منصورة عزالدين تشارك في «مهرجان رحلة المعنى» بالكويت

 الروائية المصرية منصورة عزالدين
الروائية المصرية منصورة عزالدين

أوضحت الروائية المصرية منصورة عز الدين، أن تاريخ الكتابة هو تاريخ البحث عن المعنى، وهذا لا يعني مطاردة معنى محدد سلفا، بل بالأحرى خلق المعنى وإسباغه على كل ما قد يبدو عبثيا.

 

جاء ذلك ضمن فعاليات مهرجان "رحلة المعنى" والذي تقيمه مكتبة تكوين في الكويت بمناسبة مرور ثلاث سنوات على تأسيسها عقدت ندواتها الثقافية لليوم الثاني بحضور فهد المطيري، وأشرف فقيه، ومنصورة عز الدين، ومهدي سليمان، وسامي العجلان، وأحمد الملا.

 

  وأضافت عز الدين:"لو رغبت في تلخيص رحلتي ككاتبة من هذه الزاوية، لقلت إنها رحلة الانتقال من معنى الحكاية إلى حكاية المعنى، من الإيمان بمعنى وحيد وشامل إلى الانفتاح على تعدديته ونسبيته والقبول بمراوغاته وحرية اللعب معه ضمن ثنائية الكشف والحجب ".

 

وتحدثت الكاتبة، استبرق أحمد، عن تجربتها في اكتشاف المعنى؛ من خلال ممارسة الكتابة، وذلك عبر مجموعاتها القصصية، "عتمة ضوء، تلقي بالشتاء عاليا، الأشياء الواقفة في غرفة، وأخيرًا الطائر الأبيض في البلاد الرمادية" وعن التحولات في المعنى من خلال الانتقال من تجربة كتاب إلى آخر.

 

وأشار الدكتور فهد المطيرين، إلى أن مفهوم المعنى يعد من أكثر المفاهيم انتشارًا وغموضًا في الوقت نفسه، فلا يكاد يخلو أي ميدان من ميادين البحث من الإشارة إلى مفهوم المعنى، إلا أنه قد تعددت التعريفات لهذا المفهوم دون أن يحظى أي منها بالإجماع عليه.


وطرح الدكتور أشرف فقيه تساؤلات عدة حول "الحب في زمن الآلة"، حيث أنّ تقدم الآلة في الذكاء وتطويرها لمشاعرها الخاصة يجعل السؤال حول معنى الحب أكثر إلحاحا، فهل من الممكن أن نصنع آلات ننجذب لها وتنجذب لنا؟ وهل سيكون هذا الأمر إنسانيا؟ وكم من وقت عصيب جدا ينتظر الآلة الذكية حتى تتواءم مع فكرة الحب؟.

 

انتقل بعدها الشاعر مهدي سلمان إلى الحديث عن المعنى في اللغة الشعرية، عن بحثنا عنه وتتبعه وصعودنا إليه ثم وقوعنا، مؤكدا على إننا لا نبحث عن المعنى نفسه، بل نبحث عن الطمأنينة أيا كان شكلها، وأن اللغة الشعرية على وجه الخصوص قادرة على قلب الأشياء والأشخاص إلى مفاهيم، ثم تجليد هذه المفاهيم إلى ظلال، أو ما يمكن إطلاق صفة مشاعر عليها. وقال مهدي: " لا يمكنك في الشعر إلا أن تولد المعنى من المعنى، والدلالة من الدلالة، إنها لعبة التأويل ".

 

وتساءل أستاذ النقد الأدبي سامي العجلان هل المعنى كامن في الأشياء أم فينا؟ قائلا إن المعنى كائن هش معرض دائما للتفتت والتعثر، بالإضافة إلى أنه استنباط فكري وليس جوهرا قائما بذاته، مؤكدا على أن طفولتنا كانت على حق في حيرتها أمام المعنى.

 

وتحدث الشاعر أحمد الملا، عن إعادة الاتصال مع الكون عن طريق الدهشة التي يحدثها المعنى، وأوضح كيف يمكن أن يتغير معنى الكلمات ومقاصدها الحرفية في نبرة الصوت، وكيف تحمل ضدها بمجرد حركة وإشارة من جسد، وقال إن المعنى في الشعر هو دهشة الانزياح عن المعتاد والسائد، يقول الملا: " علمني الشعر الانحياز للمعنى الموارب لا ذلك الجلي الفاقع لونه، المعنى الشفيف المتمهل دون مكابرة، المعنى الحنون مخضعا صائت اللفظ، هو المعنى الحر الذي يمنح مساحة طليقة للتعبير ".

 

وفي ختام اليوم شارك ثلاثة شعراء في إلقاء قصائدهم في الأمسية الشعرية الأولى للمهرجان وهم "سنان أنطون ، أحمد الملا ، سعد الياسري" وقدمهم الشاعرعبد العزيز المحميد