البابا شنودة: اجعلوا من الصوم الكبير «زيارة نعمة» دائمة

البابا شنودة
البابا شنودة

بدأ الأقباط الأرثوذكس، الصوم الكبير، الاثنين الماضي، والذي يستمر لـ55 يوما تقام فيهم الصلوات داخل الكنائس في الأسبوع الأول في شكل قداس يومي، وفي الأسبوع الثاني- بداية فترة الأربعين يومًا- فتصلي الكنائس قداسين يوميًا. 


تنقسم فترة الصوم إلى 7 أسابيع وهي: أحد الرفاع، أحد الاستعداد، أحد التجربة، أحد الابن الضال، أحد السامرية، أحد المخلع، أحد المولود أعمى، وحددت كل أسبوع يبدأ اعتبارًا من يوم الاثنين، وينتهي مع نهاية يوم الأحد. 


في إحدى عظات البابا الراحل شنودة الثالث، تحدث عن الصوم الكبير مستهلا حديثه بآية «قدسوا صوما» من سفر يوئيل النبي كرمز أراد به توضيح مدى قدسية الصوم مع ضرورة الاستفادة منها روحيا.


كما أشار البابا شنودة خلال عظته إلى أن الصوم ليس مجرد اختلاف في نوعية الأكل، ولكنه يظهر كيفية نمو الحياة الروحية ووصول الإنسان إلى وضع أفضل، كما أنه على الإنسان أن يتقدم في حياته الروحانية أثناء فترة الصوم، فهناك من يظن مخطئا أنه جيد ويؤدي ما عليه وأنه ليس بحاجة للمزيد ولكن هذا الاعتقاد خاطئ فالإنسان لابد أن يسعى نحو التقدم كي لا يصاب بالتجمد الروحاني.


وقدم البابا شنودة بعض النصائح لمساعدة البعض كي يسلكوا نحو الطريق الصحيح مستغلين تلك الفترة، حيث يجب عليهم الجلوس مع أنفسهم ورؤية ما ينبغي عليهم فعله في تلك الفترة، فيجب ترك العادات الثابتة التي ينبغي التخلي عنها، وترك الروتين في العبادات سواء في الصوم والصلاة وحضور القداسات..الخ، فيجب عدم فعلهم كنوع من الواجبات. 


وفيما يخص ما يقدمه الله للتائبين، فقد أشار قداسته بأن الله يساعد الناس في سلك الطريق الصحيح أيا كان طريقته، سواء بالزواج أو الرهبنة أو غيره، ففترة الصوم لابد أن تكون فترة توبة، والمقصود من التوبة هو التغيير للأفضل في الحياة وليس كل من يرتكب خطية فقط.


و أضاف، «يجذبك الله إلى التوبة بأنواع وطرق عديدة إما أن يحب الحياة الروحية ويتأثر بها أو أن تضرب بالخطية لإفاقتك أو بتجرية أو بضيقة سواء لك أو للمقربين منك أو مرض، فلكل إنسان منا كفتين من الخير والشر، فأجعل كفة الخير هي الراجحة، القداسة ليست ضرورية ولكن زيادة الخير هامة في العبادة أو الخدمة أو عمل الخير أو حفظ نقاوة القلب».


وأنهى البابا شنودة عظته قائلا «في الماضي كان الآباء يطلقون لفظ –زيارات النعمة- على التأثر بالعبادات سواء من قراءات أو عظات أو حضور قداس أو رغبة في التوبة والتحول للأفضل، وقد تكون فترة الصوم زيارة نعمة ولابد من التأثر بها دون أن يكون تأثيرا طارئا يذهب بالوقت، فعلى الجميع البدء بتحسين صورتهم أمام أنفسهم وأمام الله قد يكون الأمر صعبا نظرا لسيطرة الشهوات أو العادات السيئة أو ضعف الإرادة وهناك من لا يعلم طريقة البدء، ولكن بالإرادة ومساعدة الله يسهل الأمر، عليك البدء ومع بداية الصوم يجب الجلوس مع النفس واتخاذ قرار التغيير».