رئيس وزراء سلوفاكيا: قمة شرم الشيخ فرصة لدعم تعاون التعاون العربي الأوروبي

رئيس وزراء سلوفاكيا
رئيس وزراء سلوفاكيا

أكد بيتر بيليجريني رئيس وزراء سلوفاكيا،على أهمية أول قمة بين جامعة الدول العربية  «الاتحاد الأوروبي والتي ستعقد الأحد المقبل في مدينة شرم الشيخ باعتبارها لحظة تاريخية في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والعالم العربي.

 وقال " يتحتم علينا استغلال فرصة مشاركة رؤساء وحكومات وممثلي الدول الأوروبية والعربية بهدف دعم التفاهم والتعاون بين العالم العربي وأوروبا ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتصحيح الأفكار الخاطئة لدي طرف عن الأخر".

جاء ذلك في حوار خاص أجرته وكالة أنباء الشرق الأوسط ، اليوم الخميس، مع رئيس وزراء سلوفاكيا الذي سوف يترأس وفد بلاده إلي القمة «العربية الأوروبية»، أعرب فيه عن أمله في أن تمهد هذه القمة الطريق أمام تعاون أوثق في عدد كبير من القضايا المختلفة لتتحول إلي روابط أقوى لتقاسم الخبرات وبناء السلام والاستقرار وضمان الأمن وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، مؤكدا علي عزمه العمل بلا كلل مع الشركاء المصريين و العرب.

وردا على سؤال حول القضايا التي ستبحث في القمة، قال "إن التعاون الإقليمي الأقوى يعد مفتاحا لإيجاد الحلول للتحديات الحالية التي تواجه الدول الأوروبية والعربية وأن القمة تعد منتدى لمناقشة التعاون الاستراتيجي والسياسي والمؤسسي"، مؤكدا أنه لن يكون هناك تنمية بدون السلام والأمن ولهذا ننخرط في الحوار الاستراتيجي خاصة في مجالات إدارة الأزمة والاستجابة ومكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة والحد من التسلح والجريمة المنظمة عابرة الحدود والهجرة مما يتطلب تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في هذا الصدد.

وأضاف "أن القمة المرتقبة ستبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والأوروبية مع التركيز علي العلاقات التجارية والاستثمارات في مجالي البنية التحتية والطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة"، مشددا على ضرورة الاهتمام بتغير المناخ والتنمية المستدامة التي تدفعنا أكثر نحو التحول الأيكولوجي، وأعرب رئيس وزراء سلوفاكيا عن أمله أن يتحد الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية من أجل تعبئة التمويل العام والخاص للمبادرات المتعلقة بالمناخ والمياه.

وردا علي سؤال بشأن سبل حل الأزمة الليبية الحالية، قال بيليجريني " إن الوضع في ليبيا "معقد" ويمكن حله فقط من خلال الحوار السياسي و التوصل إلي اتفاق يتم قبوله من الأطراف المعنية "، مشيرا إلي المؤتمرات التي عقدت في كل من باريس وباليرمو بمشاركة غالبية اللاعبين الرئيسيين الذين تحدثوا عن الخلافات ورؤيتهم للحلول وسبل تنفيذها علي الأرض.

وأكد على أهمية تنظيم المؤتمر الوطني تحت رعاية غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا بالإضافة إلي إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تحظي بدعم كامل من المجتمع الدولي ويتوقع تأييد واسع النطاق له من قبل الشعب الليبي معربا عن اعتقاده بأن العملية الانتخابية تعد الطريقة الوحيدة لجلب الاستقرار في البلاد وتوحيد مؤسسات الدولة وبهذا تنتهي العملية الانتقالية السياسية في البلاد.

وأكد أن الوضع في ليبيا يعتبر قضية حيوية لمصر ، وقال "إن مصر تحظي بمكانة مرموقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومن المؤكد ثقلها يمكن أن يسهم في التوصل إلي المصالحة الوطنية بين الأطراف الليبية".

وردا علي سؤال بشأن الأزمة السورية ، قال رئيس وزراء سلوفاكيا " إنه قد تم تحقيق الكثير في السنوات الماضية من تحرير الأرض التي كانت تحت سيطرة المنظمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة ولكن مازال الإرهابيون يسيطرون حتى الآن علي محافظة إدلب" ، موضحا أنه لم تبدأ بعد مرحلة الانتقال السياسي بعد توقف القتال في مناطق كثيرة في سوريا ومحاولة السوريين إعادة بناء حياتهم.

وأعرب عن أمله في عودة اللاجئين السوريين خاصة الذين يعيشون في ظروف صعبة في الدول المجاورة ، وقال "علينا أن نضع في الاعتبار شروط مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين وهي عودة آمنة وطواعية وكريمة لهم إلي سوريا بما في ذلك المناطق تحت سيطرة الحكومة السورية ".

واستطرد قائلا:" قررنا عدم الانضمام إلي عملية إعادة الإعمار في سوريا قبل بدء عملية انتقال سياسي حقيقية ولكن هذا لا يعني محاولة لمنع عودة اللاجئين السوريين ونحن علي استعداد لتقديم يد العون إذا قرروا العودة بحرية إلي ديارهم " مشيرا إلي أهمية الاستماع إلي آراء المشاركين من الدول المجاورة لسوريا في القمة العربية الأوروبية حول بنية مجتمعاتهم والقدرة المرنة لاقتصادياتهم في ظل استمرار تواجد اللاجئين السوريين في بلادهم لأجل غير مسمي .

وأعرب عن أمله أن يتوصل المشاركون في قمة شرم الشيخ إلي حلول براجماتية وربما سريعة لصالح المواطنين السوريين الأكثر ضررا وضعفا ،

وردا علي سؤال حول القضية الفلسطينية، أكد دعم سلوفاكيا بقوة إلي تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت ممكن وكذلك الحل القائم علي الدولتين علي أساس إجراء مباحثات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين واعتراف متبادل وأمن فعال، مشيدا في هذا الصدد بدور مصر، وقال " إن مصر تعد لاعبا إقليميا مهما، لا يمكن الاستغناء عنه في هذه العملية و بجهودها الدؤوبة في المصالحة الفلسطينية".

وأكد رئيس وزراء سلوفاكيا، أن الشرط المسبق للاستقرار في فلسطين هو عملية لمصالحة فعالة بين حركتي حماس وفتح، وأعرب في هذا الصدد عن تقدير حكومة بلاده للدور المصري في التوقيع علي اتفاق السلام بين حماس وفتح في أكتوبر عام 2017 .

وحول حجم التعاون بين مصر وسلوفاكيا، قال بيتر بيليجريني " هناك إمكانيات كثيرة للتعاون بين البلدين في ظل نمو اقتصاد كلا البلدين بشكل مستدام في السنوات القليلة الماضية "، مشيرا إلي أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 250 مليون يورو عام 2016 ولكن عامي 2017 و2018 شهدا تباطؤا في التجارة الثنائية والتي تعتبر ظاهرة مؤقتة، سرعان ما سوف ترجع لسابق عهدها.

وأوضح أن الطاقة وإدارة المياه والزراعة والصناعة وحماية البيئة وتكنولوجيات الاتصالات والمعلومات والسياحة والأدوية والمنتجات الصحية تعد أهم المجالات للتعاون الاقتصادي والتجاري، مشددا علي ضرورة زيادة المعرفة بكل من سلوفاكيا ومصر لبعضهما البعض ليس فقط من خلال السياحة ولكن من خلال المبادرات في مجالي الثقافة وريادة الأعمال.

وأكد أهمية مراجعة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وتحديثها بطريقة تعكس الواقع المتطور لعالم اليوم ، مشيرا إلي أن قمة شرم الشيخ المقبلة تعد فرصة لمقابلة كبار المسئولين المصريين لبحث سبل تعزيز العلاقات القوية بين البلدين.

وعلي صعيد آخر، قال رئيس وزراء سلوفاكيا " إن أهم أولويات رئاسة بلاده الحالية لمجموعة الفيشجراد ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هي قضايا الأمن والاستقرار والدبلوماسية الوقائية"، مؤكدا في هذا الصدد أن البيئة الأمنية والسلام الدائم تعد شروطا مسبقة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لأي بلد ولذا نري أهمية تعزيز التعاون الدولي والإقليمي و المنفعة المتبادلة .

وأضاف " في هذا الإطار نعمل علي منع نشوب النزاعات وحلها والتخفيف من عواقب الصراعات القائمة وأن سلوفاكيا كعضو مسئول وإيجابي في المجتمع الدولي تعد مدافعا لنظام متعدد الأطراف فعال"، وأكد تأييد بلاده للحوار الحقيقي والانخراط و المفاوضات الإقليمية والدولية التي يمكن أن تؤدي إلي حلول سياسية شاملة للنزاعات القائمة وخفض التوترات بين الدول وكذلك استعادة السلام المستدام والأمن لجميع الدول في منطقة الشرق الأوسط.