أحمد منيب فنان من «بلاد الذهب» صنع نجومية محمد منير

أحمد منيب
أحمد منيب

مرت الذكرى الـ29 على رحيل رائد الفن النوبي أحمد منيب، وعلى الرغم من كل هذه السنوات على رحيله، إلا أنه مازال موجودا بأعماله التي يعيد تقديمها العديد من المطربين الشباب.

ولد أحمد منيب في 4 يناير 1926، بمدينة أسوان، ثم انتقل إلى الإسكندرية، وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1939، وظل طوال حياته متأثرا بالتراث والحضارة النوبية ثقافيا وفنيا واجتماعيا.

كون أحمد منيب فرقة موسيقية صغيرة أطلق عليها اسم فرقة «منيب للتراث النوبي»، وكان يعمل خلال النهار ويُحيي الحفلات والأفراح ليلًا.

أصبح في بداية الخمسينيات، من أشهر مطربي وعازفي العود، والقاسم المشترك لكل حفلات وعرس النوبيين في الإسكندرية.

وانتقل عام 1951 إلى القاهرة، والتحق بفرقة «زكريا الحجاوي للفنون الشعبية»، عام 1956، واستمر فيها عامين.

وجه أحمد منيب، في يوليو 1952، خطابًا إلى الرئيس جمال عبد الناصر، طالبًا فيه السماح للموسيقى النوبية بمساحة في الإذاعة المصرية، حيث أُنشئت وقتها إذاعة «وادي النيل»، واستجاب "عبد الناصر" لخطابه وجاء برنامج «من وحي الجنوب»، باللهجة النوبية تقديم عبد الفتاح والي وعزف أحمد منيب، ولكن بعد فترة تم تأجيل البرنامج بسب انتشار أغاني كبار المطربين وقتها مثل: أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وظل منيب في الأفراح والحفلات. 

غنى أحمد منيب في بداياته، لثورة يوليو، وللهجرة، ولانتصار 6 أكتوبر، ثم توقف واكتفى بالتلحين فقط مع منتصف السبعينيات، وكون الثلاثي الذهبي، لتقديم فن الجنوب والنوبة، مع الشاعر عبد الرحيم منصور، والمطرب النوبي الشاب محمد منير، ومن هنا بدأت علاقته بالكينج، وكانت انطلاقة "منير"مع منيب بألبوم «علموني عينيكي» عام 1977، واستمرت المسيرة ولحّن له 10 ألبومات متضمنة 43 أغنية منها: "حدوتة مصرية، الليلة يا سمرا، أم الضفاير، اتكلمي، افتح قلبك، في دايرة الرحلة، حواديت، قول للغريب، يا إسكندرية، يا مراكبي".

كما غنى من ألحان أحمد منيب العديد من المطربين منهم: علاء عبد الخالق، وعمرو دياب، وإيهاب توفيق، ومحمد فؤاد، وحسن عبد المجيد، وحنان، ومنى عبد الغني، وهشام عباس، وحميد الشاعري.

قدم الراحل أحمد منيب أكثر من 90 لحنًا، غنى منها 51، منها ألبوماته السبعة هي: "مشتاقين"، و"كان وكان"، و"يا عشرة"، و"بلاد الدهب"، و"راح أغني"، و"قسمة ونصيب"، و"حدوتة مصرية".

في 27 فبراير 1990 توفي أحمد منيب عن عمر يناهز 65 عامًا، وكان آخر أعماله، أغنية "مين يعيش في غير زمانه.. مين يموت في غير أوانه"، حيث ظلت أمامه لفترة طويلة، وبمجرد أن أنهاها دخل المستشفى مريضًا وتوفي بعدها بحوالي 40 يومًا".