مصر آمنة.. التقارير الدولية تبرز التحسن الملحوظ في المستوى الأمني

د. ليلى عبد المجيد
د. ليلى عبد المجيد

التقارير الدولية تبرز التحسن الملحوظ في المستوى الأمني

د. ليلى عبد المجيد: مواجهة الإعلام الإخوانى الممول كان من أهم أسباب تغيير الصورة المغلوطة

 

تمكنت مصر بمؤسساتها الإعلامية خلال الآونة الأخيرة وبأدوات عدة، من إحداث فارق فى تغيير الصورة النمطية التى اعتاد العالم رسمها عن البلاد عقب أحداث 25 يناير، مما انعكس على تحسن مؤشرات الأمن والنظام والقانون داخلياً وخارجياً فخلال يونيه الماضى أصدرت مؤسسة «غالوب» الدولية تقريراً يوضح أن مصر أكثر دول أفريقيا والشرق الأوسط والعالم العربى أمنا فى عام 2017.

كما أكد التقرير أن مصر تفوقت على الولايات المتحدة وبريطانيا فى معدلات القانون والنظام فجاءت فى المركز الـ16 فى التقرير السنوى لغالوب عن القانون والنظام والمطبق فى 142 دولة ومنطقة حول العالم، وهو ما يعد مؤشراً قوياً على نجاح تعديل الصورة الذهنية لمصر فى عيون العالم.

وتؤكد د.ليلى عبد المجيد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن ما حدث إبان ثورة 25 يناير فاجأ العالم بأجمعه، بعدما أفرزت الثورة أحداثاً غريبة وجديدة على المجتمع المصرى الذى لطالما اتسم بالهدوء والأصالة، فبدأت عمليات حرق الكنائس والقتل والاستهداف حتى ارتسمت فى أذهان العالم بأجمعه أن مصر لم تعد آمنة بعد.

تغير واضح

أضافت عبد المجيد أن تغيير تلك الصورة لم يكن سهلاً ولم يؤت ثماره إلا خلال السنوات القليلة الماضية، بعدما أصبح واضحاً للجميع داخليا أولاً أن مصر بدأت تتعافى، موضحة أن الإعلام الداخلى نجح فى التأكيد على تلك المعلومة من خلال نقل ما يحدث على أرض الواقع لكافة المواطنين، لاعبا دورا كبيراً فى خلق طاقة إيجابية لمواجهة التحديات التى يمر بها المجتمع. وتشير إلى أن تقرير غالوب يوضح النجاح فى ذلك، فالمؤشرات التى توصل لها بُنيت على استبيانات وآراء المواطنين فى كل مختلف الدول، وشعور المواطن بالأمان داخليا جعل النتائج تتحسن بشكل كبير، مما أكد للعالم أجمعه خطأ الصورة التى كان يتخذها، وهو أيضا ما تأكد من التصريحات الإيجابية التى أدلت بها الشخصيات العامة التى زارت مصر مؤخراً وانبهرت بمستوى الآمان الداخلى ومدى تشوه الصورة التى كانوا يرونها من قبل.

على جانب آخر أكدت عبد المجيد أننا مازلنا فى حاجة إلى تطوير أدواتنا الإعلامية فى الخارج حتى تستطيع مواجهة التشويه المتعمد الذى مازال متبعا من قبل البعض، لخدمة مصالح معينة بعضها مدفوع ماليا وبعضها لتحقيق أهداف سياسية خبيثة.

ضبط كبير

من جانبه أكد د.حسن عماد مكاوى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن الفترة الأخيرة شهدت تحسنا ملحوظاً فى صورة مصر فى وسائل الإعلام الغربية، وهو الأمر المتعلق وبشدة بمدى استعادة الدولة لهيبتها وقدرتها على تولى زمام الأمور، ومواجهة العناصر المحرضة التى تستهدف تشويه صورة مصر خارجياً.

وأضاف قائلاً: «إبان ثورة يناير دخلت مصر فى مرحلة فقدت فيها السيطرة كليا على ما يتم بثه وتداوله من صور وفيديوهات ومواد علمية تستخدم لأهداف معينة وتركز على السلبيات التى برزت فى المجتمع من أجل تقويض أركان الدولة، أما بعد ثورة 30 يونيو فبدأت الدولة فى استعادة دورها وإحداث نوع من التوازن والضبط لما يحدث داخل المؤسسات، وبدأت عملية نقل ما يحدث على أرض الواقع لكافة المواطنين داخليًا وخارجيًا مما أسهم فى تغيير الصورة الذهنية القديمة لدى الجميع». 

وأشار مكاوى إلى أن الفترة الحالية تتطلب دعمًا للمؤسسات المنوط بها الرد رسميا على كل ما يشاع داخليا وخارجيا ونقل الصورة الصحيحة لمصر للعالم الخارجى، وعلى رأسها الهيئة العامة للاستعلامات والتى تقلصت مكاتبها فى الخارج من 66 مكتباً إلى 11 مكتباً فقط، وينطبق الحال على ماسبيرو الذى يعانى من ضائقة مالية كبيرة، فهذه المؤسسات إذا أتيحت لها كافة الإمكانات المادية والبشرية فستحدث فرقا كبيرا وستكون أداة موجهة مباشرة للخارج.