للشتاء في الإسكندرية مذاق خاص، فرغم العواصف والأمطار التي تضرب المدينة، إلا أن السير على الكورنيش تحت الأمطار متعة يحرص على اقتناصها عشاق المدينة الساحلية.
في أحد الشوارع القريبة من مسجد القائد إبراهيم، اختبأ الحاج فتحي بعربته الصغيرة بجوار بناية بينما كانت السماء قد فتحت شلال من المياه المنهمرة، يوقد الرجل الستيني ناره بهدوء شديد لديه خبرة في مثل هذه الأجواء العاصفة.
رائحة البطاطا تفوح في المكان ما يلفت أنظار المارة ويغريهم للشراء منه فاعتاد الحاج فتحي الوقوف في هذه المنطقة منذ سنوات طويلة.
«لي 40 سنة وأنا شغال في المهنة دي في الصيف ببيع الترمس والشتا ببيع البطاطا وهي مهنتي أبا عن جد».. بهذه الكلمات يوضح الحاج فتحي رحلته اليومية مع بيع البطاطا في فصل الشتاء.
تقترب فتاة عشرينية بابتسامة وتطلب منه شراء واحدة، وفي لحظات يقطع الرجل بسكين في يده البطاطا إلى شرائح ليقدمها إلى الزبونة.
ويضيف الحاج فتحي: «باقف عن القائد إبراهيم وزبايني بتيجي لي والناس بتفضل البطاطا في الشتاء نظرا عشان درجة الحرارة بتكون منخفضة».
ويشير إلى أن ارتفاع الأسعار أثر بالسلب علي حجم الإقبال من المواطنين ولكن في النهاية من يسعى يجد رزقه، لافتا إلى أنه يبيع الواحدة بـ 5 جنيهات وأغلب زبائنه من الشباب في الجامعة وبعض الأسر التي تمر من المنطقة.
بائع البطاطا ليس الوحيد فعشرات العربات التي يدفعها الشباب على كورنيش الإسكندرية بدءا من منطقة بحري وصولا إلى حدائق المنتزه تتنوع بضائعهم ما بين الذرة المشوية والآيس كريم كل يبحث عن رزقه لم تمنعهم تقلبات الفصول فعشاق الكورنيش الذي بُني في أوائل القرن العشرين لا تهدأ حركتهم ليلا أو نهارا.
