صور| «جراجات» لـ«زوايا صلاة» شكاوى من أهالي التجمع الخامس.. والأوقاف ترد

صورة مجمعة
صورة مجمعة

«الله أكبر .. الله أكبر» تتعالى الأصوات مع كل صلاة في شوارع مصر، بعضها يصدر عن مسجد، وبعضها الآخر عند البحث عن مصدره يكون مثل «البحث في كوم قش»، فلا مآذن ولا علامات تشير إلى وجود مسجد.

 

وبالرغم من جهود وزارة الأوقاف برئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، لتجديد الخطاب الديني ونشر ثقافة الدين الوسطي وسماحة الإسلام، تمثل بعض زوايا الصلاة «شوكة» في حنجرة الوزارة، لاستغلالها من قبل المتاجرين بالدين لبث الأفكار المتطرفة أو المتشددة والتي تؤثر في الكثيرين وخصوصا الشباب والأطفال والذين يتم استغلالهم وأحيانا تجنيدهم لخدمة فصائل معينة.

 


ورصدت «بوابة أخبار اليوم»، بعد شكوى مواطنة، أن هناك مسجد بالقرب من بيتها في التجمع الخامس ليس سوى زاوية في جراج أسفل عمارة تحت اسم «مسجد الصحابة» في شارع التسعين الشمالي، ويقوم عليه خطيب متطوع لا يعرف الأهالي إن كان ما يخطب به تحت إشراف وزارة الأوقاف أم أنه نابع من أفكاره الخاصة.

 

وبعد جولة في المكان اكتشفت «بوابة أخبار اليوم»، أن هذا المسجد ليس الوحيد، حيث وجود أكثر من جراج في المنطقة تحولوا إلى زاويا، هم: «مسجد التقوى، مسجد يس، مسجد الصديق»، وقال بخصوصهم بعض الأهالي أن من يعتليهم يبدو وأنهم أشخاص غير مؤهلين ولا معتمدين يلقون الخطب والدروس بدون رقابة أو متابعة أمنية.

  

ومنذ أشهر، بسبب انتشار الزوايا التي يستخدمها البعض في الترويج لأفكار سامة ومتطرفة، تحرك عددا من أعضاء مجلس النواب، مشددين على ضرورة فرض الرقابة المشددة على الزوايا، أو غلقها حتى لا يسيطر عليها الأرهاب وتصبح قنبلة موقوتة لاستغلال الشباب إلى الفكر المتطرف، الذي يأخذ هذه الزوايا مصدر قوى له.

 


ومن هنا، كان لابد من إيجاد رد سريع من وزارة الأوقاف لمعرفة موقف هذه الزوايا وإيضاح الحقيقة، لمنع استغلال هذه الزوايا في غير ما خصصت له، خصوصًا وأن وزير الأوقاف أعلن مسبقا بأن عدد كبير من الزوايا سيفتح في جميع الصلوات ماعدا صلاة الجمعة، حتى تكون المساجد تحت أعين الوزارة، ولمنع غير المتخصصين من إلقاء الخطب أو الدروس داخل الزاويا.

 


وعلق الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، خلال تصريحه لـ«بوابة أخبار اليوم»، بأن بعض الزوايا كانت تستغل بالفعل لترويج أفكار متطرفة من قبل بعض التيارات ومنها الإخوان، وحاليا لكثرتها من الصعب جدا أن تحصر الوزارة كل الزوايا الموجودة في مصر، ولكنها تعمل بيد من حديد على ملاحقتها، مؤكدا أنه من المرفوض تماما استغلال الزوايا التي تقام فيها الصلوات في العديد من مناطق الجمهورية بطريقة خاطئة، حتى لا تجعلها الجماعات الإرهابية وسيلة لبث أفكارها المتطرفة.

 


وأوضح أن الـ٣ زوايا المذكورة، يقوم عليها خطباء متطوعين هم: الخطيب «رجب محمد أحمد» في مسجد التقوى، والخطيب «محمد سعد عبد الحكيد» في مسجد الصديق، والخطيب «شعبان محمد عبد السميع» في مسجد الصحابة، وكلها لا يوجد لها قرار ضم دعوي وإنما هم زوايا أهلية نشرف عليها بالخطابة، والتصريح الصادر لهذه الأماكن بأن تكون «جراجات» ولكن حولها أصحابها لزوايا وبدلا من تركهم لاستغلال أصحاب الأفكار المتطرفة ترسل إليهم الإدارة أشخاص مكشوف عليهم أمنيا، جميعهم حاصلين على مؤهلات عليا من خريجي الأزهر.

 

وأضاف أنه على الرغم من أن التقسيم العمراني الجديد راعى جيدا توفير مساحة كافية لبناء مساجد تكفي المتواجدين في المنطقة، ولكن بعض المناطق تقسيمها يستدعي وجود زوايا للصلاة مثل شرق مدينة نصر، ومن الصعب إغلاقها لأنه إن تم أين سيصلي الناس؟، كما الشعب المصري عاطفي ويقول دائما «ده بيت ربنا حرام يتقفل»، قائلا: «بالفعل أغلقنا ٢٠ ألف زاوية من قبل، ولكن ما تعمل عليه الوزارة حاليا ضم هذه الزوايا تحت رايتها والإشراف عليها للتأكد أنها تلتزم بما أقرته الوزارة، إلا أنه مع توفر المساجد الجامعة، فلا داعي لوجود هذه الزوايا والتي في أصلها فيلات وجراجات ومساحات فارغة يتم تحويلها إلى زوايا للصلاة، مؤكدا أن الوزارة تسعى لملاحقة هذه الزوايا بأئمتها الوسطيين المعتدلين».

 

وشدد خلال تصريحه، على أن الوزارة سواء سابقا أو حاليا لم تصدر أي ترخيص لزوايا، ولكن ما تفعله الوزارة هو ضم الزوايا لتتبع الوزارة حتى يسهل متابعتها، قائلا: «الفكرة من المسئول على أن يبقى الجراج كما هو أو يتحول إلى زاوية؟»، فالمسئولية لا تخص وزارة الأوقاف بمفردها ولكن تقع على عاتق العديد من الجهات منها المحليات ووزارة الإسكان والنرافق والمجتمعات العمرانية، وغيرها من الجهات وحتى السكان نفسهم الذين يحولون الجراجات إلى زوايا صلاة.


 
وأكد أنه على المواطنين العمل مع الوزارة لأن الهدف واحد وهو القضاء على الإرهاب، وفي حالة عدم إلتزام أي خطيب بالخطبة الموحدة التي تقرها الوزارة يجب على المصلين إبلاغ وزارة الأوقاف لاتخاذ الإجراءات اللازمة.