في اليوم العالمي للبقول.. «بروتين الفقراء» صحة وتغذية وتوازن بيئي

اليوم العالمي للبقول
اليوم العالمي للبقول

بين "طبق فول" على مائدة الإفطار يسد جوع يوم كامل، و"شوربة عدس" يلتمس منها الغني قبل الفقير الدفء في أيام البرد القارس، لا يخلو بيت من أحد أنواع البقوليات، حتى صار لـ"بروتين الفقراء" يوم احتفاء عالمي لأول مرة.


يوم عالمي للبقول

في 20 ديسمبر الماضي، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم (73 / 251)، بناء على توصية من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، باعتبار يوم 10 فبراير يومًا عالميًا للبقول، لتأكيد مساهمتها في الزراعة المستدامة وتحقيق خطة عام 2030، ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة منظمة الأغذية والزراعة، بالتعاون مع منظمات أخرى، إلى الاحتفال باليوم العالمي للبقول.

فرصة جديدة يشهدها العالم اليوم بالاحتفال بتخصيص يوم عالمي للبقول، في محاولة لزيادة الوعي العام بالمنافع الغذائية التي يوفرها تناولها، خاصة عقب نجاح السنة الدولية للبقول التي بدأت عام 2016، وأبرزت دور البقول في إنتاج الغذاء المستدام بهدف تحسين الأمن الغذائي والتغذية، وذلك لأن البقول ليست مجرد بذور مغذية، وإنما تساهم في أنظمة غذائية مستدامة وعالم خالي من الجوع.

ولا يندرج تحت تصنيف البقوليات، سوى النباتات القرنية المعروفة باسم "القطانيات"، التي تنتج البذور الصالحة للأكل، والتي تم حصدها لتصير حبوبًا جافة، والمستخدمة للاستهلاك البشري والحيواني، وأكثرها انتشارًا "الفول، والحمص، والعدس، والبازلاء، وفول الصويا، والفول السوداني، والفاصوليا، واللوبيا".


وكشف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، أن استهلاك الناس للبقول مستمر منذ 10 آلاف سنة على الأقل، وهي من بين الأطعمة الأكثر استخدامًا على نطاق واسع في العالم، حيث توفر البروتين والألياف، كما تعد مصدرًا كبيرًا للفيتامينات والمعادن، مثل الحديد والزنك والماغنيسيوم.

وأضاف التقرير، أن البقوليات تشكل في البلدان النامية 75% من متوسط النظام الغذائي، مقارنة بـ25% في البلدان الصناعية، وهي توفر بديلا للبروتين الحيواني، إذ أن البقول تحتوي على 20- 25% من البروتين من حيث الوزن، في حين يحتوي القمح على 10%، وتحتوي اللحوم على 30- 40%، و3 أضعاف من البروتينات التي يحتوي عليها الأرز.


أهمية البقوليات

ويساعد تناول البقوليات بانتظام، في تحسين الصحة والتغذية، نظرًا للنسبة العالية من البروتين والمواد المعدنية التي تتضمنها، ويمكن إقحام البقول في النظم الزراعية البينية أو بزراعتها كمحاصيل التغطية من أجل تعزيز خصوبة التربة، وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيماوية بتثبيت النيتروجين والإفراج عن الفوسفور، وبالتالي المساهمة في نظام إنتاجي أكثر استدامة، بالإضافة إلى أهميتها في المحافظة على الإنتاج وتحسينه إلى أقصى حد ممكن في تناوب المحاصيل بين البقول والحبوب.

البقوليات غذاء صحي

وتمثل البقوليات، جزءًا مهمًا من النظام الغذائي الصحي، باحتوائها على نسب عالية من البروتين والألياف وغير ذلك من المواد المغذية الضرورية، فهي تحتوي على نسبة عالية من الحديد والزنك المفيدة للنساء والأطفال المعرضين لخطر فقر الدم، كما تحتوي على المركبات الحيوية النشطة التي تساعد في مكافحة السرطان والسكري وأمراض القلب، وتشير بعض الأبحاث إلى أن تناول البقول بانتظام قد يساعد أيضا في السيطرة على السمنة ومكافحتها.

البقوليات وتغير المناخ

وتساهم البقوليات، في تخفيف حدة الآثار الناجمة عن تغير المناخ بالحد من الاعتماد على الأسمدة الاصطناعية، وصناعة الأسمدة هذه، تتسم باستهلاك طاقة كثيفة وانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وبالتالي فالإفراط فيها ضار بالبيئة، ومن شأن العديد من أنواع البقول أن تزيد من معدلات تراكم الكربون في التربة أكثر مما تمثله الأعشاب، إضافة إلى توفير إمدادات من المواد الغذائية يمكن الاحتفاظ بها.

60 مليون طن حجم الإنتاج سنويا

وتشير إحصائيات "الفاو"، إلى أن مساحة الفول تصل إلى 2.5 مليون هكتار عالميًا، تنتج 4.5 مليون طن منها 400 ألف طن من أستراليا وكندا، فيما يصل حجم الإنتاج العالمي إلى 4.5 مليار دولار، كما أن الإنتاج العالمي من البقوليات يبلغ 60 مليون طن سنويا يتم استهلاك معظمه في مواطن إنتاجها، بينما ما يتم تداوله كتجارة عالمية يصل إلى 6 ملايين طن بنسبة 10% من الإنتاج العالمي.

وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، أكبر مستهلك ومستورد ومنتج للبقوليات على مستوى العالم، ويصل حجم استيراد تلك المنطقة إلى نحو 4 ملايين طن بما يعادل 60% من حجم التجارة العالمية، وتأتي الصين على رأس الدول المنتجة للفول وتستحوذ على نسبة 36% من الإنتاج العالمي، تليها إثيوبيا بنسبة 20% وأستراليا 10% وإنجلترا 7% وفرنسا 5% وألمانيا 4% وكل من السودان ومصر بنسبة 3% من الإنتاج العالمي لكل منهما، وجاءت مصر في المركز الثامن للإنتاج دوليًا.

وأوضح تقرير "الفاو"، أنه بالرغم من أن الاستهلاك المحلي الكبير للفول داخل الصين وإثيوبيا، أدى لاختلاف قائمة أكبر الدول المصدرة للفول، لتأتي أستراليا في الصدارة بنسبة 26% من الصادرات الدولية، وإنجلترا 23%، وليتوانيا 14%، وكل من مصر ولاتفيا بنسبة 5% لكل منهما، وكل من كندا والصين بنسبة 3% لكل منهما.