حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: من ميونيخ لسيناء والجيزة.. الإرهاب يحتضر

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

يخطئ من يظن أن أي دولة في العالم بمأمن من الإرهاب وعملياته القذرة.. ويخطئ من يعتقد أن الإرهاب في مصر سينتهي تماما وتختفي ضرباته الخسيسة.

 

لن يختفي الإرهاب في مصر طالما ظلت هناك عقول متحجرة يتم غسيلها بمعلومات مضللة ومفاهيم دينية محرفة.. لن يختفي طالما سعت مصر للتنمية والتحديث والنهوض.. وطالما استمرت أبواق التطرف في سعيها لمزج أحلام السيطرة بالأفكار الدينية المحرفة.. وطالما استمرت الدول والأنظمة الدولية والإقليمية المتربصة بمصر ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها.. وتمادت مخططاتهم للسيطرة على المنطقة والهيمنة على مقدراتها.. وطالما تلاقت مصالح تلك الأنظمة على هدف واحد وهو إعادة تخطيط ورسم منطقتنا من جديد لصالحهم ولأهدافهم الاستعمارية التوسعية وشهوتهم السلطوية.

 

وطالما استمرت مصر عثرة في طريق تحقيق أهداف الفاشية الدينية.. وأحلام الهيمنة الإقليمية والدولية بالمنطقة.. سيظل وجه الإرهاب القبيح يطل علينا بين الحين والآخر.. لكن هل معنى ذلك أن الإرهاب ومموليه وداعميه سينتصرون ويفرضون إرادتهم.. أعتقد أن الإجابة الوافية على هذا السؤال يمكن تلخيصها بثلاثة مشاهد في اليومين الماضيين.. لنتأكد أن مصر حققت نصرا مبينا على الإرهاب ومن يدعمه.. في فترة زمنية أراها بكل التحديات وجيزة للغاية.

 

المشهد الأول من ميدان الجيزة حيث أعلن مصدر أمنى أمس الجمعة قيام عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية بمحاولة استهداف "قول" أمني بعبوة بدائية الصنع بمحيط مسجد الاستقامة وقام خبراء المفرقعات بإبطال مفعولها.. يرتبط بها ارتباطا وثيقا ما أعلنه المتحدث العسكري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، عن نجاح القوات المسلحة في إفشال عدد من المحاولات الإرهابية للنيل من استقرار وأمن البلاد.. ومصرع 7 تكفيريين أثناء تصدى القوات الأمنية لهم بعد مهاجمتهم لأحد الارتكازات الأمنية بشمال سيناء.. وأسفرت المواجهات عن استشهاد ضابط وإصابة 14 بدرجات أخرى، وجار ملاحقة العناصر الإرهابية للقضاء عليهم.. هاتان الحادثتان الفاشلتان تؤكدان أن الإرهاب يحتضر.. ومحاولاته الفاشلة تلك ما هى إلا كما يقال "حلاوة روح" !! هاتان الواقعتان دليل على ما قلناه من أن الإرهاب لن ينتهي وستستمر محاولاته اليائسة.. وأن مصر بعد ما حققته من نصر بأرواح شهدائها الأبرار من أبناء القوات المسلحة والشرطة قادرة على إحباط مخططات المجرمين من المغيبين فكريا ودينيا وداعميهم.

 

أما المشهد الثالث القوي.. والذي يؤكد أن مصر لم تنتصر فقط على الإرهاب الأسود وزبانيته من كلاب النار.. إنما انتصرت أيضا على كل الأنظمة المتربصة بمصر والداعمة للإرهابيين.. وهى وقوف الرئيس عبدالفتاح السيسي صباح السبت متحدثا رئيسيا في مؤتمر ميونيخ للأمن.. رسالة بقوة مصر ومكانتها الصاعدة إقليميا ودوليا.. وسعى الدول والهيئات الدولية إلى مصر ورئيسها تأكيدا لتلك المكانة.

 

الرئيس السيسي تحدث في موضوعات عديدة بكلمته في المؤتمر.. موضوعات تتعلق أولا بمكانة مصر بمحيطها العربي وصعودها لقمة قارتها الإفريقية.. وتتعلق كذلك بخططها السياسية والاقتصادية ورؤيتها الواقعية لمشاكل المنطقة والعالم.. وهنا نأخذ ما يرتبط بموضوع المقال وهو كلام الرئيس عن الإرهاب.. وحملت كلامات الرئيس رسائل قوية وواضحة ومباشرة تؤكد كل ما تحدثنا عنه.. فبعد أن شرح الرئيس وبإيجاز خطر تفشى ظاهرة الإرهاب على المنطقة وزعزعة استقرار العالم.. قال بوضوح شديد إن مواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره لن تتم إلا بتضييق الخناق أولا على الجماعات التي تمارسه.. وثانيا على الدول التي تغض الطرف عنه أو تلك التي تقوم في حالات فجة "على حد وصف الرئيس" بدعمه لتحقيق مصالح سياسية وأطماع إقليمية.. هل بعد هذه الكلمات من وضوح ودليل على نجاح مصر وفشل المتربصين.

 

إن هذه المشاهد الثلاثة تؤكد دون أي شك عدة حقائق أولها نجاح أبطال الجيش والشرطة في حربهم على الإرهاب الأسود.. كما تثبت فشل الجماعات الإرهابية ومن يدعمهم في تنفيذ أهدافهم وأنهم يترنحون أمام جيش مصر وشرطتها وتثبت وبقوة أن مصر ماضية في طريقها للمستقبل رغم التحديات.


فلتحيا مصر ويسقط الخونة والمتربصون.