«الصحة العالمية» تناقش الفجوة بين نتائج البحوث ورسم السياسات الصحية

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية

 

يعقد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط اجتماعًا هامًا؛ لرأب الفجوة بين البحوث الأكاديمية وسائر المصادر الموثوقة للبيّانات، وبين عملية رسم السياسات من أجل تحسين صحة السكان في إقليم شرق المتوسط.


ينطلق الاجتماع رفيع المستوى المعني بتعزيز القدرة المؤسسية على استخدام البيّانات في مجال رسم السياسات الصحية خلال الفترة من 17 وحتى 19 فبراير 2019، وذلك في العاصمة اللبنانية بيروت.


ويعكف المشاركون في الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام على إيجاد أفضل السُّبُل لترجمة مختلف مصادر المعرفة إلى سياسات عملية في الإقليم، كما سيتناولون بمزيد من التفصيل حصائل المسوحات الحديثة التي قادتها منظمة الصحة العالمية حول توليد البيّانات واستخدامها في رسم السياسات الصحية، ويطرحونها للنقاش.


ويعد الاجتماع خطوة ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها منظمة الصحة العالمية لتطوير البحوث الصحية على نحو أفضل واستخدامها لتحديدالاحتياجات المتعلقة برسم السياسات في الإقليم وتلبيتها. 


كانت التحليلات الحديثة التي أجرتها المنظمة قد كشفت عن فجوات خطيرة، حيث أن المعلومات حول أفضل الطرائق والنُّهوج لتشجيع استخدام راسمي السياسات الصحية للبيّانات المتولدة عن البحوث تتسم بانعدام التجانس، كما أن ثمة نقصاً ملحوظاً في تقييم قدرات تطوير البحوث الصحية واستخدامها في مجال رسم السياسات.


يقول المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط د.أحمد المنظري، في رسالة إلى الاجتماع: «على الرغم من الاعتراف العالمي المتزايد بأهمية استخدام البيّانات البحثية في مجال رسم السياسات الصحية، فإن إقليمنا يحتل المرتبة الثانية بين أقل الأقاليم من حيث الاستثمار المالي في مجال البحث والتطوير في مجال الصحة، وهناك حاجة ماسة إلى توجيه النظر إلى مجتمع رسم السياسات الصحية في الإقليم، ومحاولة تقييم عملية رسم السياسات الصحية المسترشدة بالبيّانات داخل المؤسسات».


وسيقوم المشاركون خلال الاجتماع باستعراض حالة أنشطة البحوث في مجال الصحة وأنشطة الربط بين البحوث والسياسات في الإقليم، والنظر في المعوّقات التي تحول دون الاستفادة من المبادئ التوجيهية العالمية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية في هذا المجال البحثي، وذلك بسبب تنوع السياقات والثقافات في شتى بقاع الأقاليم الستة التابعة لمنظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء بها.


ويقول مدير المعلومات والبيّانات والبحوث بالمكتب الإقليمي د.آرش رشيديان، إن جدول أعمال الاجتماع تضمن طيفاً من المسائل، بما في ذلك البحوث العلمية كمصدر للبيّانات من أجل رسم السياسات، والطرائق الرئيسية لترجمة البيّانات إلى سياسات على سبيل المثال، تقييم التكنولوجيا الصحية، ووضع المبادئ التوجيهية الوطنية، وتكييفها، وتنفيذها.


وسيبحث المشاركون في هذا الاجتماع تحليلًا يتعلق بتصورات القائمين على اتخاذ القرارات وممارساتهم فيما يتصل باتخاذ القرارات استرشادًا بالبيّانات؛ وعمليات رسم السياسات والاستفادة من البيّانات؛ والبحوث والتطوير كمصدر من مصادر البيّانات التي تدعم اتخاذ القرارات؛ والقدرة المؤسسية من أجل استخدام البيّانات البحثية في اتخاذ القرارات – ووضع الطرائق والنُّهوج.


ويشارك حوالي 60 خبيراً من إقليم شرق المتوسط ومن خارجه في الاجتماع المتوقَّع أن يُحقّق توافقًا في الآراء بشأن المفاهيم والعناصر الرئيسية لإستراتيجية إقليمية ترمي إلى تعزيز القدرة المؤسسية والطرائق اللازمة من أجل استخدام البيّانات في مجال رسم السياسات الصحية، وتوسيع نطاق ذلك الاستخدام.