صور| من دفاتر المرضى الأبطال.. هزيمة «السرطان» بجرعات «الأمل والتطوير»

أبطال المعركة يروون رحلة المرض والعلاج - تصوير: علاء محمد على
أبطال المعركة يروون رحلة المرض والعلاج - تصوير: علاء محمد على

خوف وصدمة وقلق سرعان ما يتحول إلى أمل وتحدى للشفاء من المرض الخبيث، قبل سنوات كانت معرفة المريض إصابته بالسرطان، تمثل حكمًا بالإعدام، فيهرب من العلاج لصعوبته وييأس حتى يباغته الموت، أما الآن فيذهب المريض متمسكًا بأمل الشفاء لبدء رحلة علاج يهزم فيها المرض اللعين بإرادته وتناول العلاج الأكثر ملاءمة لحالته من بين أكثر من 13 نوعا لعلاج الأورام تكفل الدولة معظمها بعد تحديث بروتوكولات العلاج الخاصة بالأورام.


تشير الإحصائيات الرسمية إلى إصابة 115 ألف حالة جديدة سنويًا فى مصر، بالسرطان من بين 100 نوع من الأورام، وتصل نسب الشفاء إلى 99% فى المراحل الأولى و77% فى المراحل المتأخرة... قصص وحكايات أبطال حاربوا السرطان، فهزموه، ترصدها «الأخبار» بعضها فى هذا الملف لتكون دافعًا لحياة جديدة لمرضى السرطان.

رحلة الـ11 عاماً.. تحفز محمد لارتداء البالطو الأبيض

منذ أن كان عمره عامًا يتردد محمد حميدة عبده صاحب الـ11 عامًا على مستشفى 57357 للعلاج من ورم أصابه فى البطن والكلى والمتابعة حتى لا يعود الورم الخبيث ثانية.
رحلة علاج الطفل بدأت حين شعرت والدته بوجود ورم فى بطن صغيرها عام 2008 ليتوجه إلى طبيب بمحافظة القليوبية التى يقطن بها يكشف له حقيقة إصابة طفله.
يسترجع والده ويعمل مدرسًا بمحافظة القليوبية، والدمع يغرق عينيه، بداية إصابة طفله: شعرنا بأنه لا أمل فى العلاج بعد أن اكتشفنا الورم، إلى أن وجهنا أحد الأطباء بالمحافظة إلى 57357، وفور التسجيل قاموا بإجراء الأشعة والتحاليل، وأعطوا لنا أملا فى علاجى طفلى الأول».
حصل الطفل طبقا لبروتكول العلاج على 20 جلسة كيماوى، على مدار عام مجانًا، ثم اجرى جراحة لاستئصال الورم، بدأ بعدها المتابعة مع المستشفى كل 3 أشهر ثم 6 أشهر، ثم كل عام، دون أن يواجه أى مشكلات غير صعوبة الجلسات على الأب فى بدايتها وسط بكاء طفله الذى لم يتجاوز العامين فى ذلك الحين.
نظر الوالد إلى طفله بشفقة تظهر ما عاناه وقال: أول سنة فى العلاج كانت صعبة كنا بنجى المستشفى فى أى وقت سواء فى رمضان أو العيد، وكان يتعرض محمد لسخونة نتيجة العلاج الكيماوي، فكنت أستأجر عربية خاصة من القليوبية وأجرى به على هنا لعلاجه فى الطوارئ وكانت المستشفى تستقبلنا وتقوم باللازم».
يستمع الطفل إلى حكاية أبيه عن بداية مرضه وعلاجه، باندهاش دون ان يتذكر أى شئ، لكنه يشعر بألفة مع المتواجدين من الأطفال فى غرفة الألعاب التى التقيناه فيها: كنت طفلًا لا اتذكر شيئ من ذلك، لكنى انا كويس بخير، وبحب آجى المستشفى أتابع ولا أشعر بأى ألم.
تعامل الأطباء الجيد مع الطفل أصبح دافعًا لتحقيق حلمه بأن يصبح طبيبًا، فيؤكد «نفسى ابقى دكتور اساعد الناس زى ما بيعملوا معانا هنا»
يصل بنا والد الطفل إلى نهاية الرحلة فيضع يده على رأس الطفل ويشعر بالسعادة والفخر: الحمد لله ابنى شفى من الورم وحاليًا يدرس فى الصف الخامس ابتدائى ومتفوق فى دراسته دون أن يهزمه المرض». ويعود الطفل إلى زملائه ليلعب معهم حتى يأتى موعد المتابعة مع الطبيب قائلًا: كل مرة اقابل ناس جديدة واتعرف عليهم وبنبقى أصحاب».

 

«الكمونى».. بطل التنس حقق حلمه رغم المرض الخبيث


حاصرته ألسنة المحبطين من كل جانب، كلمة المستحيل التى لم تفارق شفاه كل متحدث إليه، خاصة بعد إصابته بفشل النخاع العظمى والذى يشخصه الطب بأنه أخطر أنواع السرطانات وأكثرها فتكًا بالبشر، لكنه وقف مدافعًا عن حلمه فى أن يصبح بطلًا فى لعبة التنس، ودحض الفشل والإحباط ليقف رافعًا رأسه كبطل لإفريقيا بعد انتصاره فى معركة ضد أشرس الأمراض، ليعطى بارقة أمل لغيره فى الشفاء ورسالة عدم الاستسلام يرسلها أنور الكموني، الشاب الثلاثيني، لكل مريض يظن أن الانتصار على المرض ضرب من الخيال.

 

أنور الكموني، يبلغ من العمر 35 عامًا، وهو لاعب مصرى دولى فى التنس، أصيب بفشل فى النخاع العظمى اكتشفه بعد أن وقع بالملعب مغشيًا عليه ليبدأ رحلة علاجه التى استمرت سبع سنوات كانت أقسى رحلة يخوضها على الإطلاق، حيث إن هذا المرض لا حل له سوى زراعة نخاع بعد رحلة العلاج الكيميائي، تأثرت بعض الأعضاء الحيوية فى جسده، وأصيب بـ «غرغرينة» فى يده الا أنه أبى الاستسلام واستكمل رحلة العلاج.


« أنا خدت كورتيزون ووصل وزنى 140 كيلو.. لكن رغم كل ده مستسلمتش ورجعت تانى ألعب تنس» هكذا تحدث أنور عن دافعه الذى أراد أن يشفى من المرض اللعين لأجله ولم يرضخ للعدو اللعين، «أنا كنت عايز أرجع ألعب تنس بأى شكل.. ورجعت».


بنبرة يملؤها الحماس والأمل أكد أنور أن الشفاء بنسبة 75% يقف وراءه الحالة النفسية الجيدة، وهو ما يفتقده بعض الناس وعدم وجود وعى كافى للتعامل مع المريض فيتعرضون لمشاكل اجتماعية كثيرة بسبب اصابتهم بمرض السرطان، منها الإنفصال عن شريك الحياة، وعدم رغبة أصحاب الأعمال بتشغيلهم وكل ذلك يتسبب فى احباط المصاب وسوء حالته النفسية مما يمكن المرض منه، وهو ما يحمد الله على عدم التعرض إليه ووقوف زوجته بجانبه حتى تعافى وعاد للملاعب مرة أخرى بل أصبح يشارك فى ندوات توعوية لرواية قصته وإلهام مرضى آخرين بضرورة التمسك بالحياة والأمل فى الانتصار.


أما عن العلاج فيقول أنور: «أنا اتعالجت على نفقة الدولة وده شيء عظيم» حيث أشاد الكمونى بدور الدولة فى تحمل التكلفة.

 

 

تآكل كتفه من السرطان والعلاج يعيده من جديد


«التشخيص الخطأ من الأطباء بمستشفى الساحل، زادت مضاعفات إصابة ابنى بالسرطان فى العظام ربما لو كان التشخيص صح كان اختلف الأمر» هكذا عبرت والدة الطفل أدهم على سعيد بنبرة غضب عن معاناتها فى رحلة علاج طفلها.


جلس أدهم، صاحب الـ 8 سنوات ونصف، يدرس فى الصف الثالث الابتدائي، بجوار والدته ينظر إليها شارد الذهن، لكنه بحالة صحية جيدة بعد أن حصل على 48 جلسة كيماوى بمستشفى 57357، للشفاء من الورم الذى أصاب كتفه، وينتظر تركيب مفصل لكتفه.


تروى شيماء عيسى، والدة الطفل التى تعيش بحى شبرا، حكاية علاج ابنها: اشتكى ادهم أكتر من مرة من وجع فى كتفه الأيسر بداية 2017، كنت بافتكره بيدلع، لكن الموضوع زاد، اجريت أشعة رنين بعد استشارة طبيب، وعرضتها على طبيب بمستشفى الساحل وقال إنها جيدة».. بنبرة تعبر عن الندم للجوئها إلى طبيب مستشفى حكومى قالت: بعد 3 أشهر اشتكى ادهم من ألم كتفه مرة ثانية، عرضت نفس الأشعة على طبيب بمعهد ناصر، فاكتشف أن طفلى مصاب بسرطان فى العظم، وتآكل عظام كتفه كله، والحالة متأخرة جدًا».


نظرت الأم أثناء حديثها إلى طفلها نظرة تحمل الأسى والشفقة: كانت صدمة كبيرة بالنسبة لنا، لا أعرف ماذا افعل، توجهت إلى 57357، وأنا منهارة، اجرى ادهم الأشعة والتحاليل، وبدأ رحلة 48 جلسة كيماوى وحقن مناعة، وسخونية يتعرض لها فأجرى به على المستشفى فى أى وقت، التى انتهت أبريل الماضي».. وضعت والدة الطفل يدها على شعر نجلها قائلة: كانت أصعب شئ هو تساقط شعره أثناء جلسات الكيماوى امام عيني، لكن الحمد لله ادهم افضل حاليًا، وشعره رجع تاني، وانتظر إجراء عملية تركيب مفصل له، فالمرحلة الصعبة انتهت وهناك أمل فى العلاج لكل المصابين بالسرطان.. يميل الطفل خجلًا على كتف والدته عند سؤاله عن حلمه ويرد نفسى اطلع طيار، ترد والدته عنه قائلة: تركيزه قليل خاصة المدرسة وممنوع الاختلاط مع أصحابه لمنع الإصابة بالفيروسات، وبدأت إعطاءه التطعيمات ثانية بعد انتهاء علاج الكيماوى.


الأمل يعود لملك حمدى بعد 3 سنوات عناء

ابتسامة هادئة لا تفارق وجه الطفلة الصغيرة ملك حمدى التى لم تتجاوز 11 عامًا، رغم ما مرت به فى رحلة علاجها من ورم فى الغدد الليمفاوية.
جلست الصغيرة بجوار والدتها هاجر عبدالسلام، ربة منزل، بمستشفى 57357 تنتظر دورها للمتابعة مع الطبيب، وتتابع لعب زملائها فى رحلة العلاج، وتسرد الأم تاريخ إصابة طفلتها قائلة: ظهر الورم فى رقبة ملك، ذهبنا بها لأحد الأطباء بالخانكة بالقليوبية حيث نسكن، أخطأ فى تشخيص الورم واعتبره روماتيزم وظلت ملك تأخذ حقن للروماتيزم طوال 3 سنوات دون أن نعرف أنه سرطان.
بنظرة مليئة بالحزن والأسى نظرت إلى ابنتها وأضافت: «بعد كبر الورم فى رقبة ملك، رحت مستشفى الدمرداش، أخذوا عينة من الورم، وبعدها قالوا لنا انه ورم فى الغدد، وبعتونا لمستشفى 57، وأخذت 12 جلسة كيماوى هنا فى سنة ونصف، ومن أول جلسة بدأ الورم يختفي، وأخذت جلسات اشعاعى وكله من غير فلوس».


ابتسمت الطفلة ملك: باجى هنا مع ماما ألعب مع أصحابى فى المستشفى، وأشوف الدكتور وأمشى.

غادة.. تكتشف موهبتها بعد الإصابة


مواقف حملت الأمل والألم معًا، صور على الهاتف المحمول والكمبيوتر جمعت مراحل الرحلة الصعبة التى مرت بها غادة صلاح «٥٢ عاما»، ومشاهد مسلسلة فى ذاكرتها منذ خمس سنوات قامت بتسجيلها لتنهى رحلة مؤلمة عاشتها مع مرض السرطان بتحويلها إلى سطور فى كتاب أسمته «الأنثى التى أنقذتني»، تناولت فيه بداية اكتشاف المرض، وغرفة العمليات والعلاج الإشعاعى والكميائي، ثم انتقالها إلى مرحلة جديدة اكتشفت فيها ذاتها التى لم تكن تعرفها.


بدأت الرحلة عندما اكتشفت غادة ورما فى ثديها شخصه الأطباء بورم خبيث يجب استئصاله، ونتيجة لاكتشافه مبكرا تم إجراء العملية لإزالة الورم فقط وليس الثدى بالكامل، لكن مراحل العلاج وتبعات العملية لم يكن بالشئ الهين.


كان الخوف والقلق هو المسيطر على ولديها، لكنهما أدركا الموقف وقررا تشجعيها خلال مراحل الشفاء.


لم تكتف بذلك فقررت إيصال تجربتها لكل السيدات وتشجعيهن على مواجهة السرطان، فقامت بكتابة أغنية «لسه جميلة» وتم تصويرها بمشاركة عدد من السيدات المتعافيات من السرطان وهدفها تغيير الفكرة البائسة التى يتم طرحها فى الكلام عن المرض ونشر الطاقة الإيجابية بين المريضات.

 

 

التفاؤل سلاح مروة فى معركة الخمس سنوات


تحولت حياة مروة قاسم بعد أن استطاعت اكتشاف ذاتها من خلال معرفة طرق التغدية السليمة وتطبيقها فى حياتها، وحضور جلسات الطاقة، وممارسة الرياضة وحضور فصول اليوجا، فوجدت نفسها من جديد وأحبتها بعد فترة من تهميش الذات على حساب الاهتمام بالآخرين، فبدون وعى أهملت حياتها فاشتكى جسدها ودخل فى صراع استمر خمس سنوات، انتصرت فيه مروة لكنها مازالت تكافح من أجل البقاء.
قبل خمس سنوات أحست مروة بإجهاد شديد فى إحدى المرات وهى ذاهبة إلى المدرسة حيث كانت تعمل قبل حصولها على إجازة طويلة، شخصه الأطباء بالتهاب رئوى تناولت على إثره مضادات حيوية لكن دون جدوى، فاشتبه الأطباء فى حدوث جلطات على الرئة، وتم نقلها إلى المستشفى لإذابة تلك الجلطات، لتبين الأشعة أنها تعانى أوراما على غدد الحوض الليمفاوية، وفقدت الكثير من وزنها بعد الامتناع عن الأكل مع استمرار حالة الغثيان حتى أنها وصلت لمرحلة صعوبة النطق، لتصف نفسها فى تلك الفترة بالمتوفى الذى يتألم، فتقول مروة: « قعدت سنة كأنى مش موجودة». 
أخفى عنها إخوتها مرضها فى البداية خاصة ان شقيقتها توفيت بسبب المرض نفسه، ونتيجة الحالة المتدهورة التى كانت وصلت إليها اضطر الأطباء لإجراء عدد من العمليات لها، فاستأصلت غدد الحوض الليمفاوي، الزائدة، وجزء من الرحم.. تقبلت مروة بصدر رحب المرض وحاولت ألا تظهر حزنها خوفا على والدها الذى أصابته حالتها بالحسرة خاصة بعد وفاة أختها، فتقول مروة:» مريت بأصعب فترة ممكن أى حد يمر بيها وكنت كل اللى عاوزاه إنى اخف وبس».. استمرت مروة فى جلسات الكيماوى عاما ونصفا، نصحها الطبيب خلالها بإجراء فحص على الثدى أيضا تخوفا من انتشار إصابته خاصة أن أختها كانت تعانى سرطان الثدى، وبالفعل أجرت الفحوصات لتكتشف ورما صغيرا على الثدى أزالته بعملية أيضا.. وذات يوم مع بداية الاستشفاء أخبرت مروة الطبيب المعالج أنها بدأت تشعر بالدنيا والحياة مجددا، وبدأت رحلة التعافى وتنهى حديثها «عمرى ماحسيت بيأس».

 

فاطمة من الأقصر إلى القاهرة أسبوعياً للتغلب على اللوكيميا


لا يجد أحمد محسوب صعوبة فى رحلة علاج طفلته فاطمة من سرطان الدم «اللوكيميا»، سوى رحلته الأسبوعية مصطحبًا اياها من الأقصر إلى مستشفى 57357 بالقاهرة، لتحصل طفلته صاحبة الـ10 سنوات على جرعة الكيماوي.
رغم مشقة السفر وإصابة ابنته منذ عام 2013 لا تفارق الابتسامة وجه «محسوب»، ويعتبر المستشفى بيته بدأ فيه رحلة علاج ابنته 2014، وبعد شفائها عاد إليها السرطان اللعين ثانية بداية 2018.
ببساطة شديدة وثقة فى الله يروى أحمد بداية علاج ابنته قائلًا: لاحظت أم فاطمة انتفاخ فى بطنها فكشفنا عليها فى المستشفى الجامعى بأسيوط عام 2013، وبدأت رحلة العلاج فى مستشفى 57 بجلسات كيماوى، وشفيت بنتى من المرض، وعشنا عامى 2016 و2017، بدون مرض، وأثناء المتابعة الدورية مع المستشفى هنا، قالى لى الدكتور إن المرض عاد ثانية، وستأخذ فاطمة جلسات كيماوى ثانية».. تستقل الطفلة ووالدها مساءً، فى كل أسبوع، أتوبيسا من الأقصر للقاهرة، يستغرق 10 ساعات، ليصل صباحًا إلى المستشفى، تحصل على جلسة الكيماوي، ثم يغادروا إلى الأقصر ثانية فى مساء نفس اليوم.. أضاف وهو يزيل كمامة من على أنف طفلته : بدأت الجلسات الأسبوعية بداية السنة الماضية، ونستكمل الرحلة وكل العلاج يقدم بالمجان، لكن تكاليف السفر الأسبوعية كبيرة، اضطرتنى إلى بيع البيت فى الأقصر عشان أصرف على رحلة علاج فاطمة وأنا باشتغل ارزقي».. ممسكة بيد والدها طوال فترة لقائنا بهما، منهكة يبدو على وجهها مشقة السفر وآثار برد الشتاء لسفرها طوال الليل، لم تستطع الحديث إلينا.. ويحنو الأب على طفلته قائلًا: لا يوجد مستشفى فى الجنوب «قاصدا الصعيد» لعلاج سرطان الأطفال، فاتتى بها أسبوعيًا إلى القاهرة.

الضحكة..تنقذ إصلاح من السرطان


بوجه ضاحك يملؤه الأمل وصوتها الملىء بالحياة تدخل إصلاح الغزاوى لإجراء فحوصات ما بعد عملية استئصال الثدى التى أجرتها، فيقول لها الطبيب المعالج والعاملون بالمستشفى «انتى الوحيدة اللى بتدخلى علينا وانتى بتضحكى»، حيث تعاملت إصaلاح مع السرطان كأى مرض يصيب الإنسان فتقول «عمرى ما خفت أبدًا، كأنه دور برد وهاخد aعلاج وأخف إن شاء الله».


بدأت رحلة إصلاح منذ حوال ثلاث سنوات عندما أحست بشئ ثقيل فى ثديها وبعد الكشف تبين أنه سرطان ثدى لكنه فى مرحلة متقدمة ومنتشر، وهو ما استلزم استئصال الثدى بالكامل.. تعجبت إصلاح من خجل البعض من السرطان ورغبتهن فى الكتمان، فهى ترى أن المرض ليس وصمة تصيب الإنسان ليخجل لكنه قضاء وقدر، لذلك قررت أن تنطلق وتواجه الحياة، فبعد جلسة العلاج الكيماوى التى تستغرق ساعات طويلة، تشارك فى أنشطة مختلفة كركوب العجل فى الشارع مع صديقاتها، وترى أن العلاج الطبى يلزمه دعم نفسى وهو ما وجدته من عائلتها وبناتها الأربع.. وبعد عام على العملية أجرت إصلاح عملية إعادة بناء للثدى، وبدأت تنزل الشارع دون غطاء للرأس رغم شعرها الذى لم ينبت فألهمت أخريات ممن أوقفنها فى الشارع فشجعتهن، وتضيف إصلاح: «السرطان مرض زى اى مرض فى الدنيا ممكن نتغلب عليه وممكن نموت بسببه ومكن نحاربه سنين، فأنا تعاملت معاه وخضت المعركة وانتصرت».

أستاذ أورام: 80% نسبة شفاء الأطفال من السرطان


أكد د. علاء الحداد أستاذ أورام الأطفال وزرع النخاع بكلية طب جامعة القاهرة ورئيس قسم الأورام بمستشفى 57357 أن نسبة انتشار الأورام عند الأطفال أقل بكثير من الكبار وتعود إلى العوامل الجينية بعكس العوامل البيئية التى تسبب الأورام لدى الكبار.


وأضاف أن سرطان الدم وأورام المخ الأكثر شيوعًا فى الإصابة لدى الأطفال، وتبلغ نسبة شفاء الأطفال من الأورام 80%، وهى أكبر من نسبة شفاء الكبار، وذلك لقدرة الأطفال على استيعاب كمية أكبر من العلاج، وفى بعض السرطانات تصل إلى 100%.


وأشار إلى العلاج الإشعاعى يستطيع تحديد الخلايا السرطانية بدقة وبصدد أن يستخدم البروتن ثيرتى كأحد أنواع العلاج الإشعاعى فيحدد الخلايا السرطانية دون التأثير على الأنسجة السلمية، لأن اختراق الإشعاع للأنسجة الطبيعية قليل جدا.


وقال إن العلاج المناعى يمثل طفرة غير مسبوقة فى علاج السرطان سواء كان علاجا موجها بأجسام مضادة ضد الأورام أو خلايا ليمفاوية وتطعيمات أو منشطات ومحفزات للخلايا الليموفية ضد السرطان.


وأضاف أن الآثار الجانبية لعلاج السرطان قلت بدرجة كبيرة، ففى السابق كانت الآثار الجانبية عنيفة، فكان المرضى يهربون من العلاج، أما حاليًا فالمرضى لا يعانون.


وأوضح أن نظرة المرضى للسرطان حاليًا اختلفت تمامًا عن السابق، فالسرطان كان اسمه «يخوف»، وحاليًا المرضى تذهب إلى مراكز العلاج لأخذ علاج السرطان، وفى السابق لم يكن المريض يذهب لأخذ العلاج.


وقال: زمان كانت إصابة أى شخص بالسرطان يعد حكمًا بالإعدام عليه، لكن حاليًا الإصابة تمثل عبئا معنويا وماديا فقط على المريض وليس حكما بالإعدام كما كان فى السابق وذلك بعد زيادة نسب الشفاء وزيادة وعى الناس ووجود أكثر من نوع لعلاج السرطان.


أستاذ تغذية: أكل الشارع ممنوع.. وروشته لطعام المنزل لكل مريض

 قالت د. جلسن صالح رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى 57357 إن التغذية لمريض السرطان تنقسم إلى 3 أنواع هى التغذية بالفم أو الأنبوبية أو الوريدية.


وأضافت أن للتغذية دورا مهما فى الوقاية والعلاج من السرطان، ففى الوقاية تنظم المستشفى حملات توعية فى المدارس وندوات شهرية خاصة بالتغذية، أما العلاج فالأطباء والصيادلة يفحصون ملف كل مريض لاختيار نوع التغذية سواء عن طريق الفم أو الأنف أو الوريد، وكل بروتوكول علاج يحدد له نوع تغذية خاصة به.


وأوضحت أن السرطان من الأمراض الهادمة، فتحاول تخفيف تأثير المرض والعلاج بالتغذية، وحتى لا يصاب الطفل المريض بتأخر فى النمو أو تقزم.


وقالت: بشأن التغذية فى المنزل يتم وضع إرشادات للنظام الغذائى لكل طفل مريض، حسب حالته، ويتم تحديد موعد لهم فى العيادات الخارجية لمتابعة التغذية.


وردًا على سؤال حول نوعية الأطعمة التى يتجنبها مريض السرطان قالت إن أكل السوق والشارع وكل ما هو غير مجهز فى البيت ممنوع أكله لمريض السرطان، بالاضافة إلى المعلبات واللحوم المصنعة، وقبل عمر عام للطفل يمنع عنه العسل الأبيض والبيض..


التأمين الصحى: كل أنواع العلاج متاحة.. وحملة للكشف على أورام الثدى بالمستشفيات

أكدت د. نهى نبيه المدير الطبى لمركز أورام مدينة نصر التابع لهيئة التأمين الصحي، أن الهيئة تتحمل قيمة علاج المرضى المؤمن عليهم المصابين بالسرطان كاملة، ويقدم جميع أنواع العلاج من كيماوى وإشعاعى وموجه وهرمونى وذلك بعد أن أصدرت الهيئة قرارات لتحمل الدولة قيمة العلاج بدلا من دفع مساهمات من جانب المرضى.. وأوضحت أن التأمين الصحى يتحمل تكاليف العلاج والتحاليل والأشعة للمريض كاملة.
وقالت «نبيه» إن التأمين الصحى لديه لجنة للأورام تشخص المرض للمؤمن عليهم ويتم إصدار قرار العلاج بناء على توصيات اللجنة.. وأضافت أن متوسط علاج المرضى من الأورام 5 سنوات ما بين علاج ومتابعة وتصل بعض الحالات إلى 10 سنوات وتتحمل الدولة قيمة علاجهم كاملة.. وأكدت إطلاق هيئة التأمين الصحى حملة مكبرة للكشف المبكر مجانًا عن أورام الثدي، وبدأت الحملة فى 5 مستشفيات هى مدينة نصر للتأمين والمقطم، جمال عبدالناصر، وتم تخصيص خط ساخن للحجز هو 106.

عبدالرازق: جهاز البروتن طفرة العلاج الإشعاعى


أكدت د. سها عبدالرازق رئيس قسم العلاج الإشعاعى بمستشفى سرطان الأطفال أن هناك تطورا فى العلاج الإشعاعى باستخدام أحدث الأجهزة مثل أجهزة المعدلات الخطية والمحاكى المقطعي، وأم اى ار سمليتر، وجهاز البروتن والمشرط الإشعاعي.


وأوضحت أن كل ورم له 4 مراحل تعد المرحلة الرابعة هى الأخطر، ويتم تحديد العلاج المناسب له.


وقالت إن جهاز البروتين ثيربى يعد الأحدث فى العالم للعلاج الإشعاعي، ويمكنه توصيل الإشعاع إلى الورم مع انحساره عن الأنسجة المحيطة بالورم، وسيتم تشغيل الجهاز فى المستشفى خلال عامين ونصف، وبدأ العاملون فى التدريب عليه خارج مصر.
وأضافت: سيكون الجهاز طفرة فى العلاج الإشعاعى وسيحل مشكلات كثيرة يقع فيها الأطباء.