صور| «بوابة أخبار اليوم» في أرض معركة الشرطة والإنجليز بالإسماعيلية خلال 25 يناير 1952

الإسماعيلية
الإسماعيلية

- إنذار بريطانى بإخلاء المحافظة.. ووزير الداخلية لـ القوات: دفع القوة بالقوة حتى آخر طلقة وآخر رجل

- 7 آلاف مستعمر بالدبابات والمدافع فى مواجهة 850 بطلاً أشعلت ثورة 23 يوليو لطرد المحتلين

- القائد الإنجليزى لضابط الاتصال المصرى: قاتلتم بشرف وعلينا احترامكم

- متحف بمديرية الأمن يضم صور الشهداء ولقطات حية من أرض المعركة لتخليد ذكرى الأبطال

 

25 يناير 1952 ملحمة فى تاريخ الشرطة المصرية.. يوم لا تنساه ذاكرة المصريين.. يوم أن سطر رجال الداخلية بطولة خالدة فى وجه الاحتلال الإنجليزى بمحافظة الإسماعيلية.. ليرفع لهم العدو التحية على بسالتهم ورفضهم الاستسلام.. رجال ضحوا بدمائهم لتظل مصر أبية عصية على اى مستعمر.. معركة الصمود لرجال الشرطة فى وجه المستعمر البريطانى اصبح عيدا نسترجع معه التضحيات التى مازالت شعار رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. «الأخبار» ذهبت إلى أرض المعركة.. رمزا لتضحياتهم ورمزا للكرامة..وأكمل اللواء محمود توفيق وزير الداخلية مسيرة الأبطال وتتواصل التضحيات  ويستمر العطاء على مر العصور ليستكمل رجال الشرطة الأبطال المهمة بنجاح.
ومنهم اللواء محمد على حسين مدير أمن الإسماعيلية.

مع بدايات دخولك إلى المحافظة التى تربط بين شرق وغرب قناة السويس تستشعر انك امام حدث جلل.. تذهب بك الذاكرة إلى مبنى المحافظة الذى حاصرته قوات الانجليز  التى ضمت 7 آلاف ضابط ومجند بحوزتهم أسلحة ثقيلة بالاضافة إلى محاصرة مديرية الامن..هنا دارت المعارك..هنا سالت دماء الشهداء دفاعا عن ارض الوطن.. هنا سطر رجال الشرطة أروع البطولات..
أهالى المحافظة يتذكرون التاريخ جيدا بعدما اصبحت ارضهم رمزا للصمود فى تاريخ مصر الحديث.. فوفق سجلات وزارة الداخلية وصلت قمة التوتر بين مصر وبريطانيا إلى حد مرتفع عندما اشتدت أعمال التخريب والأنشطة الفدائية ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم فى منطقة القنال فكانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة وكذلك أدى انسحاب العمال المصريين من معسكرات الإنجليز إلى وضع القوات البريطانية فى منطقة القناة فى موقف حرج.


وجاء اعلان الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين فى ترك عملهم مساهمة فى الكفاح الوطنى حيث سجل 91 572 عاملاً أسماءهم فى الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 من نوفمبر 1951 وتوقف المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة 80 ألف جندى وضابط بريطانى.

 

لتقدم القوات البريطانية على الانتقام من خلال مجزرة الإسماعيلية التى تعتبر من أهم الأحداث التى أدت إلى غضب الشعب والتسرع بالثورة لجلاء المستعمر عن مصر عام 1952.


ووفق ما تم تأريخه أقدمت بريطانيا على مغامرة أخرى لا تقل رعونة أو استفزازًا عن ممارساتها المعروفة منذ بداية الاحتلال وفى صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة البريجادير أكسهام ضابط الاتصال المصرى وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية وتجلو عن المحافظة والثكنات التى تعسكر بها وترحل عن منطقة القناة كلها والانسحاب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز إخفاء الفدائيين المكافحين ضد قواته فى منطقة القنال.


وكان الرد حاسما ورفضت المحافظة الإنذار البريطانى وأبلغته إلى وزير الداخلية آنذالك فؤاد سراج الدين باشا الذى أقر موقف الشرطة وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.


اندلاع المعركة
ففى يوم الجمعة ‏25‏ يناير ‏1952‏ أقدم الاستعمار البريطانى على ارتكاب مجزرة وحشية لا مثيل لها من قبل‏..‏ حيث تحركت القوات البريطانية فجر هذا اليوم من معسكراتها إلى شوارع الاسماعيلية وكانت تضم عشرات الدبابات والعربات المدرعة ومدافع الميدان وعربات اللاسلكى وقوات تقدر بـ 7 آلاف ضابط ومجند واتجهت هذه الحملة العسكرية الكبيرة إلى مبنى محافظة الإسماعيلية وثكنة بلوكات النظام التى تجاورها واللتين لم تكونا تضمان اكثر من‏850‏ ضابطا وجنديا حيث ضربت حولهما حصارا محكما‏.‏


وقدم الجنرال اكسهام قائد القوات البريطانية فى الاسماعيلية فى منتصف الساعة السادسة صباحا انذارا إلى ضابط الاتصال المصرى المقدم شريف العبد،  طلب فيه ان تسلم جميع قوات الشرطة وبلوكات النظام فى الاسماعيلية اسلحتها وان ترحل عن منطقة القناة فى صباح اليوم نفسه بكامل قواتها‏‏ وهدد باستخدام القوة فى حالة عدم الاستجابة إلى انذاره‏.


أوامر الوزير
‏ وقام اللواء أحمد رائف قائد بلوكات النظام‏ وعلى حلمى وكيل المحافظة بالاتصال هاتفيا على الفور بوزير الداخلية آنذاك فؤاد سراج الدين فى منزله بالقاهرة فامرهما برفض الانذار البريطانى ودفع القوة بالقوة والمقاومة حتى آخر طلقة وآخر رجل‏ وفى السابعة صباحا بدأت المجزرة الوحشية وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة او رحمة‏.‏


وعندما استشعر القائد البريطانى فى القناة الاهانة برفض القرار امر قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم بوليس شرطة الاسماعيلية ـ مديرية الامن حالياـ بعد أن أرسل إنذارا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره غير أن ضباط وجنود الشرطة رفضوا قبول هذا الانذار.. ووجه العدو نيران دباباته ومدافعه صوب القسم وأطلقت القوات البريطانية نيران قنابلها بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة ولم تكن قوات الشرطة مسلحة بشىء سوى البنادق العادية القديمة.


غروب الشمس
وقبل غروب شمس ذلك اليوم أمر الجنرال اكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل انذاره الاخير وهو التسليم والخروج رافعى الايدى وبدون اسلحتهم والا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏


الوضع الميدانى يقول ان 7 آلاف جندى بريطانى مذودين بالأسلحة تدعمهم الدبابات والعربات المصفحة ومدافع الميدان بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على 800 فى الثكنات و80 فى المحافظة لا يحملون غير البنادق واستخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة فى قصف مبنى المحافظة ومع ذلك قاوم رجال الشرطة واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة.

 

دارت معركة غير متكافئة القوة بين القوات فى الخارج والمحاصرين داخل القسم ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال وبعد ان تقوضت الجدران وسالت الدماء انهارا تملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية وهو النقيب مصطفى رفعت حيث صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏:‏ لن تتسلموا منا الا جثثا هامدة.


واستأنف البريطانيون المذبحة فانطلقت المدافع والدبابات واخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى انقاض بينما تبعثرت فى اركانها الاشلاء وتخضبت ارضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏


صمود الابطال
وبرغم ذلك ظل ابطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم من طراز «‏لى انفيلد‏» اقوى المدافع واحدث الاسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم وسقط منهم فى المعركة ‏50‏ شهيدا و‏80‏ جريحا‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا واسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء احمد رائف ولم يفرج عنهم الا فى فبراير‏ 1952.


تحية للرجال
ولم يستطع الجنرال اكسهام ان يخفى اعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏:‏ لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.


وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال اكسهام باداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم امامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏.‏


وانتشرت أخبار الحادث فى مصر كلها واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب والسخط وخرجت المظاهرات العارمة فى القاهرة واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة فى مظاهراتهم فى صباح السبت 26 من يناير 1952.


وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التى امتلأت بالجماهير الغاضبة ينادون بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز وكانت معركة الإسماعيلية الشرارة لنار تشتعل وتغير مجرى التاريخ.

 

سجل شهداء معركة 25 يناير 1952

فى 25 يناير سنة 1952 وفى معركة غير متكافئة رفضت قوات الشرطة المصرية بالاسماعيلية تسليم سلاحها للمحتل البريطانى واستشهد على أثر هذه المعركة 56 شهيداً .. وهم :
 1- السيد محمد الفحل 
2- على السيد على
3- عبد الحكيم أحمد جاد
4- ثابت مصطفى
5- أحمد مراد احمد
د 6- عبد ربه عبد الجليل عامر
7- محمد احمد ابراهيم المنشاوى
8- فتحى بدوى احمد الحليوى
9- عبد الله عبد المنعم فرج
10- مصطفى عبد الوهاب محمود
11- محمد الطوخى رمضان
12- سيد على حسين
13- حسين عبد السلام قرنى
14- السيد مجاهد على الزيات
15- عبد النبى سالم جمع 
16- محمد احمد حمدى
17- عبد الحميد عبد الرازق
18 - أبو المجد محمد مصطفى
 19- عبد السلام سليم صالح
20- رضوان أحمد محمد حيدر
21- كامل مازن حسين
22- فؤاد عبد الرازق على
23- أحمد أبو زيد منياوى
24- عبد الحميد معوض حشيش
 25- عبد الفتاح شاهين
 26- عبد الله مرزوق عبد الله
27- محمد ابراهيم أحمد
28- محمد محمود بدوى
29- فرج السيد اسماعيل
 30- عبد الحميد مسلمى احمد 
31- عبد السلام أحمد ابراهيم
32- محمد الجندى ابراهيم
33- فتحى أمين جمعة
 34- رياض عبود أسعد
 35- عبد الغنى محمد خليفة
 36- اليمانى إسماعيلى إبراهيم
 37- عبد الفتاح عبد الحميد
 38- بسيونى على الشرقاوى
 39- محمد محمد البياعة
 40- أمين عبد المنعم السيد
41- محمد حسن محمود حسن
42- محمد المليجى أحمد مصيلحى
 43- بهى الدين على حجازى
 44- عبد الفتاح عبد النبى العطار
45- عبد المنعم بيومى على البنا
46- محمد عبد المعطى حسن عيد
 47- محمود محمد عبد الرحمن فوده
 48- حسن عبد السلام عبد المنعم
 49- محمود حسن عفيفى عمارة
 50-محمد عبد الغنى السيد الفيشاوى
 51- محمد احمد على زايد
 52- على محمد منصور الطبال
 53- احمد محمد فريد
 54- أبو الفتوح أحمد أبو الفتوح
 55- عبد الحميد إبراهيم على منصور
 56- سعد على السايس