«الأسبوع الحاسم».. ترقب في لبنان لمصير الحكومة بعد أشهر من الانتظار

حسن نصر الله وسعد الحريري
حسن نصر الله وسعد الحريري

لا تزال لبنان تعيش على أمل حدوث انفراجة في مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، برئاسة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل، وذلك بعد أشهر من تعثر المباحثات بين أطراف الطيف السياسي اللبناني.

 

لبنان عرفت في شهر مايو المنصرم انتخابات تشريعية بعد تأجيل دام لخمس سنوات، بعد انقضاء ولاية مجلس النواب في عام 2013، ولكنها لم تعرف إلى الآن تشكيل حكومةٍ جديدةٍ تتألف من التيارات السياسة التي تبوأت مواقع الصدارة في البرلمان اللبناني.

 

أسبوع حاسم

سعد الحريري قال اليوم الثلاثاء 29 يناير إن الأسبوع الحالي سيكون حاسمًا في جهود تشكيل حكومة جديدة، مضيفًا أنه "متفائل بحذر".

 

وذكر مكتب الحريري في بيانٍ  أن الأمور ستتضح خلال يومين.. هذا الأسبوع هو أسبوع الحسم، سواء سلبًا أو إيجابًا.

 

وتخشى لبنان من الانزلاق في أزمةٍ كبيرةٍ في وقتٍ تعاني فيه البلاد من ركودٍ اقتصاديٍ، إضافةً إلى تركةٍ مثقلةٍ بالديون، في البلد الذي يعيش انقسامًا وتناحرًا بين الفصائل السياسية المختلفة.

 

وتعرضت سندات لبنان السيادية المقومة بالدولار لضغوط في الأسابيع الماضية، كما خفضت مؤسسة موديز التصنيف الائتماني للبنان فيما أرجعته إلى عدم اليقين بشأن تشكيل الحكومة.

 

ويأتي التصريح الصادر عن الحريري بعد ثلاثة أيامٍ من حديث الأمين العام لجماعة حزب الله "الشيعية"، حسن نصر الله، والذي قال يوم السبت الماضي إن جهدًا استثنائيًا، يُجري لتشكيل الحكومة لكن لا تزال هناك عقبتان، وهما كيفية ضم مجموعة من ستة نواب سنة إلى الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية بين الأحزاب المختلفة.

 

نتائج الانتخابات ونظامها

وكانت الانتخابات التي جرت قبل أكثر من ثمانية أشهر قد أسفرت على نجاح تكتل حزب الله وحركة الأمل "الشيعيين"، في حجز 29 مقعدًا بالبرلمان من أصل 128 مقعدًا، من بينهم 26 مقعدًا من أصل 27 مخصصين للشيعة في لبنان.

 

أما تيار المستقبل، الذي يتزعمه الحريري، فقد كان صاحب أكبر تمثيل للسنة في البرلمان، وهو ما مكن من إعادة تكليف سعد الحريري بتأليف الحكومة الجديدة، لكنه فقد جزءًا كبيرًا من مقاعده، فحاز 20 مقعدًا في هذه الانتخابات، بعدما كان يستحوذ على 36 مقعدًا داخل البرلمان.

 

وبالنسبة للتمثيل المسيحي، فقد احتفظ التيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل بالأكثرية بعد أن حاز 20 مقعدًا بالبرلمان، لكنه فقط 17 مقعدًا كاملًا كانت بحوزته في الولاية الماضية، في ظل الصعود السياسي لتيار القوات اللبنانية، بقيادة سمير جعجع، الذي حاز 15 مقعدًا في الانتخابات، وبات يزاحم التيار الوطني الحر في مقاعد المسيحيين.

 

وتتبع لبنان نظام المحاصصة السياسية، سواء على مستوى البرلمان أو على مستوى تقاسم السلطات، ويتألف البرلمان اللبناني من 128 عضوًا، مقسمين بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين، بواقع 64 مقعدًا لكلٍ منهما، ويستأثر مسيحو المارونية بأكبر عدد من المقاعد يبلغ 34 مقعدًا، في حين يحوز مسلمون السنة والشيعة 27 مقعدًا لكل طائفةٍ منهما، في حين يتقاسم الطوائف الدينية الأخرى باقي مقاعد البرلمان.

 

ونظام المحاصصة السياسي يعتمد على تقاسم السلطات وتوزيع مقاعد البرلمان على أساس طائفي أو ديني أو عرقي، وفي لبنان يشترط أن يكون رئيس الجمهورية مسيحي ماروني، وحاليًا هو ميشال عون، زعيم حزب التيار الوطني الحر، ورئيس الوزراء من المسلمين السنة، وحاليًا هو سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل، أما رئيس مجلس النواب، مسلمٌ شيعيٌ، وقد تم إعادة انتخاب نبيه بري، زعيم حركة أمل الشيعية رئيسًا للبرلمان.