«الصوت المكتوم».. معاناة النساء «الزوج مريض نفسيا».. وخبير يقدم روشتة العلاج

صورة توضيحية
صورة توضيحية

«أم إسلام»: اكتشفت مرضه بعد الزواج.. و«الطلاق هو الحل»

 

هبة: «عايش بشخصيتين.. وأتمنى الموت يوميًا بسببه»

 

وخبير نفسي يؤكد: يمكن التعايش بالعلاج.. و60% من العلاج «مهمة الزوجة»

 

 

 

«إن الأذى النفسي أقوى كثيرًا من الأذى البدني».. مقولة لخصت معاناة بعض السيدات من «الزوج المريض نفسيًا»، فعبرت بعضهن عن معانتهن من الزوج المريض بالإحباط وانفصام الشخصية، وكذلك المريض بالجنون، ما قد يتسبب في تحطيم الأسرة، وقد يدق المسمار الأول في نعش الزواج الذي قد يخلف أطفالًا.

 

لذا، ناقشت «بوابة أخبار اليوم» زوجات تعاني من تلك الأزمة، وطرحنا عليهن سؤال «كيف تعرفين أن زوجك يحطمك نفسيًا»، كما وجهنا نفس السؤال إلى خبراء علم نفس، لتفسير تلك الظاهرة التي يعاني منها بعض البيوت المصرية، ووضع حدًا لها حفاظًا على استقرار الأسر المصرية.

 

أم إسلام.. ومريض الاكتئاب

 

في البداية روت لنا «أم إسلام» معاناتها مع زوجها، فقالت: «زوجي مريض نفسي، أنا مشكلتي طويلة، تزوجت قبل سنتين، وتمت خطبتي لمدة سنه ونصف، ولكن بعد كتب الكتاب بشهر، عرفت أن زوجي مريض نفسيًا ويتناول حبوب اكتئاب من سنوات».

 

وأضافت لـ«بوابة أخبار اليوم»: «بعد زواجنا بسنتين، وبعد استقبال أول مولود، قررت أن أفاتحه في عرضه على طبيب نفسي، وتناول علاج، ولكن عند علم أهلي بذلك، شجعوني على الطلاق، وأنهم خدعوا، لعدم حديث عن تلك الأزمة قبل الزواج».

 

وتابعت: «طلبت من زوجي مرارًا ضرورة العرض على طيبي نفسي إلى أنه رفض وبشدة، وأنا مازلت أعاني من تلك المشكلة وأشعر أنني وحيدة وقد أتحول إلى إنسانة فقدت مشاعرها، لذلك أرى أن الطلاق هو الحل».

 

 

«هبة».. والموت اليومي

 

أما هبة، أو «أم ياسين» فبدأت حديثها معنا، قائلة: «أعيش مع شخصيتين، لكن أخشى الطلاق»، مؤكدة أنها متزوجة منذ 11 عاما، واكتشفت في بداية الزواج أن زوجها مريض بانفصام الشخصية والعصبية الشديدة، رغم نجاحه في عمله.

 

وأوضحت أنها استشارت الأطباء النفسيين وكان تشخيصهم أنه مريض بنوع من أنواع الجنون، متابعة: «عندي طفلين، الكبير 10 سنوات، والصغير 4 سنوات، صبرت وتحملت مرضه وتحملت حرماني العاطفي والشرعي وحبسه لي في المنزل»؟.

 

 

وتابعت: «أنا لا أخرج من المنزل إلا كل 4 شهور وخائفة من الطلاق لأني لا أملك عائد مادي ولا وظيفة، وعائلتي لا تقدر على مساعدتي ماديًا، ووصلت حالتي النفسية لدرجة  كبيرة من اليأس والإحباط».

 

 

وأوضحت: «في النهاية، أهملت نفسي وبيتي وحياتي كلها، وأتمنى الموت يوميًا، وحالتي الصحية سيئة جدًا، هل أطلب الطلاق أم أصبر على هذه الحياة؟!».

 

 

العلاج هو الحل

 

ورد على ذلك، قال الدكتور جمال فرويز، الاستشاري النفسي، إن المرض سواء كان عضويًا أو نفسيًا فهو ابتلاء من الله، لكن الزوج المريض نفسيًا يجب أن يتمتع بمعاملة خاصة، فيجب أن تحرص الزوجة على ضرورة علاجه، وإدراك نوع المرض سواء كان اكتئاب أو انفصام شخصية أو غيرهما، ثم تأخذ بإرشادات التعامل معه.

 

وأضاف «فرويز» لـ«بوابة أخبار اليوم»: «إذا كان الزوج مريض اكتئاب، فيظهر ذلك على تصرفاته وسلوكه، فتظهر تغيرات تطرأ عليه وتلاحظها الزوجة، وهنا لابد أن يرى طيب معالج على وجه السرعة، ليتناول الأدوية المناسبة».

 

واستطرد: «أما مريض الانفصام، فهو تشككي فيضحك ويبكي فجأة، وينظر كثيرًا إلى الحائط، ولا يتكلم كثيرا، فهناك 60% من حالة انفصام الشخصية، ويكون الأهل فيها أهم من المريض في الرعاية، لأن المريض هنا يكون مقتنعا بأنه سليم بنسبة 100%، ويؤكد سلامته تمامًا».

 

وبسؤاله «هل المرض النفسي قد يؤدي إلى الطلاق»، أجاب الخبير النفسي قائلا: «هذا يتوقف على حسب شخصية الزوجة، لأن مريض الاكتئاب قد يدفع الزوجة للطلاق، وخاصة مريض الانفصام، في حالات غرقه في الأعراض السلبية ورفض العلاج»، متابعا: «هذا يتم دون إرادة الست، لكن من حقها أن تعيش حياة متكاملة، وتتمتع بكل حقوقها الزوجية».

 

ووجه «فرويز» في نهاية حديثه، رسالة للفتيات المقبلات على الزواج، وكذلك الزوجات، قائلً: «يجب أن تتأكد الفتاة من سلامة القوى النفسية والعقلية من العريس، ولكن إذا تزوجت واكتشفه مرضه النفسي، فهنا العلاج هو الحل».