مؤتمر وارسو برعايةٍ «أمريكية».. وروسيا تتزعم الرافضين له

علما البلدين
علما البلدين

قبل أقل من شهرٍ، اتفقت الولايات المتحدة مع بولندا على عقد مؤتمرٍ حول السلام والأمن في الشرق الأوسط، يكون في العاصمة البولندية وارسو، وحددتا منتصف فبراير الجاري موعدًا لانعقاده.

وسيمثل الولايات المتحدة في المؤتمر، الذي سيُعقد يومي الثالث عشر والرابع عشر من شهر فبراير الجاري، نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو.

وبولندا، إحدى الدول التي تربطها علاقة وثيقة بالولايات المتحدة، وهي تشغل أيضًا عضوية الاتحاد الأوروبي.

مشاركة إسرائيل

إسرائيل ستكون من بين المشاركين في فاعليات المؤتمر، وأعلن رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، أنه سيحضر المؤتمر، مشيرًا إلى أن أعماله ستركز على التصدي لـ"الخطر الإيراني".

وقال نتنياهو خلال اجتماعٍ وزاريٍ "سنبحث كيفية مواصلة الجهود لإحباط محاولاتها للتموضع عسكريا في سوريا، وردع عدوانها في المنطقة وفوق كل شيء، كيف يمكن منع إيران من الحصول على أسلحة نووية؟".

روسيا ترفض الحضور

ووُجهت الدعوة لروسيا لحضور المؤتمر، لكن موسكو أبت في الثاني والعشرين من يناير الماضي المشاركة في اجتماعات وارسو، التي تراها تخدم المصالح الأمريكية

وشكك وزير خارجيتها سيرجي لافروف، في جدوى المؤتمر، واعتبر أن أجندته سُخرّت بشكلٍ أساسيٍ لخدمة السياسة الأمريكية الهادفة لتحجيم النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح لافروف كذلك، أن الدعوة التي تلقتها روسيا للحضور تنص على أن الوثيقة الختامية، تعدّها فقط الولايات المتحدة وبولندا من دون مشاركة الدول الأخرى المشاركة في المؤتمر في صياغتها.

وسبق الاتحاد الأوروبي روسيا في تلك الخطوة، وأعلنت فيدريكا موجيريني، مسؤولة العلاقات الخارجية بالتكتل الأوروبي، عدم مشاركتها فيه.

فشل مسبق!

ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن مؤتمر وارسو محكومٌ عليه بالفشل قبل انعقاده، حسب قوله.

وقال ظريف إن الولايات المتحدة يبدو أنها لن تحقق أهدافها الأولية من الاجتماع، في إشارةٍ منه لجعل المؤتمر منصةً للهجوم على إيران.

ورغم ذلك، تقول بولندا إنها ستستضيف المؤتمر بصفتها دولة محايدة، وإن المنتدى لن يكون موجهًا ضد شخصٍ أو دولةٍ بعينها، لكن الأحاديث المتداولة لأطرافٍ فاعلةٍ في المؤتمر عن تركزه لمواجهة النفوذ الإيراني، تنال من صحة ما أشارت إليه وارسو

وزار برزميسلاف لانج، نائب وزير الخارجية البولندي، طهران الشهر الماضي في أعقاب الإعلان عن انعقاد المؤتمر، وذلك بعد احتجاج طهران على اعتزام واشنطن التعاون مع واشنطن في استضافة المؤتمر، وكان الدبلوماسي البولندي يهدف إلى إبراز بأن المؤتمر لا يمثل مناهضةً لطهران.

رفض فلسطين

ولم تتلقَ إيران دعوةً لحضور مؤتمر وارسو، حسبما صرح وزير خارجيتها، لكن على الجانب الآخر، تلقت فلسطين تلك الدعوة ورفضت المشاركة فيه، وذلك في موقفٍ جديدٍ للسلطة الفلسطينية يحمل نبرة تحدٍ بشكلٍ علنيٍ للولايات المتحدة، وهو الموقف الفلسطيني المستمر منذ اعتراف واشنطن بالقدس عاصمةً لإسرائيل في ديسمبر 2017.

ومن جانبها أكدت حركة "فتح"، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط هدفه تصفية القضية الفلسطينية، واصفةً إياه بأنه محاولة أمريكية إسرائيلية للترويج لأفكار لا يقبلها أو يتعاطى معها إلا كل خائن للقدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

وتحدثت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو سيستعرض جزءًا من خطة "صفقة القرن"، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ قدومه للبيت الأبيض، وتهدف لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنها لا تلقَ تأييدًا من قبل الشعب الفلسطيني.