حكايات| سر ثقب أبو الهول «المريب».. بحيرة وسراديب ومدينة أسفل التمثال

تمثال أبو الهول قديما
تمثال أبو الهول قديما

حين صمت صوت العبقرية الفرعونية، وسيطر الذهول على مشاهد آثارهم، باتت الأساطير والقصص لا تتوقف عما يرتبط بأشهر تماثيل ومعابد الحضارة المصرية القديمة.


أما تمثال أبو الهول فكان له نصيب الأسد من هذه الأساطير، ما بين حديث عن ثقب في الرأس وبحيرة كاملة أسفل محيط التمثال، ومدينة تحته أيضًا وغيرها من الأمور، خاصة مع اكتشاف سراديب في الجسد الخاص به.


سراديب أسفل التمثال


الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصرية، في حديثه عما يتردد عن وجود مدينة مفقودة أسفل تمثال أبو الهول، أكد أنها «دعاية للشهرة فقط»، ولا تمت للواقع بأية صلة، وبدون دليل علمي على الإطلاق.


حواش واصل حديثه، قائلا: «لدينا صور للحفر الذي تم أسفل أبو الهول، وتبين أنه صخرة صماء لا يوجد أسفلها أي ممرات، مستدلا بواقعة شهيرة قديما، فحين ارتفع منسوب المياه الجوفية أمام التمثال قام في ذلك الوقت مركز هندسة الآثار بجامعة القاهرة بحفر 22 حفرة حوله من جميع جوانبه بعمق 20 مترا تحت الأرض في الصخرة.


اقرأ للمحرر أيضًا| فيديو.. حرب حواس والآثار على «جسد رمسيس»


لكن ثبت بما لا يدع مجالا للشك عدم وجود أي ممرات حول تمثال أبو الهول أو أسفله، قبل أن يتم التأكيد على أنه منحوت من صخرة هضبة الهرم.


غير أن حواس عاد ليؤكد أنه أثناء عمليات التنظيف للتمثال، تم العثور على 4 سراديب بداخله، وكان البعض يعتقد في ذلك الوقت بوجود سراديب أسفل التمثال بخلاف هذه الأربعة، لكن هذا غير صحيح أيضًا.


ثقب «هيوارد فيز»


القصص المرتبطة بـ«أبو الهول» لم تتوقف عند هذا الحد؛ بل تمتد إلى وجود ثقب في رأس التمثال، وبين الحين والآخر، يتم تداولها بشكل واسع، إلا أن عالم الآثار الدكتور زاهي حواس يرجع هذه الرواية إلى الرحالة «هيوارد فيز».

 


ولجأ هذا الرحالة إلى الديناميت في محاولة منه للكشف عن السراديب، وتسبب التفجير في إحداث الفتحة برأس التمثال، وبعدها قام بترميم الرأس بالإسمنت، وقبل أي شيء لا خوف على الإطلاق على رأس التمثال؛ لأنها منحوتة من الطبقة الثالثة الصلبة من جسم الهرم.


اقرأ للمحرر أيضًا| توم وجيري.. كارتون فرعوني سبق «ديزني» بآلاف السنين

 

ولم تتوقف الأساطير المرتبطة بمحيط أبو الهول، فتحدث المؤرخ هيرودوت «أبو التاريخ» عندما أتى إلى مصر، عن أن الدليل أخذه إلى بئر أزوريس تحت الأرض بحوالي 20 مترًا، وكان مليئا بالمياه، ولذلك قال «إن هناك بحيرة تحت هرم خوفو».

 


غير أن حواس أوضح أنه عندما قام بحفر البئر اكتشف أنه خاص لعبادة الإله أزوريس، وكان التابوت موجودًا داخل البئر، وأن هذه المياه بعيدة عن الهرم تماما وليست لها أية صلة بالملك خوفو.


مدينة كاملة 


وقبل سنوات، التقى عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حواس، وفدًا أمريكيًا رفيع المستوي من بينهم مثقفين وأدباء وأساتذة جامعيين وشخصيات عامة أمام التمثال، وحينها كان الوفد يتحدث عن مدينة مفقودة تحت أبو الهول إلا أنه أكد لهم عدم صحة ذلك، ولا يوجد دليل علمي على الإطلاق.

 


وفيما يرتبط بالأنفاق الموجودة تحت أبو الهول، قال حواس إن لكل نفق أو سرداب قصة، حيث يوجد السرداب الأول أعلى ظهر التمثال، وحفره المهندس الفرنسي «بيرنج» عام 1937 خلف الرأس، وكان ذلك بحثاً عن كنوز داخل جسمه، وحين تم إعادة تنظيف هذا السرداب، كان أهم ما عثر بداخله جزءا من رداء الرأس الخاص بأبو الهول.


اقرأ للمحرر أيضًا| سحرة فرعون.. قصة اغتيال رمسيس الثالث بـ«إخفاء القتلة»

 

أما السرداب الثاني فيوجد بالجانب الشمالي من التمثال، ولا يمكن رؤيته الآن، حيث تم إغلاقه بواسطة الأثري الفرنسي «بارثر» ويتردد حتى الآن أنه يحتوى على كنوز وآثار.


ويقع السرداب الثالث خلف «لوحة الحلم»، حيث قام المغامر الإيطالي كافجليا في أوائل القرن التاسع عشر، بالحفر أسفل صدر أبو الهول وعثر على لوحة الحلم تغطي فجوة عمقها ثلاثة أمتار، وتعود هذه اللوحة إلى الملك تحتمس الرابع. 

 


وتحكي قصة الحلم المكتوبة بالخط الهيروغليفي عن تفاصيل زيارة الأمير تحتمس إلى منطقة الأهرامات، قبل أن يتولى عرش مصر، وغلبه النوم في ظل تمثال أبو الهول، الذي زاره في منامه، وبشرى بأنه سيصبح ملكاً لمصر، وفي مقابل هذه البشرى طلب أبو الهول من تحتمس أن يقوم بإزالة الرمال التي حاصرته ودفنت معظم جسمه. 


ويشير المنظر المصور أعلى اللوحة إلى تكريس تحتمس الرابع لعبادة أبو الهول، وأهم ما تتضمنه هذه اللوحة وصفه بأنه تمثال صفحة الملك «خفرع» للإله «آتوم حور إم نخت»، وتتضمن اللوحة أيضاً، قيام تحتمس الرابع بتنفيذ الأعمال التي طلبها أبو الهول في زيارته في أثناء منامه في ظل التمثال، حيث قام بأعمال حفائر وترميمات للتمثال العجوز.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| «ليتنا متنا فيها».. كيف نهب 2 مليون يهودي ذهب مصر؟ 

 

ويقع السرداب الرابع عند مؤخرة أبو الهول ويدخل إلى جسم التمثال، ويفتح على مستوى الأرض بالجهة الشمالية للمؤخرة، ويلتف عند بداية الذيل، ويوجد العديد من الأقاويل التي تقول إن «لعنة الفراعنة» تحرس هذا السرداب، وأن أثريا أمريكيا دخل إلى السرداب الذي وصل عمقه إلى 15 متر، ونالت لعنة الفراعنة منه، ولازمته طوال حياته حتى قضت عليه، كما دخل هذا السرداب الملك فليب ملك بلجيكا مؤخرًا.