الأمراض عند الفراعنة| «البلهارسيا والشيخوخة» من قديم الأزل ورمسيس الثالث صاحب«القلب الضعيف»

الأمراض عند الفراعنة
الأمراض عند الفراعنة

أعلن الفريق المصري، الذي يدرس المومياوات الملكية، عن اكتشاف مهم للغاية حول الأمراض المصرية القديمة.

حدث الاكتشاف بفضل الماسح الضوئي المقطعي المخصص فقط لتحليل المومياوات، حيث يعرض الجهاز كل جزء سواء داخل أو خارج المومياء ليأخذنا في رحلة لاكتشاف أسرار حياة المصريين القدماء والموت.

في هذا الصدد، يقول عالم المصريات د. زاهي حواس، "إن المعلومات التي حصلنا عليها سابقاً حول قدماء المصريين كانت بفضل الأشعة السينية، ووفقًا لهذه المعلومات، كان يُعتقد أن بعضًا من الـ 18 و 19 عانى من التهاب العمود الفقري. كما قام بتحليل أمنحتب الثاني، ورمسيس الثاني، ومومياء ابنه ميرنابتة ، وأظهرت الأشعة أن الالتهاب هو مرض قديم.

وأضاف حواس:" على العكس من ذلك، أكدت أبحاث العلماء، باستخدام جهاز التصوير المقطعي، أن الالتهاب هو مرض حديث لا وجود له في مصر القديمة، حيث أظهرت الأبحاث الحديثة أن مومياء أمنحتب الثالث، ورمسيس الثاني، ومرنبتاه، ورمسيس الثالث عانت من «التكلس»، وهي حقيقة تثبت أن التكلس مرض شائع خلال تلك الأوقات". 

يحدث مرض «التكلس» بسبب الترف، خاصة بسبب تناول اللحوم الحمراء المفرطة، ويصيب المسنين بشكل عام، وقد تم اكتشافه في المملكة القديمة، من خلال تحليل الهياكل العظمية والمومياوات التي وجدت في الجانب الشرقي من هرم خوفو، من قبل العالم الأمريكي "جورج ريزنر".

عانى المصريون القدماء من أمراض القلب، وفيما يتعلق بهذا الواقع، اكتشف الفريق الأثري أن قلب رمسيس الثاني كان ضعيفًا وأن عظام ميرنتباه كانت هشة، وربما كان السبب ببساطة «الشيخوخة».

وتجدر الإشارة إلى أن أستاذ الأشعة في قصر العيني د. سحر سليم، التي قدمت دراسة ممتعة عن المومياوات المصرية القديمة وأثبت أن التهاب المفاصل الروماتويدي قد صادف في 13 مومياء.

تبين  من أحدث الأبحاث التي أجريت على مومياوات مختلفة من المملكة القديمة والحديثة، أن الفراعنة والأمراء قد ماتوا في سن يتراوح بين الخمسين إلى الستين، وفيما يتعلق بالعمال المصريين القدماء، ماتوا في سن الثلاثين والثالث والثلاثين. ويعتقد أن موتهم المبكر يرجع إلى «داء البلهارسيا» الذي يصيب الكبد ويسبب الموت المبكر.

يعتقد حواس، أنه من المهم توسيع الأبحاث والدراسات حول الأمراض في مصر القديمة قائلاً: " علينا أن نتذكر أن الدراسات الهامة ، التي أجريت على الهياكل العظمية للعمال الذين بنوا الأهرامات، أثبتت وجود وحدة طبية وخدمة إسعاف ثابتة، في موقع بناء الأهرامات، لتقديم المساعدة الطبية للعمال".

وأضاف أن "الأدلة أثبتت أن بعض الأطراف كانت مكسورة، ربما بسبب سقوط الأحجار ومع ذلك، تم علاج الأطراف بنجاح، كما تم ممارسة عمليات بتر الأطراف والسيوف ونزع النزيف وقد ثبت أن المرضى عاشوا فترة طويلة بعد العلاج".

"قدمت دراسات الأسنان معلومات مهمة عن كيفية اعتياد القدماء المصريين على العيش والأكل والشرب".

واختتم حواس قائلاً: "نحن بحاجة إلى توسيع الدراسات والأبحاث حول الهياكل العظمية والمومياوات، لمعرفة أن الناس كانوا يعيشون وأسباب الموت في العصور القديمة لتحقيق هذا الهدف، ينبغي أن تشارك التكنولوجيا الطبية الحديثة في دراسات المومياوات".