صور| العلاج المعرفي السلوكي و«المواجدة».. ندوة بـ«الأعلى للثقافة»

نقاش حول العلاج المعرفي السلوكي والمواجدة
نقاش حول العلاج المعرفي السلوكي والمواجدة

أقامت لجنة علم النفس التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، برئاسة د. سعيد المصري، ندوة بعنوان: "العلاج المعرفي السلوكي في الحياة اليومية"، أدارها مقرر اللجنة د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، وتحدث فيها استشاري الطب النفسي د. إيهاب الخراط، ود. زيزي إبراهيم مدرس علم النفس الإكلينكي بكلية الآداب جامعة الفيوم.

ودار النقاش حول عدة محاور طرحها المتحدثين، منها: "ماهية العلاج المعرفي السلوكي، وعلاقته بالحس العام، وكيفية استخدام العلاج المعرفي السلوكي في الحياة اليومية، وأخطاء التفكير الشائعة وكيفية تغيرها، والمواجدة واستخداماتها".

وأوضح د. شاكر عبد الحميد، أن العلاج المعرفي السلوكي يُعد إحدى طرق العلاج النفسي التي تتم عبر التفاعل النشط وتبادل الخبرات بين المريض والأخصائي النفسي، لمساعدة المريض على وضع يده على الجوانب السلبية في أسلوب تعامله، وتحويلها لطريقة أكثر إيجابية وواقعية.

وقال د. إيهاب الخراط الذي تحدث حول مفهوم "المواجدة"، إن هذا الاصطلاح يقصد به عملية الولوج إلى وجد إنسان آخر ومشاركته حياته معه من داخله، فإن فهم أحدهم اللفظ بأنه "التواجد مع" أي الوجود مع إنسان آخر، لا يشكل خطرًا كبيرًا على هذا التأويل أيضا ترجمة كلمة "Empathy" بالكلمة العربية "مواجدة"، فلا شك أن مدلول كلمة "Empathy" أكبر من مجرد التعاطف.

وأكد "الخراط"، أن المواجدة لفظ عربي فصيح مشتق من الوجد، وهو المعاناة الشعورية، فالمواجدة تعني الدخول إلى وجد إنسان آخر ومشاركته إياه، مشيرًا إلى أن استخدامات "المواجدة" في الحياة اليومية يكون في صور عديدة، ومنها الصالح والطالح من جهة الغاية، ومنها: فن البيع، والدراما التمثيل، والوعظ والدعوة، والأعمال والمفاوضات، والزواج، والخداع، والاحتيال، والاعتماد المتبادل، والتحدث بأسلوب لطيف.

وأشار "الخراط"، إلى أن "المواجدة" يصاحبها الاهتمام المسؤول والحب والعناية الدافئة، وبغير ذلك ممكن أن تكون استغلالًا صريحًا، ثم اختتم كلمته بالحديث عن "المواجدة" والقيادية في كل المجالات، مرورًا بتفنيده لمستويات الإنصات التي تتمثل في: الإنصات من الماضي "الأحكام المسبقة"، والإنصات من الخارج "المعلومات"، والإنصات من الداخل "المواجدة".

ومن جانبها، قالت د. زيزي إبراهيم، إن العلاج المعرفي السلوكي يعد طريقة للحديث عن شعور الإنسان حيال نفسه، وحيال الآخرين وحيال العالم من حوله، وتتمثل فكرته في الحديث عن الأشياء التي تؤثر في مشاعر وأفكار الإنسان، مؤكدة أن هذا العلاج يركز على المشاكل والصعوبات التي يواجهها الشخص في الوقت والمكان الراهن، فيقوم هذا العلاج على النموذج الإدراكي للإنسان، حيث يعتمد على طريقة استقبال الفرد لحدث معين بشكل مرتبط برد فعله أكثر من التركيز على الحدث نفسه.

وتابعت: "الجانب المهم في هذا العلاج هو مساعدة الشخص فى تغيير أفكاره غير المفيدة، وتغيير سلوكه بما ينعكس عليه إيجابيًا، وهناك عدة أمراض عقلية يمكن استخدام العلاج المعرفي السلوكي في علاجها، ومنها: اضطرابات النوم، والاضطرابات الجنسية، والاكتئاب، واضطرابات الأكل، واضطرابات القلق، واضطراب الوسواس القهري، والفصام واضطرابات تعاطي المخدرات".