بـ13 توصية.. «مؤتمر الأوقاف» يصدر وثيقة القاهرة للمواطنة وتجديد الخطاب الديني

مؤتمر الأوقاف
مؤتمر الأوقاف

أجمع المشاركون في المؤتمر الدولي الـ29 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي انعقد بالقاهرة يومي السبت والأحد 19- 20 بناير، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ود. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، تحت عنوان «بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها»، على إصدار «وثيقة القاهرة للمواطنة وتجديد الخطاب الديني».

وتنص الوثيقة على تأكيد ما يلي:

1- أهمية التفرقة الواضحة بين الثابت والمتغير، فإنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت، وإنزال المتغير منزلة الثابت عين الجمود والتحجر وطريق التخلف عن ركب الحضارة والتقدم.

2- أهمية التفرقة الواضحة بين ما هو مقدس وما هو غير مقدس، ورفع القداسة عن غير المقدس من الأشخاص والآراء البشرية والشروح المتعلقة بالأحكام الجزئية والفتاوى القابلة للتغير بتغير الزمان أو المكان أو أحوال الناس وأعرافهم وعاداتهم وواقع حياتهم، مما لم يرد فيه نص قاطع ثبوتا ودلالة، وقصر التقديس على الذات الإلهية وكتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

3- ضرورة الانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل والتأمل، والتفكير بالتعمق في دراسة مفاتيح العلم وأدوات الاجتهاد والفهم بدراسة "علم أصول الفقه، وقواعد الفقه الكلية، وفقه المقاصد، وفقه الأولويات، وفقه الواقع"، للتعامل مع الجزئيات المستجدة والمستحدثة برؤية عصرية مستنيرة واعية.

4- ضرورة العمل الجاد على تكوين إمام عصري مستنير من خلال برامج تدريب وتأهيل الأئمة والخطباء والواعظات، بحيث لا تقف عند حدود التأهيل الشرعي واللغوي، إنما تشمل إلى جانبهما أساسيات علم المنطق وعلم النفس وعلم الاجتماع، ومفاهيم الأمن القومي وحروب الجيل الخامس والتحديات المعاصرة، وعلوم الحاسب، ودراسة إحدى اللغات الأجنبية، وفنون التواصل إعلاميًا وتكنولوجيا وإلكترونيًا، وفنون الدعوة والخطابة والتواصل المباشر.

5- التأكيد على مشروعية الدولة الوطنية وترسيخ مفهوم المواطنة المتكافئة، وبيان أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان .

6- بيان أن حفظ الأوطان أحد أهم المقاصد المعتبرة شرعًا، وينبغي أن يدرج في عداد المقاصد الكلية، إذ لا يوجد وطني شريف لا يكون على استعداد لأن يفتدي وطنه بنفسه وماله، وليس المفتدى بأقل رتبة أو عناية من المفتدى به، ولاسيما أن الفقهاء يقرون أن العدو إذا دخل بلد من بلاد المسلمين صار الجهاد ودفع العدو فرض عين على أهل هذا البلد: "رجالهم ونسائهم، كبيرهم وصغيرهم، قويهم وضعيفهم، مسلحهم وأعزلهم"، كل وفق استطاعته ومكنته، حتى لو فنوا جميعًا، ولو لم يكن الدفاع عن الديار والأوطان مقصدًا من أهم مقاصد الشرع، لكان لهم أن يتركوا الأوطان وأن ينجوا بأنفسهم وبدينهم.

7- تعزيز دور المؤسسات الوطنية في خدمة أوطانها ودعم جهودها في مختلف المجالات، بما يحقق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار للوطن وأهله، والخير والسلام للإنسانية جمعاء.

8- تعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية، تنظيرًا وتطبيقا وتحويلها إلى واقع وثقافة مجتمعية راسخة، والتأكيد على احترام الآخر المختلف عقديًّا، أو فكريًّا، وعلى ترسيخ أسس العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، والعمل على نشر السلام العالمي بما يحقق صالح الإنسانية جمعاء.

9- التركيز في مناهج التعليم على الجانب القيمي التطبيقي، كقبول التعددية والتعايش السلمي والتفكير الناقد وثقافة الحوار، وترسيخ ثقافة المشاركة المجتمعية وخدمة المجتمع.

10- تعزيز دور الأسرة في بناء الشخصية المتوازنة في فهم أمور الدين والدنيا، بما يؤدي إلى وجود أجيال قوية قادرة على حمل الأمانة، والوفاء بحقوق الوطن عليهم.

11- التأكيد على الدور الفاعل لوسائل الإعلام في مجال دعم قيم الانتماء والولاء للوطن، والتصدي لكل محاولات الهدم والقوى المعادية التي تعمل على زعزعة أمن الوطن واستقراره.

12- أهمية تدريس مادة التربية الوطنية بأسلوب علمي عصري، بما يحقق الربط القوي بين الناشئة وأوطانهم منذ نعومة أظافرهم.

13- اعتبار هذه التوصيات وثيقة عمل مشترك نحو ترسيخ الولاء والانتماء الوطني وبناء الشخصية الوطنية، مع العمل المشترك لنشر الفكر الوسطي المستنير وبناء السلام العالمي لصالح الإنسانية جمعاء.