41 عاما على وفاة «يوسف السباعى» عاشق العسكرية والأدب

يوسف السباعي
يوسف السباعي

 تحل اليوم الذكرى الـ 41 على وفاة الصحفي والكاتب والأديب يوسف السباعي وزير الثقافة الأسبق والقائد العسكري، الذي جمع بين عشقه للعسكرية والأدب والفكر والثقافة، واغتالته يد الإرهاب الآثمة بأحد الفنادق في العاصمة القبرصية نيقوسيا في مثل هذا اليوم عام 1978.


وترك الأديب الراحل إرثا ثقافيا زاخرا من الأعمال الرائعة امتلأت بها المكتبات الأدبية والسينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم منها "نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له أخر، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، أثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، أثنتا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، مبكى العشاق، شارع الحب، اذكريني"، ومن المسرحيات قدم "أقوى من الزمن، أم رتيبة"، ومن القصص "بين أبو الريش وجنينة ناميش، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب وآخرون".


ولد الأديب الراحل يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي، في 17 يونيو 1917، والتحق بالكلية الحربية وعمل كمدرس بها ، وفي عام 1952 عمل مديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب العسكرية حتى وصل لرتبة عميد، وتقاعد بعدها، ليبدأ مسيرته في العمل العام والمناصب المدنية، بإنشاء نادي القصة وتقلد عددا من المناصب منها سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام 1959، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير كما تولى 1973 منصب وزير الثقافة.


وفي المجال الصحفى عمل كرئيس تحرير مجلة "آخر ساعة" في عام 1965، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة" في عام 1966، وانتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيبا للصحفيين المصريين.


كان والده محمد السباعي متعمقا في الآداب العربية شعرها ونثرها ومتعمقا في الفلسفات الأوروبية الحديثة يساعدها إتقانه اللغة الإنجليزية، وترجم السباعي الأب كتاب «الأبطال وعبادة البطولة» لتوماس كارلايل، وكتب في مجلة «البيان» للشيخ عبد الرحمن البرقوقي، وكان "محمد السباعي" الكاتب والمترجم يرسل ابنه الصبي "يوسف" بأصول المقالات إلى المطابع ليتم جمعها، أو صفها، ثم يذهب الصبي يوسف ليعود بها ليتم تصحيحها وبعدها الطباعة لتصدر للناس، حفظ "يوسف" أشعار عمر الخيام التي ترجمها والده من الإنجليزية.


وفي أخريات حياته كتب "محمد السباعي" قصة الفيلسوف، ولكن الموت لم يمهله والقصة لم تكتمل، وأكملها نجله "يوسف السباعي"، وطبعت عام 1957 بتقديم للدكتور "طه حسين" وعاش في أجوائها "يوسف"، القصة جرت في حي السيدة زينب، وأحداثها في العقود الأولى من القرن العشرين، وحسن أفندي مدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة أهلية هو الفيلسوف وصور محمد السباعي أزمة حسن أفندي العاطفية تصويرا حيا.


وكان "يوسف" أكبر إخوته في الرابعة عشرة من عمره عندما اختطف الموت أباه الذي امتلأت نفسه بحبه وفاخر أقرانه به وعاش على اسمه الذي ملأ الدنيا، ولم يصدق أن أباه قد مات، وتخيل أن والده غائب وسوف يعود إليه ليكمل الطريق معه، وظل عاما كاملا في حالة نفسية مضطربة يتوقع أن يعود أبوه بين لحظة وأخرى.


وتمكن بتشجيع من أهله وأقاربه من الخروج من محنته، والتحق بالكلية الحربية في نوفمبر عام 1935 وترقى إلى درجة الجاويش وهو في السنة الثالثة وبعد تخرجه من الحربية تم تعيينه في سلاح الصواري وأصبح قائدًا لفرقة من فرق الفروسية، وتدرج السباعي في العديد من الوظائف والمناصب، ولم تبعده هذه المناصب والأعمال التي كلف بها عن عشقه الأول للأدب حيث سار الاثنان جنباً إلى جنب في حياة السباعي ليترك لنا تاريخا حافلا بالإنجازات في المجالين.