حوار| مدير الدراسات الإسلامية بـ«مونستر الألمانية»: المواطنة تُساهم في القضاء على التطرف

البروفيسور مهند خورشيد ومحررة بوابة أخبار اليوم
البروفيسور مهند خورشيد ومحررة بوابة أخبار اليوم

قدم مدير معهد الدراسات الإسلامية والتربوية بجامعة مونستر الألمانية وأستاذ التربية الإسلامية البروفيسور مهند خورشيد، كلمة هامة بشأن النظر إلى المسلمين في ألمانيا، خلال افتتاح أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والوعاظ بحضور وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.


ويعد «خورشيد» من الشخصيات التي تعمل على تجديد الخطاب الديني بشكل مختلف، حيث قال في كتابه «الإسلام دين رحمة»: «الله ليس زعيما لقبيلة من العصور الغابرة ولا ديكتاتوراً، والقرآن ليس كتابا من كتب القانون»، محاولا التركيز على تصحيح الرؤية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين.


ومن هنا كان لـ«بوابة أخبار اليوم» حوارًا معه، على هامش مؤتمر الأوقاف في دورته الـ29، والذي جاء تحت عنوان: «بناء الشخصية الوطنية وأثرها في تقدم الدول والحفاظ على هويتها»، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبرئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.


- كيف ترى عنوان مؤتمر الأوقاف الخاص ببناء الشخصية؟
بناء الشخصية الوطنية موضوع مهم جدا خاصة في مجتمعاتنا التي صارت تعددية، لنحاول أن نصنع تناغم وانسجام مع الوطن مع هذه التعددية سواء دينية لأننا لسنا جميعا مسلمين ولسنا جميعنا على المذهب السني، وتوجد أقليات أخرى، ما يستدعي وجود مواطنة والولاء للوطن، والجميل في المؤتمر أنه يجمع بين أناس من مختلف البلاد الإسلامية وغير الإسلامية لكل منا وجهة نظر ونعمل في سياقات مختلفة نتبادل الخبرات من أحل الحصول على نتائج مثمرة فيما يتعلق بالمواطنة لأنه يتعلق بالمسلمين وغيرهم 

-    ألمانيا من الدول التي تتميز بالتحضر.. فكيف تؤثر قضية المواطنة على التطرف؟
هناك تأثير كبير ففي ألمانيا الجاليات الإسلامية تعتبر أقلية، لذا المواطنة مهمة جدا بالنسبة لنا لترسيخ الشعور بالروح الواحدة رغم اختلاف الدين، ومن هنا تساهم المواطنة في القضاء على التطرف، لأن المتطرف يرى الوطن عدوا له والشعور بقيمة الوطن واحترام الآخرين يقضي على الشعور بالاختلاف والعداء.


ونعاني في ألمانيا من الإسلام السياسي المتطرف الذي يسعى للوصول إلى السلطة فقط دون اهتمامه بالإسلام والمسلمين مهما كان الضرر الواقع عليهم، فهو يعد أي شخص مخالف له هو عدو حتى لو كان مسلمًا، ويتصف خطاب الجماعات المتطرفة بالعدائية والتكبر وينظر إلى من يختلف عنه على أنه كافر، ويتلاعبون بمشاعر الآخرين من خلال إخراج النصوص الدينية عن سياقها.

- الخطاب الديني في قائمة اهتمام المؤسسات الدينية.. فعل في نظركم يسير كما ينبغي؟
يحتاج تجديد الخطاب الديني إلى تجديد المناهج، وتجديد التفكير حتى في علاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى، فنحن للأسف عندما نتناول بالحديث تجديد الخطاب الديني نقتصر على الأمور الفقهية أي التحليل والتحريم، ولكنه في الحقيقة أعمق من ذلك بكثير فمنه يندرج موضوعات الرحمة والتي تناولها القرآن الكريم كثيرا، والتربية وكيف نصل إلى الأشياء الجديدة، لأن الخطاب الديني السائد لا يحاكي الواقع المعاش، والكثير من الموضوعات الأخرى.
ولكن لا ننسى دور وزارة الأوقاف برئاسة وزيرها الدكتور محمد مختار جمعة، في اتخاذ خطوات ممتازة ورائعة نحو تجديد الخطاب، ولكنها مازالت في بداية الطريق لأن هناك كثيرة ضاعت دون أن نفكر في هذه المسألة، ولدينا أجيال كبرت الآن في السن تحتاج لتجديد الخطاب.


-    بصفتك مدير مركز الدراسات الإسلامية بألمانيا.. ما هي أهم الأعمال التي يقوم بها؟
جاءت بداية مركز الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر بألمانيا، ويحتضن ما يزيد عن 850 طالبا من المسلمين، يعتمد خلال تدريسهم على مبدأ « أن كل إنسان سيد قراره الديني في كل الحالات، ولا وصاية دينية لأحد، على الإنسان أن يميز ويبحث دائمًا على الحقيقة» يعمل على تأهيلهم للتدريس داخل المدارس والجامعات في ألمانيا، حيث أن من يتخرج يكون مؤهلًا لتدريس مادة الدين الإسلامي داخل المدارس والجامعات في ألمانيا، وفي الحقيقة يسمح القانون الألماني بتدريس الدين الإسلامي داخل المدارس والجامعات مثل الدين المسيحي داخل ألمانيا.


- ما الدور الذي تنتظره من أكاديمية الأوقاف؟
أنتظر أن تقدم دورًا كبيرًا في تقديم خطاب تجديدي مكرس في خطاب الأئمة لأننا للأسف نحن أمة لا تقرأ، لذلك أتمنى أن تعمل الأكاديمية المهتمة بتدريب الأئمة والوعاظ ليس المصريين فقط وإنما في على رفع مستواهم بما يلاءم العصر ومقتضياته، حتى يتمكنوا من العمل بخطاب تجديدي لأنه لا يكفي أن نكتب عنه، وحاليا ما يوصل المعلومة هو المنابر لذا علينا الاهتمام بالأئمة والدعاة ومدرسين الدين الإسلامي لأنهم يلعبون دور كبير ورئيسي جدًا في توصيل الخطاب التجديد للناس.


-    كيف نطبق التوصيات التي انتهى منها المؤتمر على أرض الواقع؟
لكي نطبقها نحتاج آليات تطبيق، وذلك عن طريق كل شخص في مجاله فمثلا مدرسين الدين الإسلامي يمكنهم توصيل التوصيات عن طريق تدريس وتعليم الدين الإسلامي، وكذلك الأئمة والوعاظ والخطباء والواعظات لأنهم الجسر الذي يوصل كل شيء للشباب، وهما الخطوة الأساسية في إيصال ما تم الانتهاء منه بدلا من أن يصبح مجرد حديث نخبوي بين النخبة، ولكن وزير الأوقاف واع في هذه النقطة ويركز دائما على تدريب الأئمة والوعاظ على نشر التوصيات الخاصة بالمؤتمرات للشباب.