حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: الحصاد.. ولولا يناير ويونيو «2»

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

كتبنا هنا الأسبوع الماضي مقالا تحت عنوان «لولا يناير».. تحدثنا فيه عن ثورة يناير وكيف انه لولا تلك الثورة لاستمر المشهد السياسي كما كان مخططا له لينتهي بصعود جمال مبارك للحكم وتحكم شلته في كل شيء واكتفى الإخوان بدور الكومبارس راضين مبسوطين في هذا المشهد.

 

ورأينا كيف وأدت ثورة يناير مخطط التوريث وهو في مخاض الولادة التي خطط لها أن تكون سهلة ميسورة وكيف كشفت أكذوبة الإخوان وضعفهم وطمعهم وأكدت الوجه الدموي للعشيرة.. وخلصنا في نهاية المقال إلى انه لولا ما زرعته يناير بكل سلبياتها ما كان ما نحصده الآن مع السيسي بكل صعوباته وتحدياته.

 

اليوم نتحدث عن الحصاد..حصاد ما بعد يناير ويونيو.. وفى اعتقادي أن مجرد الحديث عن حصاد أياً كان حجمه فهو إنجاز عظيم إذا ما نظرنا لما يحدث في الدول التي اجتاحتها موجات ما أطلق عليه الربيع العربي.. تفكك هنا وانهيار هناك وحروب أهلية.. كله لازال تائها يبحث عن فرصة نجاة.. إلا مصر.. زرعت وكان الحصاد.. وهنا نؤكد أنه لولا ليس يناير فقط إنما هبة الشعب في يونيو لمكثنا سنوات في دائرة لا تنتهي من العنف والانهيار والتفكك.. لكن الحصاد الذي نتحدث عنه ليس هينا.. بل ثورة خير تنشر ضيائها في كل بقاع مصر.. خير لم تستطع مصر تحقيق جزء بسيط منه حتى في أوج قوتها الاقتصادية قبل ثورة يناير.

 

وإذا كان شعار «عيش حرية عدالة اجتماعية أو كرامة إنسانية» مجرد حلم قبل يناير.. تحول إلى مجرد شعار بعدها.. حتى تحول الآن إلى حقيقة واقعة في معجزة إنسانية كبرى.. وهنا بالطبع لا أستطيع حصر جزء من هذا الإنجاز الذي يمكن تلخيصه في عدة مقالات.. لكنى هنا أبدأ بآخر جزء في هذا الشعار وهو عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية.. لنجد أنفسنا أمام تحد كان مستحيلا.. وعصر كرامة المصري هى أساسه.. ونجد أنفسنا أمام الكثير والكثير من المبادرات التي تحولت إلى واقع ملموس.. لا ينكره إلا جاحد متربص بمصر ونهضتها.. فماذا نقول أمام مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي «سجون بلا غارمات ولا غارمين» وأحدث حلقاتها الأسبوع الماضي بالإفراج عن 2868 من الغارمين والغارمات.. في مشهد اجتماعي ننحني احتراما له.

 

وهناك مبادرة حياة كريمة لإنقاذ المشردين والأطفال.. بالشوارع وعلى الأرصفة وأسفل الكباري والجسور.. تحرك فعلى لمنع الإهانة عن أهالينا كبار السن وجمع أشلاء الكرامة من الشوارع وإنقاذ آلاف المشردين أسبوعيا بكل محافظات الجمهورية.. ورصدت الحملة قصصا تدمى القلوب قبل الأعين وأسر كاملة كانت تتخذ الشارع ملجأ لها.

 

وقبل تلك المبادرتين.. هناك مشروع «تكافل وكرامة» الذي أطلقته الحكومة عام ٢٠١٥ بتوجيهات الرئيس السيسي ضمن منظومة الحماية ليصل عـدد الأسر المستفيدة من البرنامج ٢٫٥ مليون أسرة وزادت مخصصات الدعم النقدي الذي يشمل كرامة وتكافل والضمان الاجتماعي من ٥٫١ مليار إلى ١٣٫٩ مليار جنيه خلال ٣ سنوات بنسبة زيادة ٢٣٦٪.. بجانب مـسـاعـدات ضمانية لحوالي ١٫٧ مليون أسرة لترتفع قيمة مخصصات المساعدات الضمانية الـعـام الماضي إلى ٧ مليارات جنيه بزيادة قدرها حوالي ١٠٠٪.. وهناك أيضا في مـجـال الإغـــاثـــة والـنـكـبـات حيث وصـــل عـدد المستفيدين منها مثلا عام ٢٠١٦ إلى ٥٠ ألفا و٢٣٥ أسرة بتكلفة إجمالية قدرها ٢٠٤ ملايين جنيه.. وزادت أعـداد المستفيدين والمخصصات في الأعوام التالية بنسب اقتربت من ٤٠٧٪.. ويكفي هنا شاهدا على الكرامة الإنسانية في النكبات حادث هضبة المقطم التي سقطت قبل أيام ولم نشاهد المشهد الذي كان معهودا في تلك الحالات بجلوسهم في مخيمات بالشهور.. لكن على الفور تم نقلهم إلى شقق إنسانية كاملة التجهيز.


كل هذا ولم نتحدث عن اختفاء ظاهرة طوابير العيش وضحاياه قبل ثورة يناير.. ولا زيادات المعاشات وسهولة الحصول عليها وفي مواعيد ثابتة.. ومبادرات حماية ومساعدة ذوي الإعاقة وسكن كريم وأطفال بلا مأوى.


أليس هذا قمة الكرامة الإنسانية.. وأليس هذا نتيجة مباشرة لثورة يناير وثورة تصحيح المسار وإنقاذ الوطن المختطف.. والبقية تأتى.
 

تقرأ أيضا| محمد البهنساوي يكتب: لولا يناير