أخر الأخبار

صندوق المبتكرين «طاقة أمل جديدة» لنوابغ مصر.. خبراء يكشفون الضوابط والمكاسب

صورة توضيحية
صورة توضيحية

- أستاذ هندسة: جامعاتنا مليئة بالنوابغ.. وطلاب "الغواصة" و"ابليكشن الموبايل" فازوا بمسابقات عالمية

- خبير تربوي: رعاية الموهوبين من الحضانة حتى الجامعة "الأهم".. وشهادة وميزانية نبوغ "ضرورة"

 

"الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء، ھم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل".. مقولة شهيرة للعالم المصري الراحل أحمد زويل، ظاهرها يؤكد تعثر  نجاح المبدعين والمبتكرين والعلماء المصريين، أما باطنها فيدعو إلى ضرورة دعم المواهب والنوابغ، وإزالة الأشواك من على طريق الباحثين والمبدعين، حتى تصبح مصر على طريق الابتكار والإبداع، وتعود إلى ريادة العالم في البحث العلمي.

 

وتطبيقا لتلك المقولة، صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤخرا، علي قانون أقره مجلس النواب، بإنشاء «صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ»، تكون له شخصية اعتبارية عامة، ويتبع الوزير المختص بالبحث العلمي، ومقره الرئيسي القاهرة، ويحق له إنشاء فروع أخرى في جميع أنحاء الجمهورية.

 

هدف الصندوق.. تمويل ورعاية المبتكرين

 

ويهدف الصندوق إلى تمويل ورعاية الباحثين والمبتكرين، وكذلك مشروعات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وإيجاد آليات جديدة لتمويلها من خلال تشجيع الأفراد.

 

كما يسهم الصندوق في تحويل أفكار المبتكرين لمنتجات قابلة للتسويق، كما يقدم منحا دراسية للمبتكرين والنوابغ من الطلاب لاستكمال دراستهم في الداخل أو الخارج.

 

كما نص القرار على دعم وتمويل ورعاية الباحثين والمبتكرين، واحتضان الصندوق أفكارهم البحثية أو الإبتكارية والعمل على تطويرها، وتحويل أفكارهم المبتكرة لمنتجات قابلة للتسويق بصورة تنافسية والمساعدة في خلق فرص تسويقية لها، مع تقديم منح دراسية للمبتكرين والنوابغ من الطلاب لاستكمال دراستهم في الداخل أو الخارج، من أجل تأسيس بيئة داعمة للباحثين والمبتكرين بالتعاون مع المؤسسات والجهات الممولة لأفكارهم البحثية والابتكارية مثل البنوك والشركات وغيرها.

 

قرار جيد.. يشجع على الابتكار

 

في هذا السياق ، أشاد الدكتور رأفت شاكر ، أستاذ الهندسة بجامعة الإسكندرية، بهذا القرار، مؤكدا أنه قرار جيد يشجع الشباب على الابتكار لكي يكون لكل فرد "شيء مميز" في مجال دراسته أو عمله.

 

وأضاف "شاكر" ل "بوابة أخبار اليوم"، أن كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية مليئة بالطلاب النوابغ أصحاب الابتكارات والاكتشافات، لذا من المهم دعمهم نفسيا وتبني مشروعاتهم، ومن ثم تشجيعه على الابتكار حتى تكون مصر دائما ضمن الدول الرائدة في الابتكار والتصنيع.

 

اختراعات هندسة الإسكندرية

 

وأوضح أستاذ الهندسة بجامعة الإسكندرية أن عدد كبير من طلاب الكلية سجلوا اكتشافات واختراعات، أبرزها تصميم وصناعة غواصة بمنتجات مصرية 100٪، وشاركوا بها في مسابقة عالمية، وبالفعل نجحوا في اقتناص المركز الأول في المسابقة لتلك الغواصة، التي سجلت كاختراع جديد.

 

ولفت إلى أن طلاب قسم "البزنس" بكلية التجارة أيضا ابتكروا "ابليكشن موبايل" متطور، وأيضا شاركوا في مسابقة عربية ونالوا مركزا متقدما بها، وانطبق هئا الأمر على مشروع الطاقة الشمسية، متابعا: نأخذ جوائز عالمية بهذه الاختراعات والاكتشافات.

 

طاقة أمل جديدة

 

وأشار "شاكر" إلى أن مصر مليئة بالنوابغ ويجب علينا دعمها وتشجيعها بكل ما أوتينا من قوة، مضيفة في نهاية حديثه: كل من يهتم بالعلم سيسعد بهئا القرار وسيشجعه، لأنه طاقة أمل جديدة للشباب.

 

رعاية النوابغ.. أكبر من صندوق

 

أما كمال مغيث، الخبير التربوي، فأكد عدم تفاؤله بنجاح هذا الصندوق، مبررا ذلك بقوله أن رعاية الموهوبين والنوابغ "قضية أكبر من الصندوق"، فهي تحتاج الاهتمام بالنوابغ منذ الطفولة.

 

وقال "مغيث" لـ"بوابة أخبار اليوم"، إن الاهتمام بالمبتكرين هو مسؤولية مشتركة بين وزارتي  التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، لافتا إلى أن المناهج لابد أن تشجع الأطفال على النبوغ وتخرج الموهبة من داخله لتوصيلها إلى جميع بلاد العالم.

 

وأوضح الخبير التربوي أن من المهم أن يتم اكتشاف ورعاية المواهب بهيكلية وطرق علمية، سواء في الرياضيات أو الرسم أو اللغة العربية أو العزف على الموسيقى، فهو يحتاج إلى رعاية، ثم يخرج من التعليم إلى الجامعة بموهبة مطورة.

 

وشدد "مغيث" على ضرورة أن تلتزم المؤسسات التعليمية برعاية الموهوبين والنوابغ، بأن يتم تسليمه "شهادة نبوغ" خلال التحاقه بالجامعة، تتضمن تميزه، لافتا إلى أن تلك الطريقة هي الأفضل في رعاية الموهوبين.

 

كما أكد ضرورة وضع ميزانية لمجال النبوغ منذ الطفولة ومرحلة الحضانة، مؤكدا أن نسبة "ال 1٪" لرعاية الموهوبين المنصوص عليه في القانون، هي السبب في تراجع الابتكار، منوها على ضرورة رفع الميزانية لنسبة لا تقل عن 20٪.

 

وطالب "مغيث" بتأسيس إدارة تسمى ب "إدارة نبوغ واختراع" في كل مدرسة وجامعة لاكتشاف المواهب وتشجيعهم، مضيفا في نهاية حديثه: نحتاج أيضا لإدارة لتسويق النبوغ والابتكار، وفرص جيدة لبراءات الاختراعات، لتشجيع الموهوبين في مصر.