القضية الفلسطينية حاضرة في ميونخ

مؤتمر ميونخ للأمن
مؤتمر ميونخ للأمن

مؤتمر ميونخ للأمن ربما يكون المحطة الأخيرة التي تحاول فيها الإدارة الأمريكية حشد التأييد غير المعلن لخطتها للسلام في الشرق الأوسط تلك الخطة المعروفة باسم صفقة القرن والتي كشف عنها الرئيس ترامب في بداية ولايته دون أن يكشف عن ملامحها إلا من تقارير مسربة تتزامن مع جولات مستشاره وصهره جاريد كوشنر لإقناع العالم بصفقة لإحلال السلام بين الفلسطينيين والعرب.

وتواجد كوشنر وايفانكا ترامب في وفد برئاسة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في أكبر تجمع لصانعي القرار ومسئولي أجهزة الأمن والاستخبارات في العالم يسبق الإعلان الأمريكي عن الصفقة رسميا في ابريل عقب الانتخابات الإسرائيلية.

ويحمل مؤتمر ميونخ هذا العام نظرة متشائمة ويدق جرس الإنذار للتنبيه إلى أزمات دولية غير ثانوية وصراعات دولية تهدد النظام السياسي الدولي.

أبرز هذه التهديدات الخلافات بين واشنطن وموسكو والقضية الفلسطينية وملف سوريا والتهديدات الإيرانية لدول المنطقة والأوضاع في ليبيا والعراق وتبقى القضية الفلسطينية هي لب الخلافات والصراع حيث برزت هذا العام بشكل اكبر بعد الضجة التي أحدثها ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس وخطته لتمرير صفقة القرن المثيرة للجدل ولعل غياب ترامب يعطى مؤشرا قويا لجلسات ستعقد وراء الكواليس يناقش فيه مستشار ترامب الصفقة المشبوهة وحشد التأييد المبدئي لتمريرها..

فقد سبق كوشنر ميونخ بالتواجد في وراسو حيث اجتماع 80 دولة لمواجهة الخطر الايرانى على المنطقة والعالم ولم تغب صفقة القرن عن اجتماعات وارسو وستكون القضية غير المدرجة في فاعليات ميونخ التي تضم 100 قضية حيث انتهت إدارة ترامب من بلورة خطتها منذ بداية ولايته لكن لم تعلن تفاصيلها غير أن هناك تسريبات لعدد من بنودها حتى حسم السفير الامريكى في إسرائيل ديفيد فريدمان الأمر وقال إن هذه الصفقة ستعلن تفاصيلها بعد الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى في التاسع من أبريل المقبل وقبل تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة. 

والتسريبات تقول إن الخطة تتكون من 175 صفحة ولا يعرف تفاصيلها إلا خمسة أشخاص وهم: الرئيس ترامب وكوشنر وجرينبلات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط إلى جانب جون بولتون مستشار الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي.

مجلة فورين بوليسى الأمريكية قالت إن وضع خطة سلام أمريكية جديدة في هذه اللحظة في إشارة إلى صفقة القرن سيكون خطأ فادحا من شأنه أن يزيد الأمور سوءا، لأنه من المستحيل أن تكون واشنطن وسيطا في صراع وتطلق خطة سلام موثوقة في الوقت الذي يرفض فيه أحد الطرفين حتى التحدث معها حيث ترفض السلطة الفلسطينية لقاء المسئولين الأمريكيين منذ إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

كوشنر صهر ومستشار ترامب يشدد في لقاءاته أن الخطة الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة بـ»صفقة القرن»هي الحل الأمثل لإنهاء القضية الأقدم بالعالم ستعلن قريبا.