«علاء فتحي» و«وليد مرضي» الوجه الآخر للعملة| إهمال قاتل يفوق الخيال وشجاعة نادرة

وليد مرضي
وليد مرضي

خطوات قليلة تفصل بينهما.. يعملان في مكان واحد، لكن شتان بينهما الفارق، فالأول السائق «علاء فهمي» الذي تسبب في إزهاق روح 20 مواطن مصري خرجوا من أجل لقمة عيش، والثاني «وليد مرضي» لم يجبن أو يخف دخل وسط النيران لإنقاذ كل من يراه، شجاعة رجل مصري أصيل.

الإهمال والشجاعة

سائقان يتسابقان على قضبان القطارات، من منهما يسبق الآخر؟، كأنهما يقودان «توك توك» وليس جرار قطار محمل بالوقود، لينشب بينهما شجار، يترك على أُثره «علاء فهمي» المعروف بعلاء أبو الغار، يعمل منذ 2002 في هيئة السكك الحديدية، القطار تماماً ويتجه للسائق الآخر ليتشاجر معه، يتفاجأ أن الجرار لا يزال يجري على القضبان، وتتسارع سرعته، بعد أن نسى به «العاكس» أو مفتاح الجرار.
وقع الحادث الأليم، انتشرت النيران .. مشاهد رهيبة تعجز الألسنة عن وصفها، فما كان من «وليد مرضي» العامل في خدمة قطارات النوم، إلا أن ينظر حوله محالاً مساعدة كل من يراه، يحضر «جركن مياه» أنقذ العشرات بفضل شجاعته.
تحارب الحكومة الفساد والإهمال بكل ما تستطيع وما لديها من أدوات رقابية،ولا أدل على ذلك إلا جهود الرقابة الإدارية التي أطاحت بمسئولين في كل المواقع ثبت بالصوت والصورة فسادهم.
الإهمال = الاستقالة
قبل رئيس الوزراء، د.مصطفى مدبولي، استقالة وزير النقل د. هشام عرفات، فنعم هو ليس قائد القطار، وليس سبباً رئيسياً في الحادث، لكن المسئولية السياسية أكبر بكثير من المسئولية الفعلية، لذا لم يتردد د.هشام عرفات عن تقديم الاستقالة، وقبلها رئيس الوزراء في تصرف سياسي حكيم لا نراه إلا في الدول المتقدمة التي تحترم مواطنيها، وتحرص على ألا يكون هناك أي لغط حول أدائها سواء سياسياً أو تقنياً.
لم يتردد د. مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، في أن يكون في موقع الحادث بمحطة مصر، بعد دقائق من الحادث، لم يخف أو يستتر وراء مسئول آخر، كان على رأس الجميع يتابع ويعطي قرارات فورية، بجانب د. هشام عرفات وغادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي.
إدارة سريعة ومتميزة لحادث أليم جداً؟ حادث فجع قلوب المصريين جميعاً، رغم الألم لكن الحق أحق أن يتبع، ورغم الأوراح البريئة التي زهقت .. أبرياء دفعوا ثمن الإهمال والتسيب وإنعدام الضمير، إلا أن إدارة الحكومة للأزمة وسرعة اتخاذ القرارات كانت كفيلة بأن تقلل من بشاعة الحادث، وتضع مبادئ أنه لا تستر على إهمال أو فساد، وللوزير مسئولية سياسية عن هذا الإهمال.