معاداة الصحافة ونقل سفارة بلاده للقدس| أسوأ قرارات ترامب في عامه الثاني

دونالد ترامب
دونالد ترامب

عامان مروا على الولايات المتحدة وهي تحت قيادة رئيسها دونالد ترامب، حمل العامين العديد من القرارات قليل منها كان صالحا والكثير كان مثيرا للجدل.

رصدت العديد من وسائل الإعلام وبعض المحللين السياسيين حول العالم، الكثير من الأخطاء التي ارتكبها الرئيس «الرأسمالي» منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية لبلاده عام 2016.

وبينما يحتفل ترامب بمرور عامين لتواجده على رأس الدولة بالولايات المتحدة، نستعرض في هذا التقرير أبرز القرارات التي اتخاذها والأخطاء التي صدرت عنه.

وصف دول المهاجرين بـ«القذرة»:

في بدايات 2018، اجتمع ترامب مع أعضاء مجلس الشيوخ لبحث قضية الهجرة التي شكلت أزمة له، وقام آنذاك بوصف الدول المصدرة لمهاجريها بـ«الدول القذرة» وخاصة هاييتي والسلفادور وبعض الدول الإفريقية.

تسببت تصريحات ترامب موجة من الغضب العارم داخل الولايات المتحدة وخارجها إضافة اتهامات بالعنصرية وإهانة لاجئين ضاقت بهم السبل.

معركة مع الصحافة:

منذ توليه سدة الحكم بالولايات المتحدة، طالت الرئيس الأمريكي تهم عدة بمعاداة الصحافة ووسائل الإعلام، ورفضه لوسيلة دون أخرى بالتواجد والمشاركة.

تأكدت تلك الأقاويل من خلال مهاجمته لمراسلي شبكة سي إن إن، فتارة يتهم مراسلة الشبكة بطرحها لأسئلة غبية، لكن المعركة الحقيقية ظهرت أثناء خلافه الحاد مع الصحفي جيم أكوستا.

بدأت المعركة أثناء محاججة أكوستا لترامب بشأن قافلة مهاجرين تتجه نحو الولايات المتحدة قادمة من أمريكا الوسطى.

وقال ترامب للصحفي "كفى، كفى"، وأمره بالجلوس ووضع الميكروفون، مضيفا "عار على 'سي إن إن' أن تعمل أنت فيها"... فالطريقة التي تعامل بها سارة هاكابي (ساندرز) فظيعة".

وتدخلت موظفة حاولت نزع الميكروفون من يد أكوستا، وهو يحاول طرح سؤاله الثاني على ترامب، لكنه قاوم تسليمه لها قائلا لها "عذرا سيدتي".

وانتشر فيديو عن الحادثة فور وقوعها على الانترنت، وعلى اثر الأزمة اتخذ ترامب قرارا بمنع دخول أكوستا للبيت الأبيض، ليحسم القضاء الأمر ويعيد أكوستا لمكانه في انتصار قضائي أحرج ترامب.

افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس:

في أواخر 2017، أعلن الرئيس الأمريكي عزم بلاده نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، في خطوة تؤكد اعترافه بحق إسرائيل وبكون القدس عاصمة لها، في استفزاز واضح للفلسطينيين وللعرب أجمع وانتقاصا لدور عملية السلام وكأول زعيم أمريكي يفي بهذا الوعد.

وفي مايو الماضي، تم افتتاح السفارة في مكانها الجديد في احتفال مهيب، ألقى ترامب كلمة عبر الفيديو إلى المشاركين في المراسم قائلا إن إسرائيل دولة مستقلة ويحق لها مثل لأي دولة في العالم أن تحدد عاصمتها والقدس عاصمة حقيقية لإسرائيل، مؤكدا كذلك على أن واشنطن ملتزمة تماما باتفاق السلام.

 الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني:

في مايو الماضي، أعلن الرئيس ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة العمل بالعقوبات عليها، مهددا طهران بمشاكل كبيرة إذا واصلت أنشطتها النووية، لكنه أبدى استعداده للمفاوضات على اتفاق جديد.

وتأتي أسباب انسحاب ترامب من تلك الاتفاقية، كونه يرى أن الاتفاق النووي مع إيران "سيء للغاية" وأن المفاوضين الأمريكيين لم يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية في الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة، وأن العقلية التي كانت وراء هذا الاتفاق هي نفس العقلية المسؤولة عن توقيع الكثير من الاتفاقات التجارية في الأعوام الماضية التي ضحت بمصالح الولايات المتحدة التجارية وغلبت مصالح دول أخرى وأضاعت ملايين فرص العمل.

إضافة لذلك، فهو يرى أيضا أن هذا الاتفاق وفر أموالا طائلة لإيران فاقت الـ100 مليار دولار وأن طهران "استخدمتها في تمويل الإرهاب" في إشارة إلى الأموال الإيرانية المجمدة في البنوك الأمريكية والأوروبية منذ عقود، كما أن الاتفاق لا يتوافر على أية ضمانات لفترة ما بعد انتهاء صلاحية الاتفاق العام 2025.

الانسحاب من سوريا وأفغانستان:

اتخذ الرئيس الأمريكي، قراره بالانسحاب من أفغانستان وسوريا لكن هذا القرار لم يؤيده بعض المحللين واتهموه بالتخلي عن تلك البلاد وتركها فريسة للإرهاب.

فبحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن انسحاب ترامب من أفغانستان كان بمثابة مكافأة منه لحركة طالبان كي تمارس سياساتها المتشددة وتعيد البلاد إلى ما كانت عليه.

أما فيما يخص سوريا، فرأت الصحيفة أن انسحاب واشنطن في هذا التوقيت هو هزيمة وليس فوز كما أشاعت، فداعش لا تزال متواجدة على الأرض بالرغم من تقلص دورها.

فصل أبناء المهاجرين عن ذويهم:

من جديد اتخذت إدارة ترامب قرارا يضر بالمهاجرين، فقد تم تخصيص إجراءات جديدة يقضي بوقف المهاجرين البالغين ممن يدخلون الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية، وتسليم أطفالهم إلى مراكز للعناية خصصتها لذلك وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية بالبلاد.

تسبب القرار في اندلاع موجة من الغضب داخل الولايات المتحدة وخارجها، كما أصدرت منظمة العفو الدولية تقرير أدان سياسة "الفصل القسري"، لأطفال المهاجرين عن ذويهم التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي، واعتبرتها بمثابة "تعذيب وفق ما ينص عليه القانون الدولي والأمريكي".