مباحثات «متوترة».. طريق شائك لأمريكا والصين لإنهاء «الحرب التجارية»

جانب من الاجتماع
جانب من الاجتماع

قبل قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم يكن العالم يتوقع أن تصير حربًا تجاريةً على الصعيد العالمي بين اثنين من أقوى الكيانات الاقتصادية في العالم، على الرغم من الخلافات الدائمة بينهما، لكن مع وصول "ترامب" للحكم بات كل شيءٍ غير مستبعد حدوثه، خاصةً مع فرض الرئيس الأمريكي الـ45 رسومًا جمركيةً على السلع الصينية، في خطوةٍ أغضبت بكين، لتكون بمثابة إشارة بدء الحرب التجارية.

قادة البلدين ارتأى لهما السعي لوضع حدٍ لهذا السجال التجاري فيما بينهما، فتوصلا لهدنةٍ كان الهدف منها إتاحة الفرصة لتوقيع اتفاقٍ تجاريٍ، ومن أجل ذلك، افتتحت الولايات المتحدة والصين اليوم الأربعاء 30 ديسمبر، جولةً مهمةً من مباحثات على مستوى عالٍ تهدف إلى إنهاء الحرب التجارية المستمرة بينهما منذ شهور، في ظل خلافاتٍ كبيرةٍ بشأن الممارسات الصينية فيما يتعلق بالملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا.

مباحثات يشوبها التوتر

والتقى مسؤولون على مستوى وزاري بقيادة نائب رئيس الوزراء الصيني، ليو خه، مع الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر في مبنى مكتب أيزنهاور التنفيذي المجاور للبيت الأبيض، مع بقاء نحو شهرٍ واحدٍ على انقضاء مهلةٍ أمريكيةٍ صينيةٍ للتوصل لاتفاق يضع حدًا للحرب التجارية، التي قال عنها الرئيس الصيني شي جين بينج من قبل إنه لا يوجد رابحٌ فيها.

ووفقًا لوكالة "رويترز" العالمية، فإنه من المتوقع أن تكون المباحثات في واشنطن متوترة، في ظل القليل من الإشارات حتى الآن، إلا أن المسؤولين الصينيين يرغبون في الاستجابة للمطالب الأمريكية الأساسية لحماية حقوق الملكية الفكرية الأمريكية بشكلٍ كاملٍ، وإنهاء سياسات تقول واشنطن إنها تجبر الشركات الأمريكية على نقل التكنولوجيا إلى شركات صينية، في حين ينفي المسؤولون الصينيون أن تكون سياساتهم تفرض نقل التكنولوجيا بصورةٍ قسريةٍ.

هدنة الـ90 يومًا

وفي مطلع ديسمبر الماضي، توصل الزعيمان الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينج إلى اتفاق هدنةٍ مدته 90 يومًا، كان على هامش أعمال قمة العشرين التي جرت في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس.

ويقضي الاتفاق بين ترامب وشي جين بينج، بتعليق واشنطن تنفيذ قرار زيادة الرسوم الجمركية على نصف وارداتها الصينية لمدة 3 أشهر، وتقدر قيمة الواردات الصينية للولايات المتحدة بقيمة 200 مليار دولار سنويًا.

وبحلول 2 مارس المقبل، ستنتهي شهور الهدنة الثلاثة، وعدم التوصل لاتفاقٍ بين واشنطن وبكين يعني عودة الولايات المتحدة لزيادة الرسوم على سلع صينية مرةً أخرى، وربما تتم مضاعفتها، حسب تصريحاتٍ خرجت من البيت الأبيض في أعقاب التوصل للهدنة بين الزعيمين الأمريكي والصيني.