قصص وعبر| شهد.. والحقيقة الغائبة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

وقفت الطالبة شهد ابنة الـ ١٤ عاما أمام مديرة المدرسة، وبعين مغرورقة بالدموع، ونظرات يصحبها حيرة واضطراب تروي مأساتها مع والديها اللذين ماتت عواطفهما، وبصوت مملوء بالشكوى والمرارة توضح سبب تغيبها عن المدرسة لفترة طويلة حيث أجبرها والديها على المكوث معهما، وتنفيذ وصلات رقص في حفلات داخل المنزل بملابس غير لائقة، ووسط أدخنة السجائر المحشوة بالحشيش.


وسكتت الفتاة برهة واستكملت: «أنا ضحية سهرات بلا حساب، ومتع بلا رقيب، وحركة بلا قيود»، اشتدت الحيرة بمديرة المدرسة، وعصف بداخلها قلق هائل، تهوي في خضم من التساؤلات، وسري الدم في عروقها كسريان التيار الكهربي في الأسلاك المعدنية مما يتردد على سمعها من هول ما تقول الطالبة الصغيرة التي أجهشت في البكاء.


تعاظمت الدهشة على وجه مديرة المدرسة، وانتفضت من فوق مقعدها تربت على خد الطالبة بإشفاق تمسح دموعها، ولم تتردد في إبلاغ شرطة النجدة للوقوف على حقيقية الأمر، وحضرت قوة من رجال الشرطة تحت إشراف المقدم محمد غراب وكيل فرقة مباحث الطالبية والعمرانية، وأكدت الطالبة الصغيرة ما جاء على لسانها مرة أخرى، وباستدعاء الأبوين نفيا ما تتهمهما به ابنتهما القاصر، وأنهما رفضا ذهابها للمدرسة نظرا لخروجها الكثير ورغبتها في العيش متحررة، معللين بأنها «عايزه تعيش حياتها براحتها دون رقيب».


تم تحرير المحضر اللازم وأخطرت النيابة التي أمرت بالتحفظ على الأبوين على ذمة التحقيقات، وسرعة تحريات المباحث، وإيداع الطالبة القاصر إحدى دور الرعاية والوصول إلى الحقيقة الغائبة.