علام: متابعة الأبناء على مواقع التواصل الاجتماعي من الضروريات التربوية المعاصرة

شوقي علام مفتي الجمهورية
شوقي علام مفتي الجمهورية

 
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية: "إن متابعة الأبناء على وسائل التواصل الاجتماعي من الضروريات التربوية المعاصرة من أجل الإرشاد والتوجيه وليست من باب فرض سيطرة الآباء على الأبناء ولكن من باب المسئولية التربوية لحمايتهم وتوجيههم نحو المعلومات المفيدة والأفكار النافعة".

 

جاء ذلك في الحوار الأسبوعي من حلقة برنامج "مع المفتي" المُذاع على "قناة الناس" الذي يُقدِّمه الإعلامي شريف فؤاد، مضيفًا أن مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني بشكل عام أصبحت ذات قيمة كبيرة في حياتنا؛ فقد اخترقت الحواجز ودخلت البيوت، بل دخلت القلوب والنفوس فضلًا عن العقول.

 

وشدد المفتي على ضرورة استخدام الذكاء والحكمة عند التعامل مع الأبناء حتى لا يؤدي الأمر إلى نفورهم، ولو تطلب الأمر الرجوع للمتخصصين في التربية؛ فيجب تنويع أساليب التوجيه والإرشاد على طريقة الشرع الشريف من تحديد المنافع والترغيب وغيرها، وكما فعل سيدنا جبريل عليه السلام في أسئلته للنبي صلى الله عليه وسلم من أجل تعليم الصحابة الكرام.

 

ولفت النظر إلى أن الدراسات المتخصصة التي فحصت مواقع التواصل الاجتماعي وجدت أن كثيرًا من الناس قد جعلوها منصة لنشر محتويات كاذبة دون التأكد من صحة ما تحتويه، ودون البحث في تبعات وآثار نشرها على السِّلْم العام والأمن والاقتصاد بما يعمل على زعزعة فكر الناس ووعيهم؛ ولذا ينبغي غرس المسئولية في نفوس أبنائنا خصوصًا عند تعاملهم مع الفضاء الإلكتروني.

 

وعن أهمية القدوة في التربية قال مفتي الجمهورية: إن بعض الناس يغرسون في أولادهم بطريقة غير مباشرة أخلاق التحايل وتغليف الكذب بالتجميل؛ لذا ينبغي على الوالدين أن يتحريا الصدق سلوكًا وقولًا أمام أولادهم، لأن التربية بالأفعال والقدوة الحسنة هى الأساس.

 

وأشار المفتي إلى أن السعي على الأولاد والكد والعمل على توفير متطلباتهم المادية مع تحري الحلال له فضل عظيم وثواب جزيل في الدنيا والآخرة؛ ففي الدنيا يمجده الناس جيلًا بعد جيل ويبقى حسن السيرة أمد الدهر، وفي الآخرة له شأن كبير فهو يكفر الذنوب والخطايا.

 

وأضاف أن مسئولية الأب تجاه أولاده ليست هي الإنفاق فحسب، وإنما تشمل وجوب التربية والمتابعة كوجوب النفقة سواء بسواء، فيجب على رب الأسرة أن يقوم بتربية أولاده ورعايتهم جسميًّا وعلميًّا، وأن يتعاهدهم بالأخلاق والقيم النبيلة، وتعليمهم الحلال والحرام، ويوفر لهم ما هم في حاجة إليه من عناية مادية ومعنوية؛ وهذا يقتضي بذل الجهد في تحقيق ذلك، ومنها متابعتهم وتوجيه سلوكهم على وسائل التواصل الاجتماعي بما يحقق تماسك نسيج المجتمع والأسرة، مع المحافظة على الروابط والصلات بين أفراده ومكوناته.

 

واختتم مفتي الجمهورية حواره بتوجيه نصيحة إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام بعدم تناقل أو نشر أي معلومات أو أخبار دون التأكد منها والتحري عنها ومعرفة مدى أثرها على الناس والمجتمع.