«أسيوط بلا ثأر».. «الكفن» ينهي خصومة بين عائلتي «فرج الله والملاخ»

تقديم الكفن خلال مراسم الصلح بين عائلتي الملاخ وفرج الله
تقديم الكفن خلال مراسم الصلح بين عائلتي الملاخ وفرج الله

شهد اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط، اليوم الأحد، جلسة صلح وإنهاء خصومة ثأرية بين عائلتي "أولاد فرج الله" بنزلة عبد اللاه التابعة لمركز أسيوط، و"أولاد سليمان الملاخ"، التابعة لجزيرة الواسطى بمركز الفتح.


ونجحت لجنة المصالحات العرفية ببيت العائلة المصرية، بالتنسيق مع القيادات الأمنية بالمحافظة، في إتمام الصلح بالسرادق المقام بنزلة عبد اللاه بمدينة أسيوط، بتقديم أحد أفراد عائلة "أولاد سليمان الملاخ" الكفن لأفراد عائلة "أولاد فرج الله" رمزاً للعفو والتسامح.

يأتي ذلك على خلفية خصومة ثأرية بين العائلتين راح ضحيتها بعض أفراد العائلتين، وذلك في إطار فعاليات مبادرة "أسيوط بلا ثأر"، والتي أطلقها المحافظ بالتعاون بين مديرية أوقاف أسيوط، وجامعتي الأزهر الشريف وأسيوط، وبيت العائلة المصرية، لإنهاء الخصومات الثأرية بين العائلات المتخاصمة، والتوعية بخطورة الثأر وقتل النفس على الفرد والمجتمع.

حضر مراسم الصلح، اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد، والمهندس نبيل الطيبي السكرتير العام المساعد، واللواء زكريا صالح نائب مدير الأمن، والعميد د. منتصر عويضة مدير المباحث الجنائية، واللواء أشرف عبد الله مساعد الوزير لوسط الصعيد للأمن العام، واللواء هاني عويس مساعد مدير الأمن، والعميد عصام غانم رئيس فرع الأمن العام، ود. سعيد عمر رئيس لجنة الفتوى بمشيخة الأزهر الشريف، والشيخ علي أبو الحسن رئيس بيت العائلة بأسيوط، والشيخ سيد عبد العزيز أمين عام بيت العائلة المصرية بأسيوط، ود. أحمد ماهر عبد الباسط نائب رئيس لجنة المصالحات ببيت العائلة المصرية بأسيوط، والعشرات من أفراد العائلتين والقرى المجاورة والقيادات الشعبية والتنفيذية.

بدأت جلسة الصلح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الشهداء، ثم تقديم أحد أفراد عائلة "أولاد سليمان الملاخ" الكفن إلى أفراد عائلة "أولاد فرج الله" لترك الخلافات والمشاحنات.

ووجه اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط، خلال كلمته، الشكر لجميع رجال المصالحات ورجال الأمن وأفراد العائلتين المتصالحتين لتحكيم العقل وإعلاء قيم التسامح والعفو وحقن الدماء بالتصالح وترك الخلافات، مطالبًا جميع المؤسسات الدينية والأمنية والشعبية بالتكاتف والتعاون لحقن الدماء وإنهاء الخصومات بين العائلات بالقرى والنجوع، ونشر برامج التوعية بخطورة ظاهرة الثأر، وحث الشباب على البناء والتنمية الحقيقية لتعود أسيوط عاصمة للصعيد ومنارة للعلم والتسامح والسلام.

وأكد المحافظ، ضرورة تعميم مبادرة "أسيوط بلا ثأر" لمواجهة العنف والخلاف بالتسامح والتصالح، والتنسيق مع المجلس القومي للمرأة لتوعية السيدات بالقضاء على الموروثات والتقاليد الخاطئة، ولم الشمل وتربية الأبناء على التسامح والعفو والاتجاه إلى التنمية. 

وأشاد اللواء عمر عبد العال، بدور رجال المصالحات والجهود ومساعي الخير، التي بذلت جهودًا حثيثة لإتمام الصلح بين العائلتين في إطار مبادرة "أسيوط بلا ثأر" لترك الخلاف والسعي للصلح وحقن الدماء والاتجاه للبناء والتنمية، وذلك بالتعاون مع لجان المصالحات بالمراكز والحكماء من الأهالي والقيادات الدينية والشعبية.

وأكد د. سعيد عامر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، خلال كلمته، أهمية دور لجان المصالحات العرفية ورجال الأمن في إنهاء الخصومات والقضاء على ظاهرة الثأر، مشيدًا بدور رجال الدين في نشر قيم التسامح والرحمة وإعلاء قيم العفو والمودة والمحبة مستدلًا بالآية القرآنية "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، مشيرًا إلى أهمية نعمة الأمن والأمان وتزع فتيل العداوة والبغضاء.

وتلا أطراف الخصومة قسم الصلح وأقروا بعدم العودة إلى المشاحنات والخصومة، في نهاية الجلسة، وتم قراءة الفاتحة بمشاركة أفراد العائلتين وجميع الحضور، معلنين إنهاء الخصومة بينهم والعودة للسلام والمحبة، ثم تلقى أفراد عائلة "أولاد فرج الله" العزاء من أهالي القرية وجميع الحضور.