحة أو هيئة للصحة بالتعاون مع الجهات المانحة يمكن أن تكون هذه هى المنصة التى نتعاون معها من أجل إفريقيا خالية من فيروسات الكبد بقيادة ودعم مصريين. وهذا العمل الضخم يمكن بسهولة أن يلقى دعما دوليا لأنه عمل إنسانى ضخم.
هل توجد خطة لجعل مصر مركزًا للسياحة العلاجية من الدول الإفريقية خاصة فى مجال أمراض الكبد؟
- هذا دور وزارتى الصحة والسياحة. نعم توجد إمكانية وهناك مجال لجذب القادرين من القارة الإفريقية بدلًا من سفرهم لأوروبا ويمكن بسهولة أن يتم علاجهم فى مصر. خاصة أن لدينا المستشفيات والمراكز الصحية عالية المستوى والأطباء الذين يملكون خبرات عالمية. وكذلك لدينا تجارب رائدة فى العلاج. بالإضافة إلى الأماكن الاستشفائية والسياحية الممتدة بكل ربوع مصر.
لماذا لا نرى حتى الآن حملات علاجية للقضاء على فيروس «b» خاصة أنه لا يقل خطورة عن فيروس سي؟
- هذا سؤال مهم وأنا سعيد به.. فيروس b لا يقل خطورة عن فيروس سى بل يزيد. وهذا رغم أن أعداده أقل. لكن يوجد من 5. إلى 1% من المصريين مصابون بفيروس b أى من 500 ألف إلى مليون مواطن وهو عدد أيضًا لا يُستهان به. وأتمنى وجود مشروع للاهتمام بهم كما تم الاهتمام بفيروس c.
 ما تقييمك لدور الجمعيات الأهلية حتى الآن فى المساهمة فى دعم المشروعات الصحية فى مصر؟
- الحقيقة أن الجمعيات الأهلية تقوم بدور عظيم وما زال هناك مجال لأدوار أخرى.. كمؤسسة مجدى يعقوب لعلاج أمراض القلب ومستشفى 57357 لعلاج أورام الأطفال وفى جمعيات للحروق وهناك مجال كبير جدا لمزيد من العمل وأتمنى أن يزيد هذا الدور.
خلال عامين
متى نرى أكباد المصريين خالية تماما من الفيروسات بعد طول معاناة؟

- أعتقد أننا إذا قمنا بعمل حملة لفيروس b واستمررنا بهذا الزخم العظيم الموجود اليوم من خلال حملة 100 مليون صحة. وأعتقد أنه من الممكن خلال سنوات قليلة ستكون مصر خالية تماما من الفيروسات فى حدود عامين أو ثلاثة.
بصفتك عضوا بلجنة التعليم.. هل ترى أن الدور الذى يقدمه البرلمان لدعم العملية التعليمية كاف؟
- أعتقد أن البرلمان له ثلاثة أدوار: التشريع والرقابة والمشاركة فى وضع السياسات. وأعتقد كذلك أن هذا الدور يحتاج إلى مزيد من التفعيل من خلال سن التشريعات اللازمة لتنظيم التعليم فى مصر سواء التعليم الجامعى أو قبل الجامعى أو بحث علمي. الرقابة: أعتقد أيضا أن البرلمان مطالب بأن يحكم الرقابة على أداء الوزارات المعنية بالتعليم والتعليم العالى والبحث العلمي.. المشاركة فى وضع السياسات هذا أحد واجبات البرلمان وأعتقد أيضًا أن هناك مجالا كبيرا أن يمارس سلطاته فى هذا المجال. وأتمنى أن يقوم البرلمان بهذا الدور بفاعلية لأن دوره مكمل لعمل الحكومة فإذا لم يقم بدوره كاملًا فى التشريع والرقابة والمشاركة فى وضع السياسات لأن يكون هناك نجاح بالقدر المأمول فى التعليم قبل الجامعى أو الجامعى أو البحث العلمي.
دور التمريض
 لماذا تركز دائما على دور التمريض فى المنظومة الصحية وهل توجد مبادرات للارتقاء بهذه الفئة؟

- العمل الطبى لن يكتمل إلا بوجود التمريض. هذه حقيقة واضحة. كما أننى أؤمن بأن دور التمريض لا يقل أهمية فى المنظومة الصحية عن دور الطبيب. ولذلك سعيت لافتتاح مؤتمر جودة واعتماد التعليم الفنى للتمريض منذ عدة أيام. والذى تبناه مستشفى الكبد المصرى بمحافظة الدقهلية وهو جزء من العمل الأهلى والخيرى. الذى يقود التغيير. كما يقوم بسد الثغرات فى المنظومة الطبية.. وأعتقد أن أى نقص فى أعداد التمريض. أو وجوده دون المستوى. يضيع العمل الطبي. ويكون الخاسر الأول هو المريض. ولذلك قررت تبنى مبادرة لرفع الجودة فى التمريض ليس فى معهد الدقهلية فقط ولكن فى مصر كلها. وقد لاقت هذه المبادرة صدى طيبا فى المجلس الأعلى للجامعات وفى نقابة التمريض. كما أن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان مهتمة بهذا الموضوع وكذلك وزيرة التضامن الاجتماعى ووزير التعليم العالي.. وأرجو أن تأخذ فكرة الجودة فى التعليم الفنى للتمريض اهتماما كبيرا خلال الفترة المقبلة. وأن تنتشر هذه الفكرة فى كل معاهد وكليات التمريض. وهذه بداية حقيقية للارتقاء بمهنة التمريض فى مصر حتى يكون التمريض منارة للتعليم كله.
رغم المبادرات العلاجية القومية فإن الوحدات الصحية بالقرى تُعانى نقصا فى الخدمات الأساسية.. كيف ترى ذلك؟
- هذا واقع سيتغير قريبًا لأن الدولة تضع الصحة على رأس الأولويات. كما أعتقد أن حملة مائة مليون صحة التى أطلقها الرئيس لمواجهة فيروس سى قد رفعت الكثير من قدرات الوحدات الصحية بالقرى. والمراكز الصحية بالمدن. تماما كما أسهمت فى رفع الوعى الصحى عند كثير من الناس. وهو ما لم يكن موجودا من قبل.
شركات وطنية
 يشتكى البعض من ارتفاع أسعار الدواء المستورد.. لماذا لا يحث البرلمان الحكومة لإنشاء المزيد من شركات الأدوية الوطنية؟

- نحن نملك بالفعل عددًا لا بأس به من الشركات الوطنية للأدوية وهى ملك للقطاع العام. مثل شركة سيدكو وغيرها. وأتمنى أن توفر الدولة لهذه الشركات المزيد من الدعم وأن تتبنى إنشاء شركات جديدة للمواد الخام للأدوية. وهذا هو التحدى الأكبر الذى لو تحقق فسيكون إنجازا كبيرًا. خاصة أن هذه الشركات ستسهم تمامًا فى ضبط أسعار الأدوية. وستكون لديها الفرصة لتصدير الأدوية للسوق الإفريقية.
 يُشاع أحيانًا أن بعض أدوية فيروس سى تسبب مضاعفات.. ما مدى صحة ذلك؟
- هذه شائعات كاذبة. لأن الأدوية المخصصة لعلاج فيروس سى آمنة تمامًا وعولج بها ملايين المرضى دون أى مضاعفات. وأنا كطبيب فى هذا الأمر أؤكد أنه لا توجد أى أضرار منها أبدًا. ولكن لا بد أن يتم تناولها تحت إشراف طبى مثل أى علاج آخر.