بمكونات «الشخصية المصرية»..

الأزهري يرد على الحملات الممنهجة تجاه مسجد «الفتاح العليم»

الشيخ أسامة الأزهري
الشيخ أسامة الأزهري

تحدث الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، خلال خطبة الجمعة 1 فبراير، من مسجد الفتاح العليم، بالعاصمة الإدارية الجديدة عن «شخصية الإنسان المصري».

وقال الأزهري، إن الإنسان المصري العظيم بنيت شخصيته ونسجت عبر التاريخ من موارد فريدة لاتتاح لغير هذا الوطن، ولا لغير هذا المكان، مقدمًا عدد من الأعمدة بنيت عليها شخصية الإنسان المصري النبيل.

وأوضح: «العمود الأول هو أن الإنسان المصري إنسان متدين بطبعه، هكذا كنا نقول عبر الزمان الماضي، لكن طرأت صور من التدين المغلوط الذي ينقض العهود ويروع الآمنين من خطاب تيارات التطرف على اختلاف أسمائها، فنحن أحوج إلى إعادة تعديل العبارة لتكون معبرة عن المصري تعبيرًا صحيحًا فنقول: إن الإنسان المصري متدين تدينا يصنع الحضارة»، قائلا: «فالهرم الأكبر نموذج مصري لصناعة إنجاز ديني لخدمة قضية الآخرة، لكنه في الوقت نفسه تدين دفع الإنسان إلى الإبداع والسبق في العلوم الرياضية والمعمارية والهندسية فأصبح التدين صانعا للحضارة، ومثل ذلك في مسجد السلطان حسن هرم مصر الرابع عبقرية البناء الفريدة، مضيفا أن المصري متدين تدينًا يصنع الحضارة».

وأضاف: «العمود الثاني- أن الإنسان المصري واسع الأفق رأى الدنيا كلها تأتي لبلده من طلاب العلم الذين يأتون من المشارق والمغارب، فوجد أن بلده أم الدنيا، تنور الدنيا وتعلمها، وتقدم البر والعطاء والنورانية للدنيا ، ليس ضيق الفكر أو منكفيء على أزماته»،أما العمود الثالث أن الإنسان المصري إنسان معمر، فمنذ أن شيد المعابد والمساجد والكنائس العظيمة والمدن إلى جيلنا الذي نرى فيه الفلاح البسيط الذي يحدثك عن آماله ويطمح أن يدخر ليبني بيتا، فمازالت قضية البناء والعمران حاضرة تدفعه وتحركه تجعله شغوفا بالعمران مقبلا عليه محبا له.

وأكمل: «العمود الرابع أن المصري إنسان قوي في روحه وثقته في ذاته وعقله وفكره وتاريخه وإرداته ومقدرته على اجتياز أزماته، أما العمود الخامس أن المصري قائد ورائد، عرف وظيفته وأدرك دوره، يمد يده لأشقائه من الأوطان العربية والاسلامية والدنيا كلها، ولأنه نبيل فإنه لم يتكبر، بل كان قائدا نبيلا، خادمًا لكل من حوله، يمد يد الحب والبذل والعطاء، أدرك أنه لا عز له إلا بأشقائه المحيطين، والعمود الخامس أنه إنسان شغوف بالعلم محب للابداع شيد المدارس ومعاهد العلم والتعليم وأبدع في العلوم وشيد الجامعات وخرج منه العباقرة والمفكرون والكتاب الذين شهدت لهم الدنيا بجودة الفكر».

وذكر أن العمود السادس أن الإنسان المصري منذ صغره صنع على أن يكون مقدما للإنسانية و بسط اليد للتعاون ، فهو انسان يقدم الخير للانسانية وان كان في وقت أزمة، أما العمود السابع أن المصري إنسان وطني صاحب انتماء محب لتراب بلده لاتهون عنده، يدرك قيمتها وقدرها يفتديها بروجه ونفسه، وفيما يخص العمود الثامن هو أن مجموع ذلك أن المصري متوازن متوسط معتدل فالاعتدال أبرز السمات الأساسية للشخصية المصرية.

وأشار الأزهري إلى أنه بعد انطلاق الخطب الثلاثة من مسجد الفتاح العليم قامت جهات بحملات شعواء على هذا الخطاب وعلى مسجد الفتاح العليم من قنوات تقول إن مسجد الفتاح العليم بديلا للأزهر، متسائلا «أي عاقل في الدنيا يقول ذلك، الأزهر يوم أن نشأ له فرع بالاسكندرية على يد ابراهيم باشا 1240 هجرية وعمر فيه التعليم على غرار الأزهر لم يقل أحد أنه بديل عن الازهر بل أنه رافد من روافده وفرع من فروعه، بل كان الأزهر يمده بعلومه ومشايخه». 

وتابع: «لما نشأ الجامع الأحمدي في طنطا وصار يمنح الشهادات العالمية بمناهج الأزهر لم يقل أحد أنه بديل عن الأزهر ويوم أن نشأ الجامع الدسوقي في كفر الشيخ، ويوم ان نشأ معهد فؤاد الأول في مدينة أسيوط كانت كل ذلك وجوهًا أزهرية وكواكب متألقة تدور في فلك الأزهر الشريف، وأنا أتشرف بانتسابي للأزهر الشريف ومسجد الفتاح العليم فرع من الأزهر ومن غصون شجرته». 

وأكد أن كل إنسان مصري يفتخر بالأزهر أعظم الافتخار، أنه المنار العريق الذي آوى إليه طلاب العلم من المشارق والمغارب فخرج العلماء والزعماء والمفتيين الذي رجعوا لبلادهم فملؤها علمًا واستقرارًا.

وقال: «من هذا المنبر أرفع اسمى آيات الإجلال والتقدير للأزهر ولأستاذه الدكتور أحمد الطيب وأعلنها جميعا أننا رجال الأزهر ورجاله وجنوده وحملة مشاعل النور منه ، مؤكدا أن قضيتنا الأولى بناء الأوطان، والثانية حفظ مكانة مصر والثالثة بناء شخصية الانسان المصري على نحو يستعيد الانسان ذاكرته ويثق في ذاته وتاريخه ومؤسسات بلده وينطلق بتجاوز ازمات بلده، فيدنا ممدوة بالتعاون لنقدم الخير للبشرية كلها» .