حوار| رئيس التنسيق الحضاري: قرار الرئيس بطلاء الواجهات يعيد نضارة «العمارة» المصرية

رئيس التنسيق الحضاري خلال الحوار
رئيس التنسيق الحضاري خلال الحوار

- متابعة آليات التطبيق مع المحافظين.. والمبانى الأثرية والمسجلة خارج «التلوين»
- إعادة تخطيط 38 ميداناً.. ولجنة متخصصة لمواجهة تشوهات التماثيل
- بدأنا توثيق الحدائق التراثية.. و«حكاية شارع» بصمة حضارية فى وسط البلد

 

إعادة صياغة الرؤية الجمالية وتحقيق القيم الحضارية مع الاحتفاظ بأصالة الطابع المعمارى المصرى، وتوفير مخططات جديدة للميادين.. تلك هى أهم أهداف الجهاز القومى للتنسيق الحضارى الذى أنشئ عام 2001 طبقا للقرار الجمهورى رقم 37.. يتدثر مقر الجهاز بلحاف التاريخ بالقلعة، وكأنه يقول إننى أمزج التاريخ بالحاضر لأقدم واقعًا جمالياً جديدًا أصل به ما انقطع.. المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز، شعلة متقدة بالحركة الدائبة، مشروع تلو مشروع، ولجان فى إثر لجان.. يعمل برؤية فنان يؤذيه القبح المعمارى فيعمل على إعادة تشكيله خلقًا آخر، خاصة أن مصر هى التى علمت العالم فن النحت المعمارى وحولت كل حجر من أرضها إلى قطعة أثرية، وفى مكتبه حملنا إليه كومة من الأسئلة التى تشغل بال الكثيرين، فكان ذلك الحوار: 


< هناك إهمال شديد فى تطبيق قوانين العمارة والبناء فى مصر.. كيف يساعد جهاز التنسيق الحضارى فى علاج ذلك الوضع؟
- الجهاز له مهمتان رئيسيتان، واحدة لها علاقة بالتراث المعمارى المتميز على مستوى الجمهورية، والشق الآخر هو الصورة البصرية فى المدن المصرية.. وهذان هما الذراعان اللذان يعمل بهما الجهاز، وفيما يتعلق بالتراث المعمارى والعمرانى فى الدولة فنحن نعمل على المبانى ذات القيمة ولكنها غير مسجلة كأثر ومع هذا تمتلك مفردات معمارية متميزة تمثل حقبة زمنية معينة أو مرتبطة بشخصية أو تمثل مزارًا سياحياً.


< وما الفترة الزمنية التى يعمل فى إطارها الجهاز؟
- تقريبًا منذ أواخر القرن التاسع عشر.


 < ألا يوجد تداخل بين عملكم وعمل وزارة الآثار؟
- بالطبع لا، فنحن لنا عمل فى إطار المبانى المتميزة بخلاف الآثار التى تعمل فى إطار القانون 119 المتعامل مع الآثار وهى المبانى التى مر عليها مائة عام أما نحن فنحرص على الطابع العام ولذلك فإن المبانى تظل ملكًا لأصحابها ويستطيعون إجراء تعديلات داخلية عليها وإعادة توظيفها من الداخل ولو بالكامل، مع المحافظة على الواجهة الخارجية، لأن سبب تسجيله كتراث هو الفراغ المعمارى المحيط به.. لذلك فإن محددات التنسيق الحضارى أقل بكثير من محددات الآثار.


6700 عقار
< هل هناك حصر للمبانى الصالحة للدخول فى اهتمام الجهاز كتراث معمارى حتى الآن؟

- حصرنا بالفعل على مستوى الجمهورية 6700 عقار بالقاهرة والمحافظات، وهذا يجعلنا نكتشف أن لدينا ثروة معمارية وعمرانية بكل مكان بالجمهورية، وأؤكد أن عمل الجهاز فنى فى المقام الأول حيث يقدم الرؤى لجهات تنفيذية أخرى، وقد أصبح لدينا الآن الأرشيف القومى للمبانى التراثية، وهى قاعدة بيانات لرفع المبانى وتسجيلها على خرائط «جى آى إس» أو شبكة المعلومات الجغرافية وتم تسجيل المبانى عليها وأماكن تواجدها وإضافة المبانى التى خرجت نتيجة أنها آيلة للسقوط أو تعرضت لعوامل أفقدتها آليات التسجيل.


< ولكن هناك مناطق كاملة ذات تراث معمارى موحد.. فكيف سيتم تسجيلها؟
- نهتم أيضًا بتسجيل المناطق ذات الطبيعة العمرانية الواحدة، مثل القاهرة الخديوية، والقاهرة التاريخية والمعادى والزمالك وجاردن سيتى وبورفؤاد وهناك 12 منطقة تم تسجيلها فى الإسكندرية.


إستراتيجية الطلاء!
< هل تم توفير آليات للتعامل مع قرار الرئيس بطلاء الواجهات للحفاظ على الشكل الحضارى للعمارة المصرية؟

- وضعنا استراتيجية بكل الآليات لتنفيذ قرار الرئيس بطلاء واجهات المبانى التى تركت بالطوب الأحمر وأصبحت تؤثر على الشكل العام للعمران فى المدينة، وأرسلناها إلى وزارة التنمية المحلية حتى نناقشها معًا ونعتمد المخرجات التى يجب تنفيذها، خاصة أن القرار يُعيد النضارة والرونق للعمارة المصرية.


< وما أهم النقاط التى تم الاتفاق عليها بخصوص توزيعات الألوان؟
- التطبيق للألوان بشكل عام نطاق إقليمى، فالجمهورية تضم سبعة أقاليم رئيسية تحتوى على المحافظات، وكل إقليم به مميزات مشتركة وعناصر بيئية ومناخية متقاربة وهى التى تفرض علينا ألوانًا بعينها تخدم طبيعة كل إقليم، فمثلًا إقليم مدن قناة السويس مع الإسكندرية وهى مدن شاطئية فهذا معناه أننى أتعامل مع الأبيض بدرجاته حتى يصل إلى الذروة بالأزرق أو السماوى، بخلاف المناطق الصحراوية التى يغلب عليها اللون البيج بدرجاته، وهكذا.


خارج التلوين
< وهل تخضع المبانى الأثرية لهذا التصنيف اللونى.. وما الاستثناءات الأخرى؟

- لا تخضع المبانى الأثرية لهذا التصنيف ولا يوجد بها أى تغيير للألوان ولا تلك المبانى المسجلة كتراث، لأنها ثوابت مرتبطة بضوابط أخرى، وأيضًا فى بعض المحافظات هناك رخص بناء تم منحها باللون الذى طلبته، مثل القرى السياحية فى شرم الشيخ والبحر الأحمر وشمال سيناء وغيرها، فهذه النماذج خارج التلوين.


< ما الجهات التى شاركت فى وضع هذا المخطط اللونى؟
- شاركت عدة جهات فى هذا الأمر مع التنسيق الحضارى كالفنون الجميلة وكلية الهندسة قسم عمارة وجمعية المهندسين المعماريين ورئيس شعبة العمارة بنقابة المهندسين وعدد من المصورين.. وهؤلاء هم من وضعوا الرؤية والسياسة التى أرسلناها إلى التنمية المحلية، ووصينا بضرورة المشاركة المجتمعية فى المحافظات حتى يحدث وعى بهذا التغيير وليشارك الجميع فيه.. وهناك اجتماع قريب جدا مع المحافظين لمناقشة آليات هذه الإستراتيجية وطرق تطبيقها، وهناك محافظات بالفعل بدأت عملية الحصر، وسيتم التركيز على العقارات بالطوب الأحمر التى لم تستكمل حيث ينص القانون 119 للقانون الموحد أن الواجهة جزء من مكونات العقار وبالتالى فإن القانون يلزم صاحب العقار بالانتهاء منه وتشطيبه حتى يكون صالحًا للسكن.


ثقافة الواجهات!
 < إذن هل ستكون هناك أولوية للتركيز عليها وأوصى الجهاز المحافظات بالبدء بها؟

- أوصينا بالبدء بالمبانى ذات الطوب الأحمر على الطرق الرئيسية والمحاور، ثم ندخل على الطرق الفرعية، ثم بعد الانتهاء من المبانى ذات الطوب الأحمر على تلك الطرق نبدأ دراسة علاقة الألوان التى طرحناها بالمبانى الموجودة بالفعل، ودعم ثقافة الاهتمام بالواجهات لأن القانون ينص على تجديد الواجهة كل عشر سنوات وإلا ستكون المدينة «شايخة» ومنظرها غير لائق، وأشير إلى أن بعض الناس قام بالتشطيب بالرخام أو الحجر وهذه خامات طبيعية فلا يصح أن أقول له ادهنها لأن ذلك يضر بها وبالتالى ستتركها كما هى، فهناك مرونة كبيرة فى هذا الأمر، كما أن هناك مرونة فى درجات الألوان لنعطى المساحة للمعماريين للتنسيق وحتى لا توجد كتل ضخمة ذات لون واحد، لأن مصر ذات تنوع فى ارتفاعات المبانى وهو ما يتطلب حساسية شديدة فى التعامل مع اللون.


< هل تم الاتفاق على منطقة بعينها ينطلق منها المشروع؟
- كانت المحافظة قد أعلنت عن البدء بطريق المطار عند النزهة وأنا أعتقد أن هذا واجب المحافظات فمهمتى فقط وضع رؤية وآلية ومسئوليتهم الحصر على الواقع واتخاذ القرارات المناسبة وأعتقد أن طريق المتحف الكبير مهم جدا أيضًا وقد وضعنا رؤيتنا فيه، لأنه يجب أن يكون ممهدًا لأهمية هذا المشروع تاريخيا وحضاريا واقتراب افتتاحه.


< هناك تراجع كبير فى جماليات الميادين المصرية.. هل لديكم رؤية لإعادة وجهها الحضارى؟
- بدأنا بالفعل منذ فترة فى توفير آلية للتعامل مع الفراغ العام، فلا يصح أن يتخذ البعض قرارًا بوضع تمثال فى أى مكان دون الرجوع للمتخصصين ومن ثم نجد تمثالًا مشوهًا لنفرتيتى وآخر لعرابى فى حين أن مصر بلد النحت، وفى العالم كله يتم الاهتمام بتماثيل الميادين احترامًا للشخصية المطلوب إبرازها بشكل يتناسب مع الفراغ العام، وعندنا للأسف وضع البعض أعمالًا لا تليق بالشخصيات وآخرون قاموا بالتعامل السيئ مع تماثيل بحالة جيدة فكان تأثيرهم سلبيا جدا.


لجنة التماثيل
< وكيف تمت مواجهة هذه العشوائية؟

- صدر قرار من مجلس الوزراء مع الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة بعدم وضع أى تمثال بالمحافظات إلا بعد الرجوع للجنة المختصة التى قام بتشكيلها لهذا الغرض من كل من رئيس قطاع الفنون التشكيلية ومن وزارة الآثار وخاصة إدارة الترميم وعميد كلية الفنون الجميلة ورئيس قسم النحت ورئيس التنسيق الحضارى وعدد من الخبراء.. ولابد من عرض الأعمال الفنية على هذه اللجنة قبل عرضها فى الميادين.


< وماذا عن معالجة التماثيل القائمة بالفعل؟
- هناك بالفعل نماذج لذلك مثل تمثال الخديو توفيق فى بورسعيد وتمثال الفلاحة فى طريق الهرم، تم التعامل معهما بطريقة غير حرفية، ولذلك قمنا فى اللجنة بوضع أسس ومعايير ترميم وصيانة الأعمال الفنية فى الفراغ العام، وبالتفصيل وخطوة بخطوة لكيفية صيانة تمثال من البرونز أو الحجر.. ومن هنا فكرنا فى إنشاء قاعدة بيانات فى كل محافظة عن الأعمال الفنية الموجودة بها وتوضيح مكانها بالضبط حتى لا تصبح الأمور عشوائية، وأرسلنا هذه الخرائط وهذا الحصر إلى المحافظات، حتى تكون لدى إدارة الفنون التشكيلية قاعدة بيانات بالأعمال الموجودة وتاريخها واسم الفنان وعام التشكيل والخامة المستخدمة فى كل محافظة وقمنا كذلك باجتماعات مع الكليات الفنية لإشراكهم بالحصر والتوثيق لأعمال محافظاتهم.


38 ميدانا
< وماذا قدم جهاز التنسيق الحضارى لإعادة تخطيط الميادين بصورة أشمل؟

- الجهاز قدم بالفعل إعادة رؤية ٣٨ ميدانًا بالجمهورية، سواء من الناحية الجمالية أو الإضاءة أو التماثيل الموجودة أو مسارات المشاة وكل هذه التصميمات والرسومات أرسلتها للمحافظات، وعلى المحافظات أن تضع خطة تنفيذية بحسب الميزانية المتاحة لكل محافظة وطبيعة الأعمال الموجودة هناك، ولدينا مثال: ميدان الكيت كات قمنا بتخطيطة جماليا ولكن أعمال مترو الأنفاق تمنع المحافظة من التنفيذ الآن.. والحقيقة أننا نحتاج إلى وعى مجتمعى بأهمية هذه الأعمال الفنية، والغريب أن تمثال الفلاحة مثلًا ثم تشويهه بعد ٤٨ ساعة فقط من إعادة صيانته.


< لماذا لا تستخدمون حق الضبطية القضائية الممنوحة لكم فى مواجهة مثل هذا التشويه؟
- الضبطية القضائية لمن يدمر أو يهدم المبانى التراثية، ومهمة حماية تماثيل الميادين خاصة بالأحياء.. والجهاز حرر بالفعل ٤٠٠ مخالفة فى أنحاء الجمهورية حتى الآن، معظمها فى القاهرة والإسكندرية وبورسعيد بسبب التعدى على المبانى ذات القيمة وتم تقديمها إلى النيابة وإحالة المخالفين إلى المحاكمات.. ومهمة الجهاز توفير الدعم الفنى من خلال المتخصصين والخبراء مع الضوابط لأشكال الحماية والارتفاعات والألوان والأنشطة والبروزات.. وهذه الاشتراطات الخاصة التى نضعها أصبحت الآن ملزمة تمامًا كالقانون ١١٩ لأنها معتمدة من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية الذى يرأسه رئيس الوزراء.. ولذلك فإنه لا يستطيع أى مواطن الحصول على رخصة للبناء فى الأماكن ذات الطابع التراثى دون الرجوع إلى الجهاز الذى ينتدب لجنة من الحماية التراثية لوضع تقرير بالحالة وعلى أساسه تتم الموافقة على البناء أم لا.


عاش هنا
< إلى أين وصلتم فى المشروع الحضارى الثقافى «عاش هنا» وما الطموحات التى تتطلعون إلى تحقيقها؟

- قمنا بتسجيل ٢٠٠ بيت حتى الآن فى القاهرة والجيزة والإسكندرية.. وأريد أن أوضح أن فكرة عاش هنا كانت للكاتب الكبير كامل زهيرى وقت أن كان مديرًا لمكتبة القاهرة وطرح الفكرة علىَّ حين كنت مديرًا لصندوق التنمية الثقافية، ثم استكمل الفكرة الروائى الكبير جمال الغيطانى حين طلب تسجيل المسارات المحفوظية فى السكرية وبين القصرين، وهذه الفكرة مطبقة فى الدول الغربية بطرق أخرى.. وأساسيات التسجيل عندنا أن يكون المنزل ذا طابع معمارى تراثى ثم يكون مرتبطًا بأحد الأعلام المصريين، وبالتعاون مع مركز معلومات مجلس الوزراء الذى أنشأ موقعا يضم كل المعلومات عن هذه الشخصيات التى تم تسجيلها من خلال برنامج الكيو آر.. وأطمح لإنشاء مسار سياحى ثقافى من خلال هذا المشروع الذى يجد صدى واسعًا بالعالم العربى، خاصة أن لدينا عدة مناطق تضم الكثير من الشخصيات المهمة الذين عاشوا بها، وهذا التوجه يسهم فى الحفاظ على ذاكرة الوطن.. والمشروع ممتد إلى باقى المحافظات بهدف تحويله إلى نوع من السياحة الثقافية.


حكاية شارع
< لديكم مشروع آخر بدأنا نرى لافتاته اسمه «حكاية شارع».. كم شارعًا تم التعريف به حتى الآن؟

- بدأنا فى وسط البلد بالقاهرة وأقمنا لافتات تعريفية بأسماء ٦ شوارع، ونعمل الآن على إنتاج مجموعات أخرى من اللافتات لأنها جزء من الذاكرة ومن المهم أن يتعرف المواطنون على هؤلاء الأعلام.. والمشروع مستمر وسينتقل إلى مناطق ومحافظات أخرى.


< كيف تعامل الجهاز مع خروج حديقة الحيوان من التصنيف العالمى؟
- منذ وقت قريب تم تسجيل حديقة الحيوان والأورمان فى قوائم التراث.. وضعنا مشروعًا لتوثيق الحدائق التراثية، لأن لدينا مجموعة من الحدائق التراثية المهمة وجعلنا مهمتنا وضع النموذج الأول لإعادة هذه الحدائق كما كانت عليه ولدينا لجنة عالمية برئاسة المهندس العالمى ماهر ستيو وهو أحد كبار المصممين للحدائق ومؤسس الأزهر بارك.. واشتغلنا على حدائق القناطر الخيرية وحديقة الأزبكية التى هجمت عليها المبانى بشكل كبير والمتبقى منها ٦ أفدنة فقط، ولكن اللجنة القومية للحفاظ على القاهرة التراثية أقامت أكثر من اجتماع برئاسة المهندس شريف إسماعيل لمناقشة كيفية إعادة الحديقة بسور الأزبكية مرة أخرى بعد انتهاء أعمال المترو، خاصة أن لدينا التوثيق الكامل لها ورسوماتها الأصلية وأنواع النباتات التى كانت مزروعة فيها، وكذلك النافورة التراثية، ولدينا مشروع لرفع كفاءة نادى الشيش، وستكون هذه الحديقة نموذجًا للتعامل مع الحدائق التراثية.


< ما أهم المشكلات التى تعوق ترميم قرية حسن فتحى بالأقصر؟
- القرية تعرضت لتدهور شديد على فترات كبيرة، ومن أجل وقف كل هذه التدهورات كان لابد من تسجيل ما تبقى من مبانى القرية بعد الهجوم عليها من الطوب الأحمر والألوان غير المتناسقة معها، وكان دور الجهاز وضع ضوابط بمنع البناء فى هذه المنطقة إلا بعد الرجوع إلينا وصدر قرار بالفعل من مجلس الوزراء بحماية مجموعة المبانى المتبقية من القرية.. كما أبدى اليونسكو رغبته فى الدعم من خلال ترميم المبانى والمسجد والخان والمسرح، وبدأنا فى التنفيذ ولكن بعض الدراسات أجبرتنا على التوقف لمناقشة السبب الذى يؤدى إلى عودة الشروخ والترييحات بالجدران بعد كل ترميم، ويبدو أن المشكلة ليست فى الطوب أو الخامة فقط بل هناك مؤثرات خارجية قد تكون مناسيب مياه جوفية أو السدة الشتوية تتسبب فى ذلك، وتم تكليف مركز بحوث البناء بدراسة الخامات وتحليلها.


توثيق المقابر التاريخية
< هل لديكم توجه لتوثيق عدد من المقابر التاريخية بالقاهرة؟

- قمنا بتسجيل مجموعة من المقابر المملوكية وتم حصر وتسجيل ٦٨ مقبرة حتى الآن واللجان لا تزال تعمل على تسجيل مجموعات أخرى من المقابر التى تضم مفردات معمارية تراثية وأشهر المقابر التى تم تسجيلها كانت مقبرة عبد الرحمن الكواكبى بترب الغفير.


< هل كان للتنسيق الحضارى دور فى دعم مشروعات المبانى الحديثة فى العاصمة الإدارية والمدن الجديدة؟
- شاركنا بشكل رئيسى وكانت مبادرة جديدة من شركة العاصمة الإدارية ويجب أن نعى أن مجموعة كبيرة من المبانى بالعاصمة القديمة سيتم تفريغها من الموظفين مما يسمح لنا بإعادة استثمارها بحسب فرادتها وطبيعتها المعمارية.. بالإضافة إلى التعامل مع العاصمة الإدارية بحسب تكنولوجياتها الحديثة وأنشأنا مسابقة لأول مرة بالاتفاق مع شركة العاصمة الإدارية للتعامل مع كل الفراغات بالشوارع من الميادين ومواقف الأتوبيسات وسلات القمامة والمساحات الخضراء، والإعلانات والإى تى إم، وغيرها.. وحدث إقبال كبير من المعماريين الشباب والزراعيين والتخطيط، وهى تجربة رائدة للتعاون لتخرج المسابقة بصورة مميزة جدا.


< كيف يعمل الجهاز على توسيع رؤيته بمجال التدريب؟
- استقدمنا خبراء من اليابان والصين وجورجيا لإقامة ورش عمل لتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث الوسائل لتحويل المبانى التراثية إلى كيانات اقتصادية مع المحافظة عليها.