حكاية سرقة الإرهاب لثورة 25 يناير

أنصار الإخوان الإرهابية
أنصار الإخوان الإرهابية

كتب: ياسمين سامي

كأى وحش يترقب فريسته للصيد، ظلت جماعة الإخوان المسلمين تنتظر ما سيفعله الشباب الذين نزلوا يطالبون بالتغيير بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فى مصر حتى بدأوا ينجحون فى تحقيق ما أرادوا وتوهجت الميادين واشتعلت شرارة الثورة، وأبى المعتصمون بالميدان ترك أماكنهم لينضم إليهم بعض شباب الإخوان حتى استقر الوضع ليظهر بعد ذلك فى الصورة قيادات الجماعة الإرهابية الذين استغلوا سوء الأوضاع الأمنية وعدم الاستقرار لإخراج المعتقلين من السجون وابرام صفقات مع بقية الجماعات الاسلامية التى تغلغلت ذلك التوقيت فى سيناء مقابل تمكينهم من الحكم فى مصر وبالفعل نجحت فى الوصول إلى أن ازاحت 30 يونيو كابوس الإخوان والإرهاب لتعود الدولة المصرية من جديد.
وبعد مرور 7 سنوات على ثورة 25 يناير حرصت «الأخبار» على الحديث مع الخبراء والمنشقين عن الجماعة حول مخططات الاخوان فى ذلك التوقيت وكيف استغلوا الثورة للوصول للحكم وكذلك تغاضيهم عن تغلغل الإرهاب فى مصر.
فى البداية أكد اسلام الكتاتني، القيادى السابق بجماعة الاخوان المسلمين، أن الاخوان اختطفوا الثورة من الثوار الحقيقيين وادعوا مشاركتهم منذ البداية فيها ولكن فى الحقيقة أن الجماعة لم تعلن المشاركة بشكل رسمى وأن من نزلوا إلى الميادين كان بشكل غير معلن وبالتنسيق وديًا فيما بين شباب الجماعة فقط وبدأوا بالنزول بعدما أثبتت الثورة بدايات نجاح لها فى يوم 29 يناير لكنه لم يكن موقفا معلنا ورسميا من الجماعة ولم تعلنه فى بيان لها.
وأوضح الكتاتنى أن ما يؤكد ذلك أن الجماعة كانت لها مصالح مع الحزب الوطنى وكانوا ينوون تأييد جمال مبارك إذا ترشح للانتخابات الرئاسية وظهر ذلك فى بياناتهم قبل الثورة، وحتى بعد اندلاع الثورة فى الميدان وبدء مشاركتهم فيها كان موقفهم منقسما ما بين شباب يتظاهر يريد التغيير فى الميدان وبين شباب شارك فى القتل من فوق أسطح العمارات سواء بالمولوتوف او بالقاء حجارة وغيرها من الأدوات التى قاموا باستخدامها لفض المعتصمين بعد الخطاب العاطفى للرئيس السابق محمد حسنى مبارك.
وأضاف القيادى المنشق أن الإخوان طوال الوقت تعاملوا مع الثورة تعاملا انتهازيا من أجل الوصول للسلطة والحكم فى مصر لتحقيق اطماع القيادة والسيادة لذلك تفاوضوا مع الحزب الوطنى واتفقوا مع السلفيين وكذلك بعض الجماعات الاسلامية لتأييدهم من أجل الوصول دون النظر للشباب الذى قام بالثورة فعليا او للثورة نفسها وأهدافها واستطاعوا بالفعل سرقتها.
أما عن الإرهاب وسماحهم له فى التمادى فأشار الكتاتنى إلى أنه انتشر فى عهد محمد مرسى الذى سمح للجماعات الإسلامية بالدخول إلى سيناء وغضوا الطرف عن الإرهابيين بسبب أنهم جماعة دينية ولديهم علاقات واسعة بالجماعات الدينية الأخرى وجعلوها ورقة يستغلونها وقت حاجتهم لها ومقابل تمكينهم من السلطة، فالاخوان سرقوا الثورة وسرقوا مصر حتى استردت مرة أخرى فى 30 يونيو.
يذكر أنه خلال فترة حكم محمد مرسى من 1 يوليو 2012 حتى 29 يونيو 2013 ، سقط 470 قتيلا فى 26 محافظة مختلفة مما تم حصره فى مختلف انواع الوقائع من قبل مبادرة «ويكى ثورة» لتوثيق الأرقام والاحصاءات فى ذلك التوقيت و6272 مصابا، و3007 مقبوض عليهم خلال 151 واقعة اشتباك.
بينما يقول نبيل نعيم، مسئول تنظيم الجهاد السابق فى مصر، إن جماعة الاخوان قد نجحت فى الانتخابات البرلمانية بعد تواجدهم فى ميدان التحرير وتوزيعهم للمأكولات والمشروبات واختلاطهم بالشباب بينما كانوا فى السابق فى عزلة عنهم وايضًا هم الوحيدون فى ذلك التوقيت الذين امتلكوا جميع الامكانيات المادية والتنظيمية التى مكنتهم من مساعدة المصابين والوقوف بشكل منظم بالميدان والتخطيط أيضًا لمستقبل الثورة وبالفعل فكروا للسيطرة على مقاليد الحكم وهو ما نجحوا فيه ولو بشكل مؤقت.
وأضاف نعيم أنهم استخداموا الألتراس الاخوانى فى عمليات التدمير والحرق ، وكانت تعمل الجماعات المنظمة للاخوان على حشد المليونيات والمتظاهرين وتوجيههم حسب مصالحهم، وفى نفس التوقيت تعمل على السماح للجماعات التكفيرية بسيناء بمدهم بالسلاح وكل ما يلزم الجماعة للعمليات الارهابية.
أما ضياء داود، السياسى وعضو مجلس النواب، فأكد أن هناك الكثير من الأقاويل التى حاولت وصف موقف الجماعة من ثورة يناير لكن لا خلاف على سرقتها للثورة واستغلالها للشعارات الدينية والرموز الشكلية للدين مثل اللحى والجلباب واللعب على عواطف جميع الفئات المصرية بمختلف طبقاتها لكسب تأييدها خاصة فى الأحياء الفقيرة والقرى النائية كى يحققوا أطماعهم فى الاستيلاء على السلطة.
وأضاف أن الجماعة الإرهابية لعبت ايضًا على كسب ود الثوار فى الميدان من خلال التأكيد على أنها التيار الوحيد الذى عارض الحزب الوطنى وأنهم الوحيدون الذين تم اعتقالهم فى السجون وافنوا حياتهم فى خدمة الوطن، موضحًا ان كل تلك الاكاذيب اتضحت فيما بعد انها استراتيجيات للعب على العواطف من أجل تحقيق المصلحة الخاصة بالجماعة وليس الوطن.
ووصف داوود أساليب الجماعة بالرخيصة والانتهازية خاصة بعد أن اتضح أنه يوجد دوائر صناعة للقرار وتعليمات تأتيهم من خارج مصر وتختلف اطماعها عن طموحات الثوار فى إحداث ثورة حقيقية وبناء نظام ديمقراطى حقيقى مما أضاع الثورة بسبب جماعة غير وطنية ارهابية اختارت مصلحتها على مصلحة الوطن، مستغلة الظروف السيئة التى تمر بها البلاد فى يناير 2011 ومرحلة عدم الاستقرار وهو اعتماد طريقة الصيد فى الماء العكر.