حوار| د.مصطفى الفقي: السيسى يبني ويعمر.. وعلى الشعب أن يدعمه

د.مصطفى الفقي خلال الحوار - تصوير هشام المصري
د.مصطفى الفقي خلال الحوار - تصوير هشام المصري

- مجانية التعليم لا وجود لها فعليا.. والجامعة يجب أن تكون مجانا للمتفوقين فقط
- أفريقيا مجال أساسي لقوة مصر
- عالجنا مشكلة سد النهضة بحكمة.. فتراجع العداء وتحسنت العلاقات
- أشعر بالأسف لأن حزب الوفد لم يقم بدوره المناسب لتاريخه
- تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية خطأ كبير.. ومصر اتخذت أشرف موقف تجاهها
- مبارك كان وطنيا.. لكنه لم يقتحم الملفات الكبرى وأضاع فرصاً عديدة


 من الماضى للحاضر.. تحركنا سويًا بخطوات رشيقة سريعة  فى رحلة مع  مفكر سياسى ودبلوماسى يقود أكبر صرح ثقافى مصري، نتلمس  الخيوط المتشابكة ومحاولة فهم ما يجرى على الساحة السياسية فى العالم وبالأخص منطقة الشرق الأوسط.. من داخل مكتبه بمكتبة الإسكندرية،  أجرت « الأخبار» حوارها  مع المفكر والسياسى الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، فى محاولة لفهم الخريطة السياسية الدولية وكذلك لألقاء الضوء على الشخصية المصرية وتحولاتها.. وإلى نص الحوار:


> دعنا ننطلق من الماضى وبعد مرور 100 عام على ثورة 1919.. فى رأيك ما التغيير الذى حدث فى الهُوية المصرية مقارنة بالتوجهات التى كانت موجودة حينها نحو الليبرالية وفصل الدين عن السياسية وغيرها..؟
- حصلت تغيرات هائلة خلال تلك الفترة.. فعدد السكان كانوا فى السابق 18 أو 20 مليونًا، وأصبحنا الآن 100 مليون  هذه الزيادة السكانية زيادة فى الكمية وانخفاض فى النوعية، فالأسر التى تنجب كثيرًا لاتعلم أولادها، وبالتالى زادت إلى حد كبير نسبة العاطلين وأطفال الشوارع والذين يمارسون البلطجة وهذه لم تكن ظواهر طبيعية فى ذلك الوقت.


الأمر الثانى أن مصر الآن دولة مركزية محورية فى المنطقة،  ربما لم تكن كذلك، حيث جاءت ثورة عبد الناصر وحدثت تغييرات كبيرة كلها أدت إلى ذلك.


والأمر الأهم أن مصر لم تعد دولة ليبرالية ديموقراطية كما كانت فى سنة 1919، الدنيا تغيرت والظروف تحولت وسنة 1952 تم وضع  نموذج «مركزية الحكم» وقدرته على توجيه الأمور فى كل صغيرة وكبيرة هذا لم يكن موجودًا فى الفترة الليبرالية من 1922 إلى 1952 حيث كانت فترة ذهبية فى تاريخ مصر.. كنا فى دستور 1923.. نحن الآن أمام  مدرستين مختلفتين، و لم يكن التطرف الدينى قد ظهر، حيث وضع حسن البنا حركته 1928، ولذا فحزب الوفد هو الأقدم من جماعة الإخوان المسلمين، وأشعر بالأسف لأن حزب الوفد لم يمارس الدور الذى كان يجب أن يمارسه بحكم أقدميته  وقدراته وتاريخه.


تراجع دور الأحزاب 
>  وفى رأيك ما السبب فى تراجع دور الأحزاب  والتيارات السياسية حاليًا مقارنة بالماضى وماوصفته بالخواء السياسى ونقص فى شعبيتهم ؟

  - هذا صحيح.. لأن الشعب المصرى ليس شعبًا متحزبًا بطبيعته، وأنا أذكر أن زملاءنا العرب فى الجامعة كانوا يقولوا إن لديكم حزبين هما «الأهلى»، «والزمالك»، وفعلًا معندناش أحزاب سياسية ناجحة ولا مؤثرة على الإطلاق.


فالمصرى يحب السلطة التنفيذية لأن عندنا أقدم إدارة فى التاريخ وهي  الادارة الفرعونية بسبب مياه النهر، فالمصرى متأثر إلى حد كبير جدًا بالنظام البيروقراطى العتيق ويهتم بالإدارة ويسعى وراء السلطة ولاتعنيه الانتماءات  السياسية الأخرى.


فنجد عائلات  بالكامل  والعائلات الكبرى فى« مصر ماشية» كده من  من الوفد إلى هيئة التحرير لاحقًا إلى الاتحاد القومى إلى الاتحاد الاشتراكى إلى حزب مصر الى الحزب الوطني  إلى ما نحن عليه الآن.


> ولكن هل يعنى ذلك أن هذا الوضع سوف يستمر؟
 - لا أظن ذلك، فالتغيرات التى تحدث نتيجة نظام التعليم  وتطوره وتنامى القوة الناعمة لمصر وشيوع الثقافة  والدخول فى مراحل البحث العلمى، هذه كلها تُغير إلى حد كبير المناخ العام الذى تتحرك فيه البلاد.


> على العكس يرى  البعض أن القوى الناعمة  المصرية  تراجعت مقارنة بما كنا  عليه بالماضى؟
 - يهز رأسه ويقول: نعم تراجعت.. لأسباب كثيرة جدًا.. حيث شب الكثيرون عن الطوق.. أى ان الآخرين كبروا.. عندك أوبرا يعمل أوبرا.. عندك مسرح يعمل مسرح فالمنافسة تشتد وهذا رقم واحد
رقم اثنين أنت لم تمنح القوة الناعمة ماتستحقه من اهتمام..وأقصد بالقوة الناعمة الثقافة والفكر والجامعات والترجمة والفن.. مفيش  دولة فى التاريخ تراجع فيها نظامها التعليمى مثلما حدث عندنا وتراجعت القوة الناعمة  لأن كلها الابنة الشرعية للتعليم..فالتعليم هو المادة الخام التى تصنعين منها الثقافة والبحث العلمي   والتوظيف وإلى آخره وهو المفتاح المدخل الحقيقى.


> تحدثت كثيرا عن دعمك للتعليم فلماذا تطالب بإلغاء مجانية التعليم  الجامعى؟ 
- لم أطالب بإلغاء المجانية كاملة..فالتعليم فى المدارس يجب أن يكون إلزاميًاً وعلى نفقة الدولة.. أما التعليم الجامعي  فيجب أن يكون للمتفوقين مجانًا، لكنه ليس تعليمًا أساسيًا..إنه استزادة وهذا يحدث فى العالم كله وما أقوله ليس بدعة. من يريد أن يتعلم تعليماً جامعياً إما أن يكون بدأ عمله فيذهب للجامعة على نفقته أو يكون متفوقاً دراسياً  فالدولة تتحمله، وإن لم يكن فى الحالتين فعليه أن يدفع المصروفات.


  > وهل تعتقد أن المجتمع المصري  الذى لايميل  للتغيير بسهولة سوف يتقبل ذلك؟
  - هذا حقيقى.. المجتمع المصرى كذا مليار كل سنة دروساً خصوصية فى الجامعة وللطلاب.. لماذا ندفن رؤوسنا فى الرمال مثل النعام ؟ نريد أن تكون الأمور واضحة وما نقوله فى الحجرات المغلقة نقوله فى العلن، مجانية التعليم لا وجود لها فعليًا وإلا ماتفسير هذه الأعباء الضخمة على الأسرة المصرية فى كل مكان؟!


الوضع صعب 
> واذاحاولنا التعمق  أكثر  للتعرف على السبب الحقيقى وراء كل هذا التراجع  الذى أصاب مصر؟

- أولًا  بسبب أننا استهلكنا فى 5 حروب بالاضافة إلى حرب اليمن،ثانيًا الأوضاع الاقتصادية تدهورت بسبب الزيادة السكانية الهائلة، فمُقدرات الدولة التى كا نت توزع على 20 مليوناً باتت توزع  على مائة مليون فكل إنسان يأخذ خمس مايستحق.. وبالتالى فرص التعليم انعدمت وفرص الخدمة والرعاية الصحية قلت وأصبح المواطن والوضع صعب للغاية وفاقد الشىء لايعطيه.. عندما تكون هذه هى ظروف المصرى فعطاؤه على مستوى القوى الناعمة يجب أن يتراجع.


> وهل تضع أى لوم علي  الرئيس الأسبق حسني مبارك  فيما يخص هذا  التراجع على مدى سنوات حكمه الطويلة؟
- لا.. ولكن كنت أود أنه خلال 30 سنة، ولم يكن لديه ثورة ولا حرب.. كان لابد أن يحصل نقلة نوعية كبيرة.. ولكن الرجل رغم أنه كان حاكماً وطنياً بكل المعايير وكان حريصًا على الأرض والمياه وإلى آخره.. ولكنه لم يقتحم الملفات الكبرى اقتحامًا حقيقيًا وكانت كلها محاولات كمية وليست كيفية.. خدى مثلًا نظام التعليم يقولك عملت 500 الف مدرسة وعملنا وإنما  التعليم  نفسه مازال متخلفًا.


> ولهذا أطلقت على  سنوات حكمه الفرص الضائعة؟
 - قدمت 100 حلقة تحدثت فيها عن هذا بالفعل.. ولكن هذا لايعنى أن كل عصره سواد فهذا غير صحيح فكل حاكم له ماله وعليه ماعليه ..ولكن ما سوف يقال فى مبارك دائمًا أنه كان لديه الفرص ولم يفعل..وهذا كان جزء من شخصيته  فهو كان يُحب أن يأخد وقته تمامًا مايحبش حد يلح عليه أو يستعجله فى حاجة.


مصر الآن
> ننتقل إلى الوضع الحالى.. بعد النظرة السريعة على الحقب الماضية كيف ترى مصر الآن؟

 - الآن الدولة ممسوكة بشكل جيد وحازم وهذا مطلوب..واستردت الأمن والأمان الذى افتقدته وهذا ليس أمرًا بسيطًا.. والناس مش واخدة بالها.. فكان السائق لايأتى لى كل يوم إلا متأخرًا وقد جرى تثبيته على الطريق الدائرى فى مصر وأخذ مافى جيبه وابحثى عمن قتلوا ونوعية الجرائم التى ارتكبت فى تلك الفترة.


 أما الآن نعمة الأمن فى حد ذاتها تعطينا قيمة كبيرة جدًا.. وأيضًا نعمة البناء.. فالسيسى يملك القاطرة  يريد أن يبنى وأن يؤسس ويفعل ويجب أن يدعمه الشعب المصرى بكل فئاته وأنا أعتقد أن كل فئاته متفهمة هذا، ولا تنظر إلى ماتعانيه إلا من منظور أن هذا ضرورة وليس أمام الرئيس خيار آخر.. فلو لم يكن هناك إصلاح اقتصادى ماكان لنا أن نستمر كدولة وقد تسقط الدولة بالمرة.


> فى رأيك لماذا لم يتخذ مبارك هذه الخطوات وهل كان هناك اتجاه لذلك من الأساس أو مناقشة للأمر خلال عملك معه كسكرتير معلومات للرئيس؟ 
- مش مبارك بس.. ولا السادات فهو تراجع عن قرارات رفع الأسعار عدة قروش فى يناير 1977، ومبارك أيضًا يخشى ردود فعل الناس.. وكان رجلاً حذراً باعتباره طياراً فيعمل حسابات الشارع حسابًا دقيقًا وإذا تأكد له أن الأمر مضمون 100% أو 200% يتحرك، وماعدا ذلك لا.


> وبماذا كنت تنصح مبارك..هل شجعته مثلا على الإصلاح؟
- نصحيتى الأبرز كانت يوم 27 يناير 2011 فى حديث معلن  فى تلفزيون مصر حيث قلت له سيادة الرئيس احترامًا لتاريخك العسكرى الناصع أن تعلن إنك لن تترشح ولن يترشح أحد من أسرتك وأن تعلن عن حل مجلسى الشعب والشورى وإقالة الحكومة ولو كان فعل كانت الدنيا اتغيرت ولكن  ردود فعله كانت بطيئة.. وأعتقد دور مبارك السياسى انتهى.


ولكن يُذكر له أن غادر القاهرة حقنًا للدماء وتخلى عن الحكم  مثل الملك السابق فاروق وهذا يدل علي أن كل المصريين لهم روح طيبة وعالية مستمدة من مياه النيل وطميه.


> لعل أبرز مايدور فى الساحة السياسة حاليًا هو حديث التعديلات الدستورية.. فكيف تراها؟
 - رأيى أن الدستور هو وثيقة عُليا وهو أب القوانين ويجب أن يُحترم ولكنه ليس صنما يُعبد، لايمكن أن أصنع شيئا بيدى ثم يكبلني وكل دستور ابن الظروف، وقد تحاورت مع كثيرين من أعضاء لجنة الخمسين بما فيهم رئيسها وكلهم يرون أهمية الدستور ولكنه ليس كتابًا مقدسًا فاذا اجمعت إرادة الامة على تغيير بعض مواده فلم لا؟.. هذا أمر طبيعى.


> ما هو رأيك فى عودة  مجلس الشورى أو الشيوخ؟
- نعم  أوافق على عودته فهو يحدث توازنا ولكن بشرط ألا يصبح مجلساً بلا مسئوليات فيجب أن يتحمل مسؤليته كمجلس الشوري فى عام 2007.. فتمر عليه القوانين المكملة للدستور والاتفاقيات الدولية إلى آخره.. ويجب أن يكون رأيه به قدر من الإلزام فى بعض الأمور إلى جانب مجلس النواب، ولكن إذا حدث خلاف بين الاثنين  يكون مجلس النواب  هو صاحب القرار.


> إلى جانب ذلك تأتى الدعوة لمنصب نائب الرئيس فعلى هذا الذكر لم لم يعين مبارك نائبًا له إلا بعد الثورة؟
 - مبارك كانت وجهة نظره كلما سألته أن  أى نائب للرئيس  حيعمل استقطاب الناس تتجه إليه..فيبدأ رد فعل غير ديموقراطي  حيث ينظر الناس أن هذا هو الرئيس القادم، وإذا  تمكنا من  فك الاشتباك بين  دورى النائب  والرئيس المستقبلى تصبح مسألة سهلة.


وعمر سليمان  جاء فى توقيت الضرورة و مبارك تأخر فى هذا  كثيرًا  و ليته فعل ذلك قبله بسنوات.. وعمر سليمان كان  لطيفا حسن المعشر كتومًا لديه خبرات كثيرة ولكن لا أعلم مدى قدرته على مُمارسة السلطة كرجل اول فى البلاد.


> وماهى رؤيتك لمواصفات نائب الرئيس؟
- قد يكون هناك أكثر من نائب وقد يكون عسكرياً أو مدنياً أو قبطياً أو مسلماً رجلاً أو امرأة كل هذا وارد.


الإخوان
> هل ترى أنه زال خطر الإخوان؟

- لم يزل خطر الإخوان، ولازالت هناك خلايا نائمة فى الداخل.. ومازال هناك حصار شرس ضد مصر إعلاميًا وسياسيًا  فى الخارج.. استمعوا إلى قنوات البى بى سى، والسى إن إن والجزيرة.. وهى المحطات الثلاث الكبرى لتدركوا أن هناك رغبة فى التحريض والكذب  والافتراء..عز عليهم أن تظل مصر صامدة وعصية على السقوط لأنهم كانوا يريدون بسقوطها   أن تحدث فوضى كاملة فى المنطقة ويتغير وجه الحياة فيها وفقًا لمنطق إردوغان والجماعة.


> كيف يمكن مواجهة فكرهم؟
 - حققنا الانتصار داخليًا حتى الآن ولكن خارجيًا لايمكن أن تقضى عليهم اكتشفنا أن قوتهم فى الخارج أكثر من الداخل وأن دولا كثيرة ساعدتهم تحت مُسمى الحريات والديموقراطية كلندن، وهناك من تعاطف معهم كقطر، وهناك من دعمهم تحت بند حقوق الإنسان كلندن،وتحت مسمى الشرعية وأمجاد الخلافة كتركيا.


 >  وكيف ترى الحل؟
- الزمن هو الكفيل بأن تُخرج أجيال جديدة فى مصر مُتعلمة و قادرة على التغيير وصناعة حياة أفضل وسنحتاج فترة طويلة إلى أن نستعيد ثقة الشباب فى كل مايدور.. عزلة الشباب من المشكلات التى نواجهها ومش مساعدنا فيها التقدم التكنولوجي  فكل واحد منكفئ على جهازه الخاص، فلانجد أحداً لديه معلومات كافية عما يدور فى الحياه العامة.


> يقودنا هذا إلى الحديث عن الاحتياج لعقد ثقافى جديد وبتجديد الخطاب الدينى.. كيف تراه؟
 - لايوجد شىء اسمه الخطاب الدينى.. الخطاب  هو الخطاب  العقلى كله.. المخ المصرى محتاج يتفكك ويتركب من جديد والمخ المسلم يتأسس على أسس صحيحة.. لايمكن أن يوجد خطاب دينى ممتاز والأحوال الثقافية متردية والتعليم مُتراجع والبحث العلمى غير موجود هي  مجموعة واحدة..  وفى المكتبة دعونا طلاب المعاهد الدينية والثانوية لقضاء يوم أو اثنين للتدريب فى المكتبة ويؤسفنى أن هناك بعض العائلات تمنع أولادها فى ظل الأفكار السلفية والتشدد من الذهاب بحجة الخوف من أن يشاهدوا فيلماً سينمائياً لدينا وكأنه كفر.


 ومن الناحية الثقافية الكتاب لم يصبح على عرشه كما كان سابقًا  فكل إنسان لديه جهاز إلكترونى، ولايمكن أن تتغير الأمور فى يوم وليلة.. فالتغيير الاجتماعى وتطوير الشخصية ونمو العقل وتغير الاتجاهات كلها تحتاج  لفترة زمنية أطول.. والجيل الجديد به ناس جيدة  وأذكياء  ولديهم فهم للعالم والقرية الكونية وأصبح الطفل المصرى يشاهد ما يشاهده الطفل الأمريكى والصينى والإيطالى وهذه نقلة كبيرة.


 جامعة الدول العربية
> كيف ترى وضع سوريا الآن وموقف جامعة الدول العربية منها؟

- تجميد عضوية سوريا فى جامعة الدول العربية خطأ كبير فعندما يكون لديك أخ شرد عن السرب ووقع فى خطيئة فعليك احتواءه وليس إبعاده وإقصاءه. فسوريا وقعت فى أحضان إيران وأصبح الذى يقرر مستقبل سوريا هم روسيا إيران وتركيا وليس العرب..فنحن لم نحتضهم.


> وهل ترى هناك حلاً قريباً؟
- لا أعرف إن كان هناك حل أم  لا.. ولكن أدعو لذلك.. و فى كل الأحوال  مصر اتخذت أشرف المواقف تجاه سوريا على الاطلاق، والسيسي  لم يزايد ولم يتحدث عن  بشار أو لا بشار ولكن الأهم هو سلامة الشعب السورى ووحدة أراضيه وتمسكه ليرفع المعاناة عنه.


ونذكر أنه فى يوم واحد مصر صوتت لصالح قرار فرنسى وروسى متعارضين والعالم استغرب، ولكن السبب أنه كان بينهم قرار مشترك وهو سرعة وقف إطلاق النار وهذه شخصية مصر وهويتها التاريخية.


> كيف تقيم الدور المصرى فى أفريقيا حاليا؟
- أفريقيا هى مجال أساسى  لقوة مصر ويجب أن نهتم دائما بها....ومصر صاحبة الدور الريادى والرئيسى..وقد تكون جنوب أفريقيا أكثر تقدما و لكن مصر أكثر تأثيرا  سياسيًا من غيرها من الدول..وقد بدأت مصر فى  عهد السيسي   تستعيد وضعها أفريقيا،  فقد زار اثيوبيا 3 مرات ودول فى شمال وجنوب أفريقيا.
وأرى أن قضية سد النهضة عولجت بحكمة شديدة إلى أن خفتت حدة العداء  وبدأت الأمور تتجه للأفضل ولابد أن نعطى مصداقية وثقة للسيسى وسياسته هنا.. فعلى العكس نذكر التسجيل الفاضح فى عهد مرسى و فى المقابل السيسى وقف  فى البرلمان الاثيوبي  وقال إما التعاون  أوالعداء وقد اختارت مصر التعاون وانتهت المسألة.


شعاع حضارى
وإذا  تحدثنا عن دور مكتبة الإسكندرية نفسها..فكيف يمكن أن تستغل هذا الصرح الكبير فى تحقيق  رؤيتك  وخدمة الثقافة بمصر؟

المكتبة تعتبر نفسها  منارة للتراث والإبداع..أي  الحفاظ على كل ماهو ثمين وتشجيع كل ماهو جديد ومبتكر وخاصة لدى الأجيال الجديدة.. فلدينا متاحف  ومركز المخطوطات والترميم والقبة السماوية وأوركسترا  وقاعة مسارح ولدينا مؤسسة  فريدة فى العالم فهى امتداد لمكتبة الإسكندرية الأولى التى أنشاها بطليموس الأول والثاني.


ونستخدم المكتبة لدعم مصر أفريقيا حيث فتحتا باب التعاون مع كونغو   وغينيا و  نفكر فى إيفاد مجموعة لاثيبويا  لنهدى مجموعة كتب كبيرة..حيث أرى الثقافة عاملا أساسيا فى العلاقات الدولية تلين وتطوع الامور ونسعى لاستخام السلاح الثقافى فى مواجهة القارة الافريقية والعالم العربي
والمكتبة منتشرة فى الخارج ولدينا مذكرات تفاهم وعلاقات قوية مع اليونسكو ومع المتحف البريطانى فى لندن وباريس.. وتبدا الآن خيوط تعاون مع  روسيا نسعى فى كل اتجاه،  فكانت تعليمات الرئيس لنا أن العالم ليس فقط روسيا وأمريكا ولكن أيضًا شرق آسيا والصين وأمريكا الاتينية  وأوربا الشرقية وغيرها أى التمدد فى كل اتجاه.


> وماهي  المشروعات الجديدة  للمكتبة؟
 - مجلس الأمناء القادم سيجتمع شهر ابريل المقبل  لعرض خطة انتشار فى المكتبة داخليًا وعربيًا ودوليًا وأفريقيا وأيضا دول البحر المتوسط، فنسعى لتجميع  دول المتوسط فى  حوار الحضارات الذى كنا نزمع البدء فيه قصر انطوينادس والذى يخضع للتطوير حاليًا بالتعاون مع المنطقة الشمالية.


 نظرة للمستقبل
> إلى أين تتجه مصر؟

- نحن نتجه إلى بناء دولة واقعية وعملية مع العالم كله فيها السلعة الخدمة بسعرها الطبيعى والعالمي، وفيها عدم  تدخل بالشئون الداخلية وتنشئة جيل سليم نفسيًا وصحيا والتركيز على كل ماهو جديد فنون وآداب وعاصمة جديدة القائمون  على البلاد ينشأون أشياء بديلة وليس ترقيع القديم.


>  وكيف ترى توجه العالم حاليا إلى الحرب والصدام  أم الحوار؟
   -  هناك لغة حوار.. الحرب ليست سهلة..و هناك حرب اقتصادية حاليًا بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية  وهي أصعب من الحرب العسكرية  ومايتردد من تصريحات وهذه أمور طبيعية  شاهدناها دائما..و لاداعى للقلق هذه هى الحياه.


 رسائل قصيرة 
> للرئيس عبد الفتاح السيسي: سر كما تمضى كالقطار الذى لايتوقف إلا عند المحطات الهامة  ولاتعبأ بالانتقادات والشعب يدرك انه رغم كل معاناته  فإنك فى الطريق الصحيح.


> الدبلوماسيون: القراءة ثم القراءة ثم القراءة..وعليهم  ان يتحلوا بالثقافة فى كل مراحل حياتهم فالمعرفة أقوى من الأسلحة المدنية  والعسكرية.


> الشباب: لا تيأس..  كل شىء قابل للتغيير وكنا فى سنة معينة بعد نكسة 76 نشعر أنه  لاامل ثم تغيرت الأمور للأفضل.


> الأحزاب السياسية: يجب أن يعلموا أن الأحزاب هي  مدرسة لتربية الكوادر فيبداوا فى ذلك حتى يمكن تسيس الأجيال القادمة لتعمل فى الحياة السياسية الصحية.. وأرفض العمل الحزبى بالجامعات ولكن فقط العمل الوطنى.


> الأقباط: هناك تطور كبير.. بناء عشرت الكنائس وحضور الرئيس  للمناسبات الدينية بنفسه أكثر من مرة، ولايمكن أن ينكر قبطى  أن الوضع أفضل، وقد رشحت  الأقباط فى روسيا  فى عام الإخوان لجائزة نوبل للسلام  بعد حرق كنائسهم  وعندما سمعت البابا يقول  «  وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا  وطن» شعرت بأن هؤلاء   المصريين يستحقون هذه الجائزة.


> شيخ الأزهر:  لعب دور طيب فى التسامح والتقارب وخاصة خلال استضافته  مع بابا الفاتيكان  فى  الإمارات التى نجحت فى لعب  دور جيد لأول مرة على أرض الخليج.