«الخيانة» و«قتل الحيوانات» جرائم عقوبتها الإعدام عند المصريين القدماء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حتى يومنا هذا ما زالت التساؤلات كثيرة حول حياة الفراعنة قديماً وخاصةً فيما يخص الاعتقاد بالحياة والموت، فقد اعتمدوا طرق غريبة لتنفيذ أحكام الإعدام التي اشتهرت بقساوتها، حيث عرف المشرع المصري عقوبة الإعدام أي عقوبة إزهاق الروح علي رأس العقوبات البدنية، فكان تنفيذ «عقوبة الإعدام» في حدود ضيقة وحالات محدودة تماما.


ستعرض بوابة أخبار اليوم  جرائم استحقت «عقوبة الإعدام» في مصر الفرعونية.

1. جريمة الخيانة وقلب نظام الحكم :
تعتبر هذه الجريمة من أشد الجرائم التي كان يعاقب عليها آنذاك بالإعدام لما تنطوى عليه من خطورة شديدة علي المجتمع ومصالحه ، فهذه الجريمة كانت تمس أمن الدولة الداخلي ، وكانت تنظر هذه النوعية من الجرائم محاكم استثنائية يتم إنشاؤها خصيصا لهذا الغرض حرصا من المشرع المصري القديم على ضمان سرعة البت فيها ومعاقبة الجاني .

2. الجرائم الدينية :
الطابع الديني الذي كان سائدا لدى قدماء المصريين فلقد اهتموا ببناء المعابد ودور العبادة ، وكان رجال الدين يتمتعون بميزات كثيرة ونفوذ قوي . وعليه كان طبيعيا أن يكون الاعتداء على هذه الدور جريمة عظيمة في نظرهم يستحق مرتكبها على إثرها عقوبة الموت ، كما كانت عقوبة الإعدام توقع حال الحنث باليمين ، باعتبار أن من يحنث باليمين يكون قد اقترف جريمة في حق الآلهة ، واعتبر قتل أحد الحيوانات أو الطيور التي قدرها المصريون وعبدوها جريمة نكراء ويستحق مرتكبوها عقوبة الاعدام ، فالمصريين اتخذوا من بعض الطيور والحيوانات آلهة لهم فعبدوها . 

3. نبش القبور :
 المعروف أن المصريين القدماء كانوا يؤمنون بالحياة بعد الموت والخلود الأبدي. وعليه كان بقاء الجسد في القبر أحد شروط العودة إلى تلك الحياة الأبدية ، ولذلك كان الاعتداء علي القبور سواء بنبشها أو نهب محتوياتها جريمة لا تغتفر ، خاصة إذا كانت تلك المقابر خاصة بالملوك أو الأمراء أو النبلاء أو كبار رجال الدولة .

4. جريمة القتل :
فهذا الفعل مجرم منذ الأزل ، باعتباره فعلا ينم عن خطورة إجرامية شديدة لدى الجاني تستلزم موقفا صارما من قبل المشرع . فكان الجزاء العادل من صنف الفعل الآثم ، القتل .
كانت مهنة الطب عند المصريين القدماء من المهن المقدسة ، وكان الطبيب الذي يرتكب أخطاء فاحشة في فن الطب وعلاج المرضى والتي تؤدي إلى موتهم يعاقب بالموت ، ذلك أن المصريين القدماء نظروا إلي الطب باعتباره أحد فروع علم الكهنوت ، ومن ثم فإن الخطأ في الطب يعد بمثابة خطأ في ممارسة الشعائر الدينية ، أي بعد من قبيل الكفر بالآلهة.

5. جرائم الإدارة العامة :
عرفت مصر القديمة نظاما إداريا متقدما ويرجع ذلك إلى اعتماد الاقتصاد المصري على الزراعة ومياه النيل ، إذ كان لا بد من تضافر الجهود للسيطرة على مياه النيل والاستفادة منها، ولا يمكن الوصول إلى ذلك إلا عن طريق تنظيم إداري دقيق وفعال ، وقد تميز النظام الإداري المصري بالمركزية الإدارية ، وكان على رأس تلك السلطة الملك يعاونه جمع من كبار الموظفين والإدارات المختلفة ، وعليه كان الجزاء عنيفا وقاسيا جزاء كل من يحاول الإخلال بهذا النظام الإداري باعتباره يهدد مصلحة البلاد .فمدونة ( حور محب ) تتضمن نصاً على أن موظف الضرائب الذي يرتشي يعاقب بالإعدام ، كما أن موظف الضرائب الذي يرتكب جريمة الاختلاس يتعرض لنفس العقوبة .

6. الجرائم الخاصة بالعدالة :
في مصر الفرعونية نظمت الشرطة ، وبلغت دور العدالة وفي مقدمتها " دار حورس الكبرى " منتهى الدقة في الإجراءات وتحقيق العدالة ، ومن المعروف عند الفراعنة أن العدالة آلهة ، وأطلق عليها " ماعت" أي آلهة العدل والحقيقة وكان المصريون القدماء يعتبرون مهنة القضاء وممارسته مهنة مقدسة، يجب على من يمارسها أن يتسم بالعدالة والنزاهة ، وأي أخلال من جانب القاضي أو رجل العدالة بمقتضيات مهنته كان يقابله رد فعل عنيف سوءا من قبل المجتمع بالاستنكار والغضب ، أو من قبل المشرع الذي جعل الجزاء عقوبة الإعدام .

7. جرائـم العرض :
مصر الفرعونية كانت تعتبر أكثر شعوب العالم القديم تدينا ، فكرا وممارسة وتطبيقا ، كما كان المصريون القدماء يهتمون بالأخلاق والقيم ، ومن هنا جاء تجريم فعل الزنا لديهم ، ومعاقبة المرأة الزانية بالإعدام .