حوار| مفتي بلجراد: محرومون من بناء المساجد وأملنا تحقيق المواطنة

مفتي بلجراد الشيخ مصطفى سباهيتشي مع محررة «بوابة أخبار اليوم»
مفتي بلجراد الشيخ مصطفى سباهيتشي مع محررة «بوابة أخبار اليوم»

يحرص مفتي بلجراد والجيش الصربي الشيخ مصطفى يوسف سباهيتشي، على حضور المؤتمرات الدولية الخاصة بالمؤسسات الدينية في مصر، والتي آخرها مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بدورته الـ٢٩، والذي عقد على مدار يومي ١٩ و٢٠ من الشهر الجاري، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورأسه وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.

 

وأجرت «بوابة أخبار اليوم» حوارًا مع مفتي بلجراد، حول الوضع في صربيا فيما يتعلق بالشأن الديني، وتأثير العلاقات مع مصر عليها، وجاء كالتالي:


- صف لي شعورك بوجودك وسط نخبة من علماء الدين في مؤتمر الأوقاف الخاص ببناء الشخصية الوطنية؟

في الحقيقة أود أن أعرب عن امتناني وسعادتي لدعوتي من قبل رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، لحضور المؤتمر، ووضع مكانة لي في وسط الأمة الإسلامية، وهو شرف كبير لنا التواجد على أرض مصر وتبادل الآراء مع نخبة من علماء الدين من 70 دولة حول العالم، وذلك في الوقت الذي نعامل فيه داخل صربيا بأننا غرباء كوننا أقلية لأننا حوالي 7% فقط أي 600 ألف مسلم.

 

- ما هي النظرة الحالية للإسلام في بلجراد؟

في البداية كان المسلمون يمثلون 20% في الدولة المشتركة، وكان في بلجراد وحدها حوالي ١٠٠ ألف مسلم، وبعد التقسيم انخفض هذا العدد في كل صربيا، وربما رغم كوننا أقلية إلا أننا بعد أن كنا نعيش في دولة شيوعية، الآن أنا مفتي بلجراد ومفتي الجيش الصربي، فحاليا حصلنا على مكان داخل الجيش والمنظمات الدولية داخل صربيا، إلا أننا في نفس الوقت نحتاج لأن نرسخ مفهوم المواطنة بشكل أكبر لكي يصبح لنا كيانا يُقدر داخل دولتنا بدلا من أن نعامل بطريقة «التهميش».

 

- ما هي أبرز الأزمات الخاصة بالمسلمين في بلجراد؟

يواجه المسلمون العديد من الأزمات ربما أهمها أنه لا يوجد في بلجراد سوى مسجد واحد بني عام 1575 عندما كانت المدينة جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، وللأسف غادر كثير من المسلمين في فترة انهيار يوغوسلافيا عندما أيدت صربيا بني عرقها في البوسنة خلال مجزرة لمسلمي ذلك البلد وشنت حربًا لمكافحة التمرد في إقليم كوسوفو الواقع في جنوبها ضد الألبان الذين يغلب عليهم المسلمون.


وتقدم العديد من طلبات بناء المساجد إلا أن جميعها يلقى في الأدراج دون النظر إليها، والأمر لا يقتصر على هذا فقط، وإنما هناك رفض لتخصيص مساحات للمسلمين في المقابر.

 

- كيف تسهم العلاقات مع مصر في حل مشكلة الأقليات المسلمة في صربيا؟

كوننا أقلية كما ذكرت، فإنه من المهم جدًا لنا أخذ العلم من مصادره وبالطبع لا يوجد أعظم وأهم من مصر بلد الحضارة أرض الكنانة والأزهر الشريف، فأكبر العلماء والمفكرين ورجال الدين تخرجوا منها، ومصر لها دور كبير في العالم، لذا نتمنى في المستقبل أن تكون العلاقات بيننا وبينها أقوى. 

 

- هل يمكن أن تساهم أكاديمية الأوقاف الدولية في تصحيح الخطاب الديني في صربيا؟

بالتأكيد الأكاديمية الدولية ستؤدي دورها على أكمل وجه في الخطاب الديني في كل أنحاء العالم، حيث أن وزير الأوقاف أعلن أن أبوابها مفتوحة لكل الأئمة والوعاظ من كل دول العالم وهي مسألة غاية في الأهمية، كون الهدف الرئيسي تجديد الخطاب والتأكيد على مخاطبة الناس وفق المستحدثات الجديدة، وبما يلاءم طبيعة الزمان والمكان، من خلال بناء شخصية الواعظ والإمام والخطيب، لأنه في هذا الوقت لابد وأن نرى كيف يمكننا أن نحافظ ونربي أولادنا في المستقبل الجديد الذي يحاول الغرب تشكيله، ولابد أن نكون في الوقت الحالي لنا رد يتناسب مع العصر، وبالطبع كلما تكاتفنا وتوحدت كلمتنا وشعرنا ببعضنا البعض سيحالفنا التوفيق من الله.