روسيا وأمريكا.. صراع القطبين العالميين موجه نحو فنزويلا

صورة مجمعة
صورة مجمعة

مرةً أخرى، يتجدد الصراع بين القطبين الروسي والأمريكي على الساحة الدولية، وهذه المرة منبع الصراع من قارة أمريكا الجنوبية، حيث فنزويلا التي يشتعل فيها الصراع السياسي بين الرئيس نيكولاس مادورو وزعيم المعارضة المسيطرة على الكونجرس هناك خوان جوايدو.

وكعادة القطبين الروسي والأمريكي في معظم القضايا الدولية على الساحل أن يتبنى كلٌ منهما دعم طرفٍ يتناحر مع الطرف الآخر، فالخلاف هي الغالبية السائدة في مواقفهما الخارجية، خاصةً في السنوات الأخيرة.

موقف روسيا

وتقف روسيا رفقة الصين إلى جوار الرئيس نيكولاس مادورو، وعلى النقيض تتقدم واشنطن طابور الداعمين لزعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو.

وتم تداول أنباء عن إرسال موسكو 400 عنصر من شركة أمن روسية خاصة لحماية الرئيس مادورو، وذلك بعد إعلان جوايدو نفسه رئيسًا للبلاد، لكن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، نفى قطعيًا حدوث ذلك.

وقال بيسكوف "ما يحدث في فنزويلا خطير، لكن الأمر الأكثر خطورة هو أن يحدث تدخل عسكري مباشر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية"، مضيفًا "لا يخفى على أحد، اعتراف واشنطن بخوان غويدو رئيسا لفنزويلا، وإن ذلك يعتبر تأكيدا على علاقة الولايات المتحدة بأجندة المعارضة الفنزويلية".

وكان مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، قد أعلن أمس السبت، أن بلاده ترى ضرورة تجنب السيناريو العسكري في فنزويلا بأي ثمن.

جاء ذلك خلال لقاءٍ مع الصحفيين عقب جلسة مجلس الأمن حول فنزويلا قال فيه "لقد أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس جميع الخيارات، وهذا إشارة إلى شيء أكثر مما يحدث الآن.. هذا شيء خطير.. إذا نما إلى شيء عسكري فسيكون الأمر محزنًا جدًا.. ونعتقد أنه ينبغي تجنب ذلك بأي ثمن".

موقف أمريكا

وفي الجهة المقابلة، تدعم الولايات المتحدة علانيةً المعارضة الفنزويلية، وقد اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخوان جوايدو رئيسًا انتقاليًا للبلاد، ويرى الرئيس الأمريكي أن نظام مادورو غير شرعيٍ، وتسبب في معاناة الشعب الفنزويلي.

وتحدث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس السبت عن أن خوان جوايدو أصبح القائد الجديد لفنزويلا، مشيرًا إلى أن زعيم المعارضة الفنزويلية تعهد بعقد انتخابات قريبًا.

وإلى غاية الآن اعترفت الولايات المتحدة، وكندا والأرجنتين والبرازيل وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وجواتيمالا وهندوراس وبنما وباراجواي والبيرو وجورجيا وألبانيا، بخوان جوايدو رئيسًا مؤقتًا لفنزويلا.

وأمهلت دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا وكذلك الاتحاد الأوروبي كراكاس ثمانية أيام للإعلان عن انتخابات جديدة في فنزويلا، وإلا سيتم الاعتراف بجوايدو رئيسًا انتقاليًا لفنزويلا، وهو الأمر الذي رفضه مادورو، وكان قد قطع علاقاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة يوم الأربعاء الماضي.