100 مطار تخدم السياحة بفرنسا و80 بأسبانيا ..

محمد البهنساوي يكتب: المطارات الداخلية.. حلم بدأ فهل يكتمل ؟!

رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم الكاتب الصحفي محمد البهنساوي

ننتظر تطوير مطارات المحافظات.. وإستثمارات السياحة والأثار شرط لنجاحها

«مطار سفنكس يستقبل أول رحلة طيران دولية «.. هكذا بشرتنا الصحف والمواقع مؤخرا.. وهى بشرى بحق وليس من قبيل التهويل او التهوين.. لا اتحدث من منظور ضيق عن مطار سفنكس فى حد ذاته رغم أهميته.. إنما عن بداية إطلاق حلم المطارات الداخلية المتطورة الجاهزة لإستقبال حركة السياحة الدولية.. ولمن لا يعرف فهناك مقولة شهيرة فى صناعة السياحة الدولية تقول « لا سياحة بدون طيران «.. لا يقصد بها فقط الرحلات والطائرات إنما كل ما يخص صناعة الطيران وفى مقدمتها المطارات الدولية المجهزة.. بجانب قاعدة أساسية لأى دولة تستقبل السياح.. الا وهى سهولة الوصول اليها.. وكلما كان من السهل الوصول كلما تضاعف اعداد السائحين.. ومن اهم عوامل سهول الوصول تعدد المطارات الداخلية وقربها من المناطق السياحية.


ولنأخذ مثالا دائما ما يسوقه البعض عند المقارنات السياحية أن دولا مثل فرنسا وأسبانيا وغيرها تستقبل عشرات الملايين من السياح سنويا.. بالطبع تلك الدول لديها مزايا سياحية عديدة نحتاج مقالات لسردها.. لكن فيما يخص المطارات فإن كل دولة منها لديها كم من المطارات الداخلية المجهزة لإستقبال السياحة أضعاف ما يوجد بمصر وهى سر زيادة السياحة بها.. فمثلا فرنسا لديها حوالى 100 مطار.. وأسبانيا 80.. وكلها بتجهيز متميز وبعضها ذات سمعة عالمية كبرى.. أما فى مصر لدينا الان 25 مطارا.. بعضها غير مؤهل للسياحة.. وللعلم فإن هذا العدد كان أقل من ذلك والمجهز كان أقل أيضا وزاد بعد إضافة وإنشاء 5 مطارات جديدة وهى سفنكس والعاصمة الإدارية وبرنيس والبردويل والقطامية
وهنا لا بد ان نشيد بجهود الفريق يونس المصرى وزير الطيران المدنى فالرجل ومنذ توليه المنصب وضع خطة محكمة لتطوير قطاع الطيران المدنى بأكمله.. أحد اهم عناصرها إنشاء مطارات مجهزة..ويعمل كعادته فى صمت..يجوب المطارات.. يتخذ من القرارات السريعة ما عجز غيره حتى عن التفكير فيها.. والأهم أنه أدرك اهمية قطاع السياحة والتنسيق بين القطاعين لمصلحة مصر اولا وأخيرا فشكل مع وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط نموذجا غير مسبوق للتعاون بين القطاعين.. بالطبع هناك مشاكل تحتاج سنوات لحلها.. لكن ما يدعونا للتفاؤل إرادة الحل الموجودة بين الوزارتين حاليا وبدء قطاع الطيران فى الطريق الذى إنتظرناه للتطوير والتحديث والتعاون


نعود للمطارات الداخلية ونبدأ بالمطارات الخمس التى تم إنشاؤها لنرى تأثيرها على صناعة السياحة آخذين فى الإعتبار أيضا ما تشهده كافة المطارات الرئيسية من تحديث وتطوير.. فمطار سفنكس الذى وصلته اول رحلة دولية.. وبالمناسبة المطار الجديد يتم تطويره حاليا لتتضاعف طاقته بنهاية العام إلى سبعة أضعاف الطاقة الحالية.. سفنكس سوف يشجع ويضاعف رحلات اليوم الواحد من جنوب سيناء والبحر الأحمر إلى الجيزة والقاهرة والفيوم وحتى بنى سويف لزيارة المناطق الأثرية بها.. ومطار العاصمة الإدارية يضاعف المزايا العديدة بها لسياحة المؤتمرات ويخدم منطقة القناة والعين السخنة.. وبرنيس والبردويل تضيف مزايا دولية للسياحة فى ربوع سيناء.. ولا ننسى مطار راس سدر.. هذا المطار الذى تاجل إنشاؤه سنوات عديدة بلا داع.. الان وعندما ينتهى العمل به.. سوف يحيى من العدم منطقة رائعة وهى راس سدر.. ويدعم العين السخنة ويربط المدينتين سويا مع إمكانية تشغيل خط عبارات بحرية بينهما لتصل الرحلة بين المدينتين إلى نصف ساعة فقط بالبحر لتخلق منتجا سياحيا ولا أروع ولا اسهل فى الترويج
هناك بالطبع احلام كثيرة خلناها فى الماضى بعيدة المنال.. لكن الان اراها امام عينى سهلة التحقق مع الارادة الحالية فى العمل والتعاون والتطوير.. منها مثلا النظر إلى جميع المطارات الداخلية مثل مطارات « المنيا وأسيوط وسوهاج والعريش والخارجة والداخلة والجورة وراس غارب والطور وشرق العوينات وبورسعيد وغيرها».. بالتأكيد هناك خطة لها فى رأس الوزير النشيط يونس المصرى لتدخل الخدمة فى توقيت معين وبطريقة معينة لتخدم فى النهاية صناعة الأمل لتنشر خيرها فى ربوع مصر
وهنا يجب ان نشير ونطالب بنقطة مهمة للغاية.. فالتعاون بين قطاعات الطيران والسياحة والأثار وطالما أن الخير سيعم الجميع ان يمتد التعاون بضخ إستثمارات من تلك الجهات فى تطوير وتحديث كافة مطاراتنا السياحية بخطة معدة بشكل علمى تبدأ بالمطارات القريبة من المناطق الأثرية والسياحية.. وتتوازى معها خطة لتنمية تلك المناطق نفسها وتجهيزها لإستقبال حركة السياحة وإنعاش سكانها.. كل هذا يتكامل مع رؤية مصر 2030 ومخطط إعادة الهيكلة بقطاع السياحة وما يقوم عليه من تشغيل واحد على الأقل بكل أسرة مصرية فى السياحة