حوار| عميد آداب عين شمس: وزارة الإعلام ضرورة.. والهيئات الإعلامية الـثـلاث لم تقصر في عملها

د.سوزان القليني خلال الحوار
د.سوزان القليني خلال الحوار

التحديات التى تواجه الإعلام المصري.. والخطط المستقبلية للارتقاء به وإيجاد آلية الإعلام مصرى - افريقي.. كانت جزءاً من الاسئلة التى طرحناها على الدكتورة سوزان القلينى عميد كلية آداب جامعة عين شمس والتى لم تبخل فى الرد على الاسئلة بل قامت بطرح وجهة نظرها فى تحليل دور الإعلام المصرى و كيفية الارتقاء به، وما هو المطلوب من الحكومة للحفاظ على الهوية المصرية فى السينما والدراما ودور الثقافة.


< أنت عضو بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.. ورغم ذلك تطالبين بعودة وزارة الإعلام لماذا؟
 - هذه حقيقة لأن هذه التشكيلات سواء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أو الهيئة الوطنية للصحافة أوالهيئة الوطنية للإعلام رغم أهميتها إلا انها يجب ان تكون تحت مظلة وزارة الإعلام بدليل أنه لا يوجد أحد من  رؤساء هذه الهيئات عضوا فى مجلس الوزراء بينما وزير الاعلام عضو بالمجلس ومنوط به رسم السياسات الإعلامية على مستوى الدولة لأنه يجب ان نعى ان لكل هيئة او مؤسسة فى الدولة عائداً استراتيجياً واحداً وهذه الهيئات وان لم تكن اهمها هى وزارة الاعلام وتأتى أهميتها الاستراتيجية كونها عاملاً فى إثراء الوعى وتعديل السلوك وزيادة الولاء والانتماء للدولة.
< لكن هناك دول لا يوجد بها وزارة إعلام؟ 
- لكل دولة خصوصيتها وان كان الامر بمقارنتنا بدول أخرى فانه لا يوجد فى كثير من الدول وزارة للتموين ودول اخرى يوجد بها وزارة للسعادة وهكذا فيجب ان نعى بان وزارة الاعلام بمصر فى غاية الاهمية. ولدى يقين بان هناك فرقاً بين كون الشخص عضواً فى جهة معينة وبين الرأى الصواب او الفكرة السديدة التى يكون هدفها الصالح العام ويجب ألا نكون متحمسين لمناصبنا اكثر من تحمسنا للصالح العام لان المناصب الى زوال ولكن الرأى السديد والمبدأ السليم هو الاكثر بقاء. 
< ما تقييمك لعمل المجالس الإعلامية الثلاثة خلال الفترة الماضية ؟
- كان إنشاء المجالس الإعلامية الثلاثة فى غاية الأهمية والمطالبة بعودة وزارة الاعلام لا تقلل من قيمتهم لانه كان المنوط بهم القضاء على حالة العشوائية وضبابية المشهد الذى اصاب الاعلام بعد 25 يناير من صدور صحف دون تصريح وبث قنوات من بئر السلم وظهور شخصيات هشة على التليفزيون واستطاعت هذه المجالس بقدر المستطاع ان لم تقض على هذا بالشكل الكامل الا انها كان لها دور فى جعل الصورة اكثر وضوحا عن ذى قبل حيث استطاعت وضع مجموعة من المعايير الاخلاقية وتناول وجهات النظر المختلفة للارتقاء بالاعلام.
< ماهو العلاج لعودة الاعلام المصرى لسابق عهده؟
عودة وزارة الاعلام لتضم تحت مظلتها جميع وسائل الاعلام بجميع اشكالها سواء خاصاً او حكومىاً وتكون مسئولة عن تشريعاتها وكذلك تحديد الاتجاهات والسياسات الاعلامية وتبنى القضايا والمشروعات الاستراتيجية والتنموية، فالاعلام مؤسسة  مثل اى مؤسسة يجب ان يكون لها هدف واستراتيجية وهذا ما يفتقده الاعلام بوسائله المختلفة  كما اناشد الهيئة العامة للاستعلامات ان تقوم بدورها المكفول لها وهو دور عظيم لم يصل إلى المأمول منه بعد على المستويين الخارجى والداخلى. 
< ظهور الدراما الاجنبية هل له تأثير على وجدان الاجيال الجديدة ؟
- السبب فى انتشار هذه الدراما هو غياب الدراما المصرية فى الفترة الأخيرة لعوامل كثيرة والعنصر الأهم هو غياب النص القوى  وتعتبر هذه الدراما الأجنبية نوعا من الغزو الثقافى الناعم والذى يعكس قيما وتقاليد ليس لها علاقة بهويتنا  فهو اختراق ثقافى ذاتى لأنفسنا لم يفرضه علينا احد  حيث تفرض علينا قيمًا انعكست على الأسرة والمجتمع وأدت إلى سلبيات لا حصر لها.
< اين دور الدراما المصرية وسط كل هذا الغزو المقصود؟
- الفن المصرى على اختلاف انواعه ووسائله يسير على النقيض فى الفترة الاخيرة من خلال تعرضه لقضايا تسىء الى الشكل القومى  وكذلك فى تبنى قضايا شائكة بعد ان انسحبت الدولة من انتاج دراما هادفة كان يلتف حولها المشاهد واصبح الزمام بيد الإنتاج الخاص الذى يحرص على جنى الاموال قبل بناء الوجدان. 
فكانت الدراما تناقش قضايا اجتماعية مؤثرة  وكانت العلاقة قائمة بين الفن والمجتمع، ويجب ان يكون هناك هدف واتجاه قومى.
<  ما خطورة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى؟
- للاسف يعانى شبابنا من مشكلة خطيرة وهى أنه ينساق خلف كل جديد دون أن نعى أضراره وقبل ان نعد انفسنا للتعامل معه  فقد أصبحت تأثيراته على جوانب عديدة وكان أولها التاثير على اللغة العربية واصبحت لغة فرانك اراب بعد ان دخلت الارقام فى تركيبها وأنتجت لغة خاصة وهو احد اهداف العولمة وكان التأثير الاكبر على الكيان الاسرى وادت الى نوع من العزلة الاجتماعية حتى ان ابناء الريف لم يسلموا منه وكانت احد العوامل التى انخفضت بسببها الانتاجية فى الريف والذى كان يمثل السلة الرئيسية للطعام المصرى بعد ان انتشرت التكنولوجيا متمثلة فى النت والمحمول فى ايدى الجميع حتى الاطفال  وهناك مشكلة اكبر الان وهى التشهير بالجميع. لذلك يجب ان تكون لدينا تشريعات قانونية قادرة على ردع هذا الكائن الجديد.
< مؤتمر المرأة وصناعة المستقبل احد مؤتمرات كلية الآداب الماضية ما هى ثمراته ؟
- تناول مشكلات المرأة وضوابط التغطية الاعلامية لقضايا المرأة وأصدر المؤتمر عدداً من التوصيات المهمة بشأن تمكين المرأة علميًا واجتماعيًا وثقافيًا ودعا الى تطوير مناهج التعليم وبرامجه، وادماج حقوق المرأة ضمن هذه البرامج،لرفع درجة الوعى الحقوقى النسائي. 
كما أوصى المؤتمر بدعم برامج البحث العلمى ضمن استراتيجيات البحث والتطوير وتعزيز آليات تمكين المرأة من المشاركة فى انشطة البحث العلمى والتطوير.
< مؤتمر شباب افريقيا والعرب المزعم إقامته فى مارس الحالى ماتقييمكم لهذه الفكرة؟
- مؤتمر يمثل قمة النجاح فى دمج الشباب على مستوى القارة التى ربما كنا بعيدين عنها بعض الوقت أو يمكن ان نقول لم يكن هناك تعاون حقيقى يليق بدور مصر وكذلك العرب خاصة ان الرئيس السيسى اصبح الان يمتلك مواصفات رجل شباب العالم حيث اصبح ايقونة شبابية على مستوى العالم وبعد نجاح مؤتمر شباب العالم يبادر الرئيس الآن  بهذا المؤتمر والذى من وجهة نظرى هو الاهم، فالشباب فى هذا المؤتمر قبل ان يكونوا سفراء مصر فى بلادهم سوف يعمل على تقريب وجهات النظر وينفتح وعى الشباب على جميع الثقافات الاخرى. 
< المرأة وإكساب الرئيس السيسى حقوقا مشروعة لها يوما بعد الآخر منذ توليه الرئاسة ما تعليقكم على هذا ؟
- حقيقة تعيش المرأة المصرية الان ازهى عصورها بعد ان حرص الرئيس السيسى ان يكون هو الداعم الحقيقى للمرأة فى عهده فلم يقتصر الامر على عدد من الوزيرات او مجموعة من المحافظات ولكن تعدى الامر الى حصولها على نسبة 25% من مقاعد مجلس النواب فى التعديل الدستورى الجديد وهى بمثابة هدية لتعزيز دور المرأة فى المجتمع وتكريم لها فهى التى كانت تتولى تنشئة اجيال مصرية قوية دون ان تحتاج الى مقابل ومن منا لم يكن ابن السيدة الريفية او المعيلة التى كافحت من اجل وصول ابنائها الى اعلى المراتب وها هى الآن تتصدر المشهد لتكون شريكاً اساسىاً فى بناء وطن. 
< معنى ذلك أن تجربة تولى المرأة المصرية حقائب اكبر كانت جديرة بها؟ 
- بالطبع وإذا اردنا المقارنة او تقييم هؤلاء السيدات لوجدناهن مثالا مشرفا على مستوى الأداء والمهنية والتمثيل لمصر داخليًا وخارجيًا. وإن كنت أطالب بحسن اختيار المواطنين لمن يمثلهم من النساء فى الانتخابات البرلمانية القادمة حتى تؤتى التجرية ثمارها فى مكاسب جديدة للمرأة.
< هل المرأة فى المرحلة المقبلة قادرة على سن قوانين عانت من عدم وجود بعضها فى فترات سابقة؟
- بالطبع لان هناك قوانين تحتاج الى من يقف خلفها بصلابة فالحقوق لا تمنح بقدر انها تؤخذ وهذا سيكون فى صالح المجتمع نفسه وسيحدث نوع من التوائم والانسجام بين مكاسب الرجل والمرأة. 
< الإعلام الافريقى هناك من طالب بأهميته هل ترون أن له وجوداً فعلىاً؟
- الإعلام الافريقى لم يكن له وجود حقيقى على الاطلاق طوال الفترة الماضية وانشغال كل دولة بإعلامها الخاص دون تناول ما يعزز التعاون بين هذه الدول على العكس كان هناك تناول درامى كان شأنه الإساءة الى الشكل الافريقى ويزيد من حدة الصراعات بين هذه الدول. 
< ماهى روشتة كيف يكون هناك اعلام افريقي حقيقي؟
- بداية يجب ان يكون مقترحاً مصرىاً بإنشاء أكاديمية كاملة للإعلام التطبيقى لتدريب الإعلاميين الأفارقة وان تكون هناك توأمة بين النقابات الاعلامية مثل نقابة الصحفيين ونقابة الاعلاميين تحت مظلة وزارات الاعلام فهذه الكيانات موجودة ولكن لا رابط بينهما بدليل ان الدول الافريقية تتابع الصحف المصرية فى مدى تناولها للقضايا المشتركة والتى تأتى فى كثير من الاحيان هامشية وتسىء للطرف الاخر وحتى الدراما تعكس صورة الافريقى بشكل سيئ. 
فيجب ان تكون هناك كيانات كبيرة مثل  هوليوود وبوليود يجب الاقتداء بهما واعتقد ان احتضان مصر ورئاستها للاتحاد الافريقى الفرصة الذهبية لإنشاء هذه الكيانات وانتاج دراما تبشر بقارة اكثر اشراقا.
 < المسرح المصرى بعد ان كان للجميع اصبح الآن يتولاه القطاع الخاص وللاغنياء فقط فماذا حدث للمسرح؟
- ليس المسرح فقط ولكن ايضا السينما فانسحاب الدولة من ادوات الثقافة فى مصر طامة كبرى ويعد المسرح والسينما إحدى هذه الادوات وترك القطاع الخاص ينتج ما يشاء بعيدا عن الدولة كفيل بان يدمر كيانات شبابية جديدة تستقى من هذه الادوات معارفها باعتبارها قيم المجتمع.  واعتقد انه آن الأوان ان يكون الاهتمام بالسينما والمسرح ليس مصريا فقط بل إفريقيا فهذه الادوات لها طابعها الخاص فى تبادل الثقافات واثراء الوجدان بين ابناء القارة. 
< ما السبيل للخروج من هذه الازمة؟
- عودة دور الدولة فى الانتاج او الانتاج المشترك بحيث تصبح هى المنوط بها إخراج العمل بما يتناسب مع المعايير السليمة لان المنتجين هدفهم الاول هو المكسب المادى دون تنمية الوعى لكن الدولة عندما تقوم ببناء دور سينما جديدة وتقوم بتفعيل المسرح تحت لواء الدولة سيعود ذلك بمكاسب تفوق ما انفقته بكثير خاصة ان هناك بعداً اجتماعىاً آخر وهو فتح ابواب العيش لعدد من الأسر.
< ماتقييمكم للإعلام المصرى الآن؟
- لايزال الاعلام المصرى يعيش حالة من فقدان الهوية حيث طمست شخصية قنوات تليفزيون الدولة والتى كانت تميزنا عن غيرنا واصبحنا فريسة لقنوات تدعم نوعاً من الفوضى مما أدى إلى غياب الإعلام المهني فأصبح هناك حالة من الفوضى والانحدار والمراهقة السياسية وحالة من الترهل فى تناول القضايا وعلاجها. 
< ما الدور الذى قام به المجلس القومى للمرأة تجاه قضايا المرأة الافريقية ؟
- يتمثل ذلك فى مشاركة المرأة الافريقية سواء كانت قيادية أو إعلامية أو دبلوماسية فى الدورات التدريبية فى مجالات الإعلام المختلفة وكيفية اعداد المهرجانات والمؤتمرات  التى يقدمها المجلس القومى للمرأة وكذلك المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.