بين الفينة والأخرى تطفو على السطح ظواهر ونماذج تواجه غضبا واستنكارا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تلك المواقع التي لا يحكمها رابط سوى «التريند»، بين هؤلاء آخرون لا تظهر آراؤهم على الشبكة العنكبوتية، لكن تصدمهم المعالجة الإعلامية ببعض الفضائيات لهذه الظواهر، التي تصبح شاشاتها منصات يطل منها أشخاص لا يقدمون للمشاهد سوى مادة غنية لإلهائهم عما تواجهه الدولة من تحديات وما تقدمه من إنجازات.
«إعلاميون في واد والدولة ومستقبل الشعب في واد آخر» ربما كان ذلك لسان حال كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن حالة من الغضب ممزوجة بالحسرة سرت كالنار في الهشيم بينهم من تصرفات بعض الإعلاميين الذي سخروا أوقات بث فضائي تمتد لساعات لما وصفوه بعملية لـ«إلهاء الشعب» في الوقت الذي تتجاوز فيه الدولة فجوات بين الركود والتقدم، وما تواجهه من تحديات وإرهاب تحاول السطو على ذلك.
حادث إرهابي يهز مصر شهدته مدينة العريش راح فيه عدد من أبطال القوات المسلحة، وآخر في منطقة الدرب الأحمر بالعاصمة القاهرة، يخلف ثلاثة من شهداء الشرطة وغيرهم من المصابين، حالة من الحزن أصابت الشعب المصري، الرئيس عبدالفتاح السيسي يشارك فيه مؤتمر مييونخ للأمن، ومع كل ذلك يترك الإعلامي عمرو الليثي في سقطة إعلامية ويسخر قناة النهار الفضائية لاستضافة المطرب الشعبي مجدي شطة الذي أثار جدلا بين الكثير من الرافضين لظهوره.
فوز مصر بتنظيم بطولة الأمم الأفريقية، رئاسة مصر الاتحاد الإفريقي، ومع الجهود الرئاسية المضنية لعودة مصر إلى ريادتها إلا أن الإعلامي عمر الليثي يكرر ما وصفه رواد مواقع التواصل الاجتماعي «عملية إلهاء الشعب»، ففي الوقت الذي يفتتح فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي القمة العربية الأوربية اليوم الأحد 24 فبراير التي تستضيفها مصر بمدينة شرم الشيخ، يستضيف الإعلامي عمرو الليثي في برنامجه «واحد من الناس» بقناة النهار «كايا حبيب سارة» الذي أصبح «تريند» مثيرا للسخرية بين المواطنين.
رامي حسين صدمته صورة الإعلامي عمرو الليثى مع «كايا حبيب سارة» الذي وصفته صفحة البرنامج بأنه أشهر حبيب في مصر، فيقول: «هو ده الإعلام بتاعنا مرة مجدي شطة واليوم كايا خلاص هو ده المجتمع هما دول القدوة إعلام عار خلاص مصر مفيهاش إعلام محترم».
المسؤولية الإعلامية بل والأخلاقية التي يجب أن تتحلى بها القنوات الفضائية فضلا عن الإعلاميين فيها تجاه المجتمع ترجمتها رحاب السيد في تعليقها على الصورة ذاتها: «هما ليه اللي زي دول القنوات بتعلمهم سعر مش كل تريند سوشيال ميديا هايف انتشر هيعمل لكم مشاهدة».
أما إسلام كمال فصب لجام غضبه على التناول الإعلامي لقضية وظاهرة «كايا حبيب سارة» التي عبر عنها الكثير بشيء من الغضب والرفض، فهاجم الإعلامي عمرو الليثي قائلا: «ديه بالمناسبة عمرو الليثي كان عضو لجنة الإعلام بالحزب الوطني المنحل وكان مستشار مرسي ومتلمع دلوقتي .. يعني بتاع كله.. المتلون الأكبر».
تعليقات كثيرة لا يسع المحتوى لذكرها، إلا أنها اتفقت على ضرورة تحلي القنوات الفضائية فضلا عن واجهتها وهم الإعلاميون بالمسئولية الأخلاقية تجاه المجتمع وعدم نشر مواد تثير حفيظة الناس، مع التأكيد على ضرورة وقوف تلك القنوات وهؤلاء الإعلاميين مع الدولة للنهوض بالوطن والعبور به إلى بر الأمان.
