«وداع أوروبا من دون اتفاق» أسوأ سيناريوهات حكومة «تيريزا ماي»

علما الاتحاد الأوروبي وبريطانيا
علما الاتحاد الأوروبي وبريطانيا

بدأت عجلة العد التنازلي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الدوران، فلم يعد متبقي سوى أقل من شهرين، لتشق بريطانيا مستقبلها وغدها بمنأى عن أقرانها في القارة العجوز.

لكن الوداع لن يكون حلو المذاق، في ظل تجرع حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مرارة احتمالية الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون إبرام اتفاقٍ مع بروكسل.

التاسع والعشرين من مارس المقبل هو خط النهاية في حكاية بريطانيا مع التكتل الأكبر في القارة العجوز، فمع زوال نجمة بريطانيا من عقد نجوم الاتحاد الأوروبي، ستكون الفواصل الاقتصادية حاضرةً بين الجانبين، وهي بيت القصيد في مستقبل لندن وبروكسل.

أحاديث الندم

جريج كلارك، وزير الأعمال البريطاني في حكومة ماي، قال خلال مقابلةٍ صحفيةٍ يوم السبت إن بلاده ستندم للأبد على مغادرة الاتحاد الأوروبي بدون التوصل إلى اتفاق وإن البرلمان بحاجة للتوصل إلى قرار للحيلولة دون حدوث هذا خلال الأسبوعين المقبلين.

وأردف قائلا "إذا ما فعلنا ما أعتقد أنه سيكون خطأ سنندم عليه للأبد، فستسجله كتب التاريخ مثلما سجلت إنجازات الثورة الصناعية الأولى".

جاءت تعليقات كلارك في صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، في الوقت الذي تحدثت فيه الصحيفة نفسها عن وثائق حكومية تنبه إلى أن نظام النقل البريطاني قد يدخل في حالة ارتباك بعد الانفصال دون توقيع اتفاقٍ مع أوروبا، وهو ما ينبئ بوضعية اقتصادية ليست على ما يرام بالنسبة للمملكة المتحدة.

وزير الأعمال البريطاني حذر بدوره من أن بريطانيا تواجه خطر اضطراب كبير في التجارة مع الاتحاد الأوروبي، وانفصال الأنشطة البريطانية عن سلاسل الإمداد الأوروبية، حال الخروج من عضوية الاتحاد بدون التوصل إلى اتفاق.

وأشار كلارك إلى أن البرلمان بحاجة للموافقة على اتفاق بحلول منتصف الشهر الجاري، منوهًا إلى أن هناك شركات قالت إنها ستكون غير مستعدة لشحن البضائع إلى اليابان أو كوريا الجنوبية، إذا كان من غير الواضح ما إذا كانت ستواجه رسومًا جمركية لدى وصولها.

ضربات متوالية

وأجهض مجلس العموم البريطاني (البرلمان) في منتصف يناير الماضي، مشروع اتفاقٍ جرى توقيعه بين تيريزا ماي والقادة الأوروبيين في نوفمبر المنصرم، تاركًا المشهد السياسي ومستقبل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ضبابيًا، كضباب العاصمة البريطانية لندن الشهير.

وواجهت حكومة تيريزا ماي صفعةً أخرى من قبل بروكسل بعدما رفض القادة الأوروبيون الأسبوع الفائت إعادة الاتفاق المنحوت في نوفمبر الماضي إلى طاولة المفاوضات من جديد، مصرين على عدم تقديم أية تنازلات خلاف التي تم الاتفاق عليها قبل أكثر من شهرين.

الوقت بات يمضي دون توقفٍ، ومعه تزداد خفقان قلوب الحكومة البريطانية من مغبة إدارة بريطانيا ظهرها لأوروبا من دون مصافحةٍ ووفاقٍ بينهما، يكون بمثابة قنطرة الأمان لمستقبل لندن وبروكسل.