حوار| لطفي بوشناق: أعيش لفني وللناس وأوجاعهم.. ومصر درع العرب

لطفي بوشناق
لطفي بوشناق

حوار: عاطف سليمان

لمن لا يعرف لطفى بوشناق.. أقول حقا إنه عنوان للأصالة الفنية والثقافية.. إنسان ملتزم قبل ان يكون فنانا ملتزما يعشق مصر والفن، يبحث عن عمل يخلده التاريخ.. ولا يتوانى عن الكلمة الصادقة التى يغنيها وسط ركام من الأغانى تنتشر كثيرا بيننا هذه الأيام. إنه فنان يعيش للأغانى وللناس وأوجاعهم ومشاعرهم وأحاسيسهم.


هل تغنى حقا للشهرة والمجد والمال؟

- أغنى للناس.. أختار كلمات يذكرها التاريخ.. وكم من مرة غنيت بدون مقابل.. حتى حينما دعتنى دار الأوبرا المصرية.. اتذكر أننى طلبت أجرا فقط لأتبرع به لمستشفى السرطان.


وماذا عن بدايتك وذكرياتك الفنية؟

- كنت فى تونس أعيش وسط أسرة كبيرة بسيطة كنت أتخوف من الغناء على المسرح فلم أكن امتلك بدلة تليق بالغناء على المسرح. وعندما بدأت حفظت الكثير من الأدوار على يد أساتذة تونسيين كثر.. وأدمنت سيد درويش وصالح عبدالحى وعبدالحى حلمى والحامولى وسلامة حجازى.. وكذلك للمقرئين حفظت كثيرا ورددت آيات القرآن الكريم للشيخ مصطفى إسماعيل وشعبان الصياد وعبدالباسط عبدالصمد وغيرهم.


لقد عشقت الفن المصرى والشرقى.. وفى عام ١٩٩٠ تعرفت على الملحن الكبير أحمد صدقى الذى تبنانى كابن له.. وأصبح والدى الفنى.. واقترح علىَّ أن أذهب للإذاعة المصرية لدخول مسابقة الأصوات الجديدة التى تعتمد المطربين الجدد.. بالفعل ذهبت ل ستديو ٤٦ب ووجدت نفسى أمام عمالقة الموسيقى أحمد صدقى،كمال الطويل، محمد الموجى.. شاهدت كيف كانوا يتعاملون مع الأصوات.. تملكتنى الرهبة وبفضل الله خرجت من اللجنة بعد حصولى على الامتياز.. وإذا كان الموسيقار الكبير أحمد صدقى اعتبره أبى الروحى.. فأن بليغ حمدى أول من قدمنى بالفعل للناس.. ولجمهوره وضيوفه الذين كانوا دوما يأتون إلى منزله العامر بأصحاب المقامات الثقافية والفنية وكبار النجوم.


هل كان لمصر دور فى حياتك؟

- مصر هى الفن ومنبعه بتاريخها بحضارتها هى وتد الأمة، إنها الأم التى ترعى وتخلد أولادها.. مصر هى التى قدمت نجوم قراء القرآن الكريم والوعاظ والشعراء والفنانين والمثقفين والمبدعين للوطن العربى.


لماذا تهتم بالأغنية السياسية؟

- الأغنية أهم من جميع الخطابات السياسية.. أغنياتى تحمل قيما ومضامين فكرية.. أريد لها الخلود والبقاء وأنا عاشق للشعر.. وأعرف جيداً أن أنتقى ما أغنيه.. أحاول أن أكون مرآة تعكس الواقع الذى نعيشه ولابد أن أكون شاهداً كفنان على العصر الذى نعيش فيه.


هل تتابع الأحداث؟!

ـ أكيد.. أنا فنان.. والحمد لله عندى أصدقاء وأعتبرهم من خيرة المستشارين لى كالفنان الشاعر آدم فتحى الذى يمدنى بأشعاره ونختار معاً كلمات تهز كل من يستمع إليها.


كيف ترى إعلامنا العربى هذه الأيام؟

ـ أراه إعلاما ـ للأسف ـ أحادى الرؤية.. الغالبية منه موجهة.


هل سبق لك العمل فى الفن بعيداً عن الغناء؟

ـ نعم شاركت مرة كممثل فى فيلم الصندوق عجبب ونال جائزة فى هولندا.. ومرة أخرى شاركت فى مسلسل.. ولكنى للأسف لا أحب أن أكون ممثلا.. أنا إنسان مطرب فنان.. هذا يكفينى جداً.


أنت ديمقراطى؟

ـ نعم أحب الديمقراطية.. وأعمل بها وأتعامل مع أولادى بها.


موقف لك لا تنساه مطلقا؟

ـ كثيرة المواقف.. وتحتاج لكتاب حقا.. لعل أهمها مواقفى وأنا من الصغر وأبحث عن فرصة وكنت فى حال غير ميسورة كما شرحت لك سابقاً.


كيف نتواصل بشكل أفضل بالغناء والفن كشعوب عربية؟

ـ هذا سؤال مهم.. يهمنى حقا أن أذكر لك ـ أن مع الفن وبالفن يجب أن تتواصل الشعوب.. فالفن والثقافة أهم العوامل التى يمكنها أن تقضى على الإرهاب ـ وهذا أهم دور للفنان ومن واجبه أن يشارك بفنه فى التوعية.. ويستطيع ذلك.. ونحن كفنانين لا نملك غير ثقافتنا لمواجهة هذا الإرهاب والأفكار الرجعية.