متخصصون: 2.25 مليار مستخدم لـ«فيسبوك» ينافسون صناع المحتوى الإعلامي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت قاعة ثروت عكاشة، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن محور الصناعات الثقافية، إقامة ندوة بعنوان "السرديات الإخبارية.. إعلام اصنعه بنفسك"، شارك فيها كل من د. حسن عماد مكاوي الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ود. ياسر عبد العزيز الباحث في شئون الإعلام، والمهندس روماني رزق رئيس مجلس إدارة وكالة مصر، والإعلامي محمد عبده بدوي، وأدارها الإعلامي أحمد يوسف.

في البداية، أكد د. حسن عماد مكاوي، أن الخبر هو أي معلومة جديدة ولم تكن معروفة من قبل مع اشتراط أن تكون هذه المعلومة دقيقة وصحيحة، فكلما كانت لدينا معلومات جديدة ودقيقة وتؤثر في أكبر عدد من الناس فهذا يسمى خبرًا، والأخبار تنبع أهميتها الكبيرة في التواصل الاجتماعي وتجنب المخاطر ومعرفة ما هو جديد، كما أنه في أوقات الحروب والأزمات تزداد أهمية الأخبار، وتزداد رغبة الإنسان في التعرف عليها.

وأضاف أن الخبر تطور عبر التاريخ، حيث تحول من خبر مخطوط إلى خبر مطبوع، ثم تحول إلى خبر مذاع عبر الإذاعة، ثم تحول إلى خبر مرئي عبر التلفزيون حتى تحولنا إلى الخبر الإلكتروني الذي يضم كل هذه الفنون السابقة، حيث تطورت صناعات الأخبار عبر الشكلين الفردي والمؤسسي.

وأشار إلى أن الإعلام في القرن الـ21 اتخذت فيه الأخبار شكلا مختلفا عن شكل الأخبار في القرون السابقة، حيثأن هناك مجموعة من العوامل أثرت على تدفق الأخبار، حيث كانت الأخبار في السابق تعد بشكل رأسي من خلال مجموعة من الأشخاص في إطار مؤسسي، وهم المسئولين عن الأخبار، وهذا ما كان عليه الحال في القرن العشرين، حتى تطور هذا الأمر في القرن الواحد والعشرين مع ظهور الإنترنت، حيث أصبح هناك مساحة كبيرة لتدفق الأخبار من جهات مختلفة، حتى تطور الأمر بأن يكون الجمهور ليس فقط متلقي أخبار ولكن صانع للأخبار ومتفاعلا معها بكل أشكالها وقوالبها، وهو ما جعل هناك تداخلاً بشكل كبير في صناعة الخبر، ولم يعد هناك تمييزًا واضحًا بين صانع الخبر والجمهور.

ولفت إلى أن محددات الرسالة الإعلامية اختلفت بشكل كبير خلال القرن الـ21، حيث لم تعد معايير النجاح للمؤسسة الإعلامية من خلال وصولها لأكبر كم من الجماهير، ولكن أصبح المعيار الرئيسي للنجاح للمؤسسة القدرة على التأثير في هذه الجماهير، وبالتالي أصبح معيار النجاح نابعا من قدرتها على التأثير وهو ما أدى إلى تركيز المؤسسات الإعلامية بشكل أكبر على جودة المنتج المقدم للجماهير.

وأوضح أن انفتاح السوق الإعلامي نتيجة العولمة أدت إلى سرعة بث الأخبار والمعلومات والشائعات على نحو غير مسبوق، كما أن عولمة الإعلام فرضت إعادة هيكلة وسائل الإعلام في أغلب الدول وخاصة في الدول النامية، حيث أصبح هناك مساحة لتملك القطاع الخاص للوسائل الإعلامية ولم تعد الدولة هي المحتكر الوحيد للإعلام، وهذا ما أدى إلى تحريك المياة الراكدة في مجال الإعلام واختراق المناطق المسكوت عنها.

ولفت إلى أن التطور الكبير في التكنولوجيا أدى إلى ظهور مؤسسسات للتواصل الاجتماعي تتيح للعامة تبادل الأخبار ونشرها بعيدًا عن سيطرة الحكومة، وهو ما أدى إلى ترك مساحة للفئات المهمشة للتعبير عن نفسها بعيدا عن سيطرة الحكومة، بل وأيضا تشكيل الرأي العام الكامن، والذي يمكن أن يكون أكثر تأثيرا من الإعلام الظاهر الذي توجهه الدولة، فالإعلام الذي يقدمه أفراد هو إعلام مفتوح وأتاحت التكنولوجيا الحديثة أن يكون منافسا قويا بتكلفة قليلة في تقديم الرسالة الإعلامية.

وأشار إلى أن أي فرد أصبح يستطيع أن يقدم إعلامًا ويصنع الأخبار من خلال انتشار التكنولوجيا الحديثة والهواتف الذكية ذات الكاميرات الحديثة، التي أتاحت فرصة للأفراد لإنتاج الإعلام بعيدا عن توجيهات الدولة.

من جانبه، قال د. ياسر عبد العزيز أننا نحتفل الآن بذكرى تأسيس موقع "فيسبوك" الذي تم تأسيسه عام 2004، والذي يتمتع بـ2.25 مليار مستخدم عبر العالم حتى الآن، والحقيقة أن كلهم منافسون لصناع المحتوى والخبر من الصحفيين عبر العالم وهذا مجال تنافسى رهيب، فلا أحد يستطيع أن يتصور أن يعمل فى وظيفة ينافسه فيها أكثر من 2.25 مليار شخص .

وأضاف أن التطورات التكنولوجية الحديثة حولت الجمهور من مشارك في صناعة المحتوى إلى منافسة الصحافي النظامي، كما ان هناك منافسا جديدا ظهر بفضل التكنولوجيا الحديثة وهو الذكاء الاصطناعي وهي التجربة التي قامت بها إحدى وكالات الأنباء الصينية "شنخوا" في تقديم إنسان آلي مطور من خلال الذكاء الاصطناعي، والذي قدم نشرة إخبارية كاملة، فضلا عن الإنسان الآلي الشهير "تمارا" الذي قدم محتوى كامل على قناة العربية، وهذا سيؤدي إلى نهاية مهنة الصحافة في القريب العاجل.

وأشار إلى أن المؤسسات الكبرى أصبح لديها توجهًا لاستخدام الجماهيير في صناعة المحتوى الإخباري من خلال استقبال القصص الإخبارية من الجمهور، والتي قد يكون هناك صعوبة في وصول الصحفي الطبيعي إليها إلا أن هذا الأمر له مخاطر كبيرة على صناعة المحتوى الإخباري وقد يؤثر على مصداقيته، حيث أن الإعلام قد يتعرض للتشكيك في ظل عدم وجود آليات للرقابة على ما يقدمه الجمهور من محتوى إخباري.

ولفت إلى أن هناك مخاطر أخرى كبيرة تتعلق بصحافة المواطن أو صحافة الجمهور والتي تتعلق بأن المواطن لا يتعامل مع المحتوى الخبري الذي ينتجه بموضوعية باعتباره غير متخصص وهو ما يؤدي إلى تحيز صانع الخبر في المحتوى الخبري الذي يصنعه.

من جانبه، قال الإعلامي محمد عبده، أنه يؤرخ في تاريخ الإعلام أن قناة "أون تي في"، هي أول قناة إخبارية خاصة كسرت قاعدة احتكار التلفزيون الرسمي لصناعة الأخبار، وقد كانت التجربة أول محاولة لكسر الحظر على المضمون الإخبارى المقدم على القنوات الخاصة .

وأضاف أن القناة فى بداية تأسيسها كانت قد تحايلت على عدم وجود تراخيص من مدينة الإنتاج الإعلامي لقنوات إخبارية، وذلك من خلال البدء في البث الإخباري من خلال رخصة قناة منوعات وهو ما أدى إلى إغلاق القناة بعد 5 أشهر لمخالفتها شروط الرخصة حتى عادت القناة للبث مرة أخرى وبدأت في بث النشرات الإخبارية بعد الحصول على التراخيص، ولكن ظهرت ببث للنشرات الإخبارية بترتيب مختلف عن الترتيب الذي كانت تعتمده قنوات التلفزيون الرسمي فلم نكن نبدأ النشرة بالأخبار الرئاسية والحكومية، ولكن كنا نصدر الأخبار المتعلقة بالقصة الخبرية وهذا ما أدى لإحداث طفرة في تقديم النشرات الإخبارية في مصر.

فيما قال المهندس روماني رزق رئيس مجلس إدارة وكالة مصر، إن تكونولجيا المعلومات، لن تتمكن من استغنائنا عن ثقافة الورقة والقلم والكتابة أبدًا، ولكن تكنولوجيا المعلومات تعطي ثراء في صناعة المحتوى.

وأضاف أن المعلومات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة تساعد على اتخاذ القرار الصحيح، كما أنها تساعد في تطوير المحتوى الإعلامي عبر توفير المعلومات الدقيقة لصناع المحتوى، باعتبار أن صناعة المحتوى تعتمد على أدوات تساعد في تقديم هذه الصناعة للمتلقي.

وأشار إلى أن التكنولوجيا الحديثة أدت إلى كسر حواجز الزمان والمكان بين البشر، ودورنا هنا أن نوظف هذه التكنولوجيا فيما يساعد في تحسين صناعة المحتوى الإعلامي، من خلال هذه التكنولوجيا الحديثة، وليس فقط انتقاد عيوب هذه التكنولوجيا، فنحن يجب أن نعمل على تطوير المميزات وتلافي العيوب.