لاجئون بـ«كرامتهم» في مصر.. السيسي: لا متاجرة بدعم الأشقاء

الرئيس عبد الفتاح السيسى
الرئيس عبد الفتاح السيسى

يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى في مؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا، حيث قام ،اليوم السبت، بإلقاء كلمته ضمن فعاليات الجلسة الرئيسية بمشاركة عدد من قادة وزعماء الدول.

تضمنت كلمة الرئيس العديد من النقاط جاء على رأسها، سبل مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف حيث أشار قائلا «ينعقد المؤتمر هذا العام وسط تحديات ومخاطر متزايدة ومتشعبة، من بينها استمرار بؤر التوتر والصراع على الصعيد الدولي، وتفشي مخاطر الإرهاب والتطرف، وتصاعد مُعدلات الجريمة المنظمة، وما يشكله ذلك من ضغوط على مفهوم الدولة الوطنية وانهيار مؤسساتها، بصورة باتت تزيد من تعقيد الأوضاع وخطورتها على مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها، وقد ضاعف من وطأة تلك التحديات ما يشهده النظام الدولي من استقطاب وتصاعد في حدة المواجهات السياسية، إلى جانب تحديات الطبيعة، كتغير المناخ والتصحر ونقص المياه وغيرها، وهو ما يتطلب العمل على تعزيز الجهود الدولية، لأن تحديات العصر الراهن تفوق قدرة أي دولة أو تجمع محدود على مواجهتها، لكونها صارت لا تعترف بالحدود الجغرافية، وبات تأثيرها يشمل الجميع».

وأضاف «تلك التحديات تظهر بوضوح في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية على حد سواء، فنحن نشهد نزاعات مسلحة وحروبًا أهلية وصدامات عرقية ومذهبية وهجمات إرهابية، فضلًا عن مشكلات الفقر والبطالة وضعف الإنتاجية وتردي مستوى الخدمات المختلفة، وما يرتبط بها من أزمات اقتصادية وعدم استقرار للأسواق المالية ومشروطيات التدفقات الرأسمالية، وتفاقم ظاهرة الديون، وكلها مشكلات تتطلب تعاونًا دوليًا صادقًا لحلها، يقوم على مراجعة وتقييم نماذج التعاون التقليدية، بما يُسهم في إنهاء النزاعات والنهوض بعدد من المجالات ذات الأولوية، مثل ترسيخ مفاهيم الحوكمة الرشيدة وحماية حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، وتمكين المرأة التي تعد نصف المجتمع، بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى التعليم والصحة وتطوير البنية التحتية والزراعة والتنمية الريفية وخلق الوظائف وزيادة الاستثمارات والتجارة وتعزيز الاندماج والتكامل الإقليمي».   

ومن هذا الصدد أكد الرئيس أن الاتحاد الإفريقي في 2019 يركز اهتماماته بزيادة استثمارات البنية التحتية ودفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة وتسهيل حركة التجارة البينية من خلال الإسراع بإدخال اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية حيز النفاذ، إضافة إلى كون إفريقيا على أعتاب إسكات المدافع بحلول 2020 وتحضير ملف لإعادة إعمار القارة في فترة ما بعد النزاعات بما يتيح تحقيق الاستقرار.

ومن هذا المنطلق تعمل مصر بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي على تدشين مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الاعمار والتنمية والذي تستضيفه القاهرة.

كما أشار الرئيس السيسي بأنه هناك بعض الدول تعكف على دعم الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية ومطامع إقليمية، كما أن عدم تسوية الأزمة الفلسطينية هو السبب الرئيسي لعدم استقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، كما أن الملف الليبي والوضع الأمني هناك يتطلب من الجميع تقديم الدعم اللازم للمسار السياسي والعمل على دعم وتمكين مؤسسات الدولة، وقد كانت مصر من أوائل من قدمت لأبناء ليبيا المساعدة والعون لاستعادة عافيتهم والنهوض من جديد وبناء بلادهم.

وبالحديث عن اللاجئين والهجرة غير الشرعية، لفت الرئيس إلى أن مصر بذلت جهودا كبيرة في وقف أية محاولات للهجرة غير الشرعية عبر شواطئها منذ سبتمبر 2016، كما دخلت في حوارات مع العديد من الدول الأوروبية لتأسيس تعاون ثنائي للتعامل مع تلك الظاهرة، إضافة إلى استضافتها للملايين الذين يعيشون على أرضها في سلام واستقرار دون دعم خارجي أو المتاجرة بقضيتهم.

وفي الختام أشار الرئيس قائلا «إن إيمان مصر بأهمية الحوار الدولي اتصالا بقضايا الأمن والسلم كان دافعا لتدشين مؤتمر أسوان للأمن والتنمية المستدامة والذي تعقد دورته الأولى نهاية 2019 ليكون منصة دولية لبحث سبل تعزيز الترابط بين السلام والتنمية».