«وهم العضلات»..هرمونات الجيم «سرطان» في جسد «بطل من ورق»

«وهم العضلات».. الهرمونات والمنشطات بصالات الجيم سرطان في جسد «بطل من ورق» - صورة توضيحية
«وهم العضلات».. الهرمونات والمنشطات بصالات الجيم سرطان في جسد «بطل من ورق» - صورة توضيحية

- «الفكهاني»: تسبب العقم وضعف الانتصاب والقدرة الجنسية.. ومحظور بيعها.. ولا سبب طبي لوصفها

- «درويش»: هرمونات الحيوانات غير نقية والمادة الفعالة والعبوة كبيرة لا يستوعبها الجسم

- «الغذاء والدواء الأمريكية»: مخاطر على القلب والدماغ والكبد والصحة النفسية والغدد الصماء

- أشهرها: «التستوستيرون والأمينو والدرايف والكلين والكورتزون والأنسولين والديكا»

- صفحات على «فيسبوك» تروج لها.. والمتعاطون: عضلات سريعة بإشراف «المدربين»

 

أن تسمع عن ذاك البطل أو اللاعب في الوسط الرياضي تمت إحالته للتحقيق أو تم سحب ميدالية الفوز منه بعدما ثبُت تناوله للمنشطات والهرمونات، فهذا أمرا اعتياديا؛ أما أن تسمع عن انتشار الهرمونات والمنشطات وبيعها في صالات الجيم المنتشرة حولنا، بل وتناولها دون إشراف طبي فهذا أمر يثير الدهشة والغرابة.

 

بحثت «بوابة أخبار اليوم» عن تلك الظاهرة الغريبة في بعض صالات الجيم، وعلى صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فوجدنا انتشارها بكثافة في أوساط مرتادي صالات الجيم للحصول على «وهم العضلات» التي تخلق «بطل من ورق»، وناقشنا الأطباء الذين كشفوا لنا عن أمراض خطيرة كالعقم والضعف الجنسي والسرطان وتغير كيمياء المخ وانعكاسات سلبية على الصحة النفسية.

 

صفحات «السوشيال ميديا»

 

على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وجدنا صفحة «مكملات غذائية وهرمونات بناية لكمال الأجسام» تعلن عن هرمونات ومنشطات بأسعار رخيصة ويطلبها مرتادي صالات الجيم دون إشراف طبي، ولعل أبرز تلك الإعلانات المنتشرة: «يوجد ١٠٠٠ سيدستون بسعر ١٤ جنيه للكميه كلها أقل كميه للشراء ٥٠٠.. يوجد جى اتش مصري بسعر مغري للغاية وأسعار خاصة للجملة.. داري بيست موجود والسعر ٤٠٠٠ جنيه الوزن 20kg.. يوجد حقن افدرين مصري سعر الفايل خمسة جنيه الأفضل لحرق الدهون أسعار خاصة للكميات فوق مية.. فايلموجود سيدوستون واحد سم تركيز ٢٥٠ السعر١٥جنيه».

 

منشطات وهرمونات تُباع بالصيدليات

 

قمنا بجولة على أحد الصيدليات المنتشرة بشارع الهرم بالجيزة، وكشف لنا «ح . م»، طبيب صيدلي، أن الشباب المتدربون بصالات الجيم يشترون دائما هرمونات الذكورة (التستوستيرون) والمنشطات مثل «الأمينو والدرايف والكلين بترول والكورتزون والأنسولين والكراج والديكا والأكوابوزير والبريموستون والأنابولون والبلوديون والساستانون والبولينون»، وكلها تعمل على تكوين العضلات بصورة أسرع وبشكل أكبر من الطبيعي وتعطى قوة ونشاط للشاب.

 

فيما كشف «ع . ل» بائع بإحدي الصيدليات البيطرية، أن بعض الشباب يشتري هرمونات خيول أو خرفان أو دواجن، لأن سعرها أرخص من الهرمونات البشرية، وتعطى تكبير للعضلات والجسم بشكل أكبر.

 

الأمراض الناتجة عنها

وقال الدكتور حسن الفكهاني، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية الطب جامعة المنيا، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن هذه المنشطات والهرمونات تسبب أمراض كثيرة لمتعاطيها أبرزها ضعف القدرة الجنسية والانتصاب، وينتج عنها العقم، كما  تؤثر على أعضاء الجسم الآخرى.

 

وتابع د. «الفكهاني»، حديثه قائلا إن الشاب إذا توقف عن تناولها بعد فترة يعود الجسم من جديد لإفراز هرمونات الذكورة مرة آخرى بعد توقفه، موضحا أن هذه المنشطات لا يوجد مبرر أو سبب طبي لصرفها على الإطلاق.

 

وذكر أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية الطب جامعة المنيا، أن هذه المنشطات والهرمونات كان يتم تصنيعها لبناء العضلات لدى الرياضيين، لكن أصبح محظورا استخدامها، وتوقف وصفها طبيا على الإطلاق؛ لما لها من أضرار خطيرة.

 

وشدد على أن هذه الأدوية ممنوعة الاستخدام بالنسبة للرياضيين؛ فمن باب أولى ممنوعة في صالات الجيم للشباب راغبي بناء الأجسام.

 

وأوضح د. «الفكهاني»، أن هذه المنشطات والهرمونات محظورة البيع نهائيا في الصيدليات، ولا تصرف لأي سبب.

 

أما الدكتور شعبان درويش، مدير عام الطب البيطري بالجيزة سابقا، فأكد: «في الدول الأجنبية يتم حقن الحيوانات بالهرمونات كالحقنة تحت الودن "بيلت" كى تعطى أوزان كبيرة فمثلا العجل عمره 18 شهر ويصبح وزنه 800 كيلو، لكن في الحقيقة ودون منشطات عمر العجل سنتين ونصف لا يتخطى 400 كيلو».

 

وتابع د. «درويش»، حديثه قائلا: «كذلك حقن الدواجن والبيض لتسريع دورات النمو، ولذلك اتجه بعض الشباب إلى هذه المواد كي تحدث تضخم في العضلات والصدر وسعرها رخيص وكلها مواد تسبب سرطان وفشل كلوي وأمراض القلب والكبد والعقم وذلك نتيجة أن بعض هذه المواد لا يمتصها الجسم ولا يستطيع إخراجها عن طريق البول أو العرق، فتظل في الجسم مسببة الأمراض وخاصةً أنها عقاقير غير نقية بالدرجة الكافية كأدوية الإنسان، والعبوة كبيرة لا يستوعبها الجسم وكذلك المادة الفعالة بها».

 

تحذيرات عالمية من مخاطرها

حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في تقريرًا لها من هرمون التستوستيرون والمكملات التي تعزز من التستوستيرون، كونها يمكن أن تسبب الأزمات القلبية، والتغييرات في السلوكيات الشخصية والعقم، خاصة مع سهولة اسخدامها بسهولة.

 

وأكدت أن استخدام هرمون التستوستيرون كمكملات في الأساس لعلاج بعض الحالات مثل البلوغ المتأخر، والأمراض التي تسبب فقدان العضلات مثل السرطان، ولكن بعد تشخيص الطبيب والسماح بذلك، ولكن استغل بعض الرياضيين ذلك بشكل سيء ليقوموا باستخدام هرمون التستوستيرون لكمال الأجسام وغيرها من الأسباب الأخرى.

 

وشددت على أن إساءة استخدام هرمون التستوسيرون بشكل خاص عند أخذ جرعات أعلى من تلك التي يتم وصفها عادة من قبل الطبيب، والتي تتسبب في النهاية في وجود مخاطر على صحة القلب، والدماغ، والكبد، والصحة النفسية، ونظام الغدد الصماء.

 

المتعاطون: تكون عضلات سريعة

وقال سعيد عبدالله، 28 عاما، إن المنشطات أسرع في بناء الجسم والعضلات عن الرياضة التى تحتاج لسنوات ومجهود كبير، والبعض يريد أن يعمل في شركات وملاهي ليلية في الأمن «بوديجارد» فيحتاج إلى بناء جسمه سريعاً، وتظهر عضلات الجسم بشكل كبير «شبه الوحش»، والمدربين بصالات الجيم يصفونها عن خبرة وتجربة وتكون بجرعات معينة.

 

واتفق معه أحمد أيوب، 26 عاما: «أنا وزنى كان 62 كيلو بعد 6 شهور من تناول المنشطات وزنى وصل 75 كيلو وجسمى اتظبط والعضلات ظهرت».